غانم محمد
بداية، لا نريد الخسارة لأي مزارع، بل على العكس دائماً ما نقف في صفّه وندافع عن تعبه، ونطالب أن يلقى الدعم الذي يستحقه.
أي جولة، في أي سوق صغيراً كان أم كبيراً، في المدينة أو في الريف، فإن السؤال عن أسعار الخضراوات موجع، فما بالك بالجواب؟
يقولون ما علاقة سعر السلق والبصل والبقدونس بالدولار، ولماذا كل هذا الجنون؟
البعض يردّ ببساطة: إن الفلاح الذي يبيع إنتاجه سيشتري سلعاً أخرى باهظة الثمن، وهنا نقع في الكمين الذي ينصبه لنا المستغلون، لأنه لو أن السعر الذي نشتري به خضراواتنا يذهب إلى جيب المنتج لما تضايقنا، لأننا بشكل أو بآخر من (العبّ إلى الجيبة) كما يقولون، ولكن يقيننا أن ثلاثة أرباع هذا المبلغ يذهب للحلقات الوسيطة هو ما يؤلمنا.
لا مجال لاختصار هذه الحلقات على ما يبدو، وقد فشلت كل الإجراءات التي اتخذت بهذا الشأن تحت شعار (من المنتج إلى المستهلك) لأن من اعتاد أن يمصّ دماءنا يطلع لنا من بين أضلاعنا لسبب واضح وجلي وهو أن كلّ إجراءات التصدي له تفصّل على مقاسه، وبرغبته، وتحت مظلته!
الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي كلام رومانسي جميل، لكن لا يستطيع الكلّ أن يمارسه لأسباب مختلفة، ولم تعد القرية كما كانت تتكافل لتخفيف معاناة أهلها، وبالتالي توحدت مع المدينة بالمعاناة ولو كانت بدرجة أخفّ.
المشكلة أن أصحاب القرار يدعمون المستغلين بشكل (ربما غير مقصود)، فما أن أزيحت الحواجز التي كانوا يتحججون بها حتى ارتفع سعر المازوت، وبالتالي لم نجد أي أثر إيجابي على أرض الواقع، وبقيت الأسعار في ارتفاع جنوني، والـ 100% زيادة على الرواتب بالكاد تتكلم يومين أو ثلاثة!
(سيرياهوم نيوز ١-خاص بالموقع)