القولون العصبي من الحالات الصحية الشائعة التي تسبب انزعاجًا كبيرًا للعديد من الأشخاص، وذلك بسبب أعراضها المتنوعة مثل الانتفاخ، ألم البطن، الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى احتباس الغازات الذي يؤثر على جودة الحياة اليومية. يعد التحكم في هذه الأعراض تحديًا كبيرًا، ويلجأ البعض إلى استخدام أقراص الفحم النشط كخيار علاجي لتخفيف الانتفاخ والغازات، وغالبًا ما يتم تناولها دون استشارة طبية.
تُستخدم أقراص الفحم النشط منذ عقود في علاج مشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالغازات والانتفاخ. تعمل هذه الأقراص من خلال امتصاص الغازات والمواد المسببة لها في الأمعاء، مما يقلل من حجم الغازات ويخفف الأعراض المزعجة المصاحبة للتقلصات. ويُعتبر الفحم النشط خيارًا آمنًا عند استخدامه بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي، حيث يساعد في تخفيف الشعور بالثقل والانتفاخ دون التسبب في الاعتماد أو تحسس الأمعاء.
عادةً ما تبدأ خطة العلاج بتناول كبسولة واحدة من الفحم النشط بعد وجبة الطعام، ثم قد تزيد الجرعة تدريجيًا لتشمل كبسولة بعد كل وجبة رئيسية، مع ضرورة ترك فترة زمنية لا تقل عن ساعتين بين تناول الفحم وأي أدوية أخرى لتجنب تداخل امتصاصها.
رغم فعالية أقراص الفحم في تقليل الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي، إلا أن استخدامها قد يصاحبه بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل تغير لون البراز إلى الأسود، وهو أمر طبيعي نتيجة لون الفحم ولا يستدعي القلق. ومن المهم التنويه إلى أن الفحم النشط لا يعالج السبب الأساسي للقولون العصبي، لكنه يساهم بشكل فعال في التخفيف من الأعراض الناتجة عن تراكم الغازات وسوء الهضم.
ينصح الأطباء باستخدام أقراص الفحم النشط كجزء من خطة علاج شاملة، مع الالتزام بتعديل نمط الحياة والغذاء، مثل التقليل من الأطعمة الدهنية والمقلية وزيادة شرب الماء، إلى جانب استشارة الطبيب لتحديد الجرعات المناسبة والفترة المثلى للاستخدام. كما يُفضل عدم الاعتماد على هذه الأقراص بشكل دائم، بل استخدامها كوسيلة مؤقتة للتخفيف من الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم