الدكتورة حسناء نصر الحسين
يبقى الاستثمار بالفوضى وعدم الاستقرار النهج الأمثل الذي تتبعه أمريكا في منطقة الشرق الأوسط هذه المنطقة التي اتخذها حكام واشنطن صمام أمان لدعم مؤسساتهم الاقتصادية والعسكرية وفرض الهيمنة الأمريكية من خلالها على دول وشعوب المنطقة ،فكلما شعر حكام البيت الابيض بأن ذراعهم سيلوى من خلال المتغيرات على الساحة الدولية وبروز قوى كبرى تهدد هذه الهيمنة كالصين وروسيا والآن دول البريكس تسارع واشنطن ومن دار في فلكها لإشعال نار الحرب المعتمدة على الاستثمار بالإرهاب ومن يرى في هذا الارهاب اداة تحقق مصالحه الشخصية من ما يسمون انفسهم معارضة
هذه السياسة مازالت واشنطن ترى فيها أداة تحقق لها اهدافها في الحفاظ على تواجدها السرطاني الاحتلالي في الجسد السوري وكلما شعرت بأن تواجدها مهدد بمشروع وطني مقاوم عملت على اشعال الجبهات واحداث خرق في عدة مناطق كانت قد تعافت بفضل تضحيات الجيش السوري لإعادتها الى المربع الاول من تاريخ العدوان على سورية كما هو حاصل الان في العديد من المناطق السورية.
هذا المشروع الأمريكي مازال ساريا في سورية والذي يشكل حفنة من أبناء الوطن السوري خنجرا مسموما في جسد وطنهم من خلال تماهيهم مع مشاريع الاحتلال والتقسيم الامريكي الغربي حيث وضع نفسه في موضع الخائن والعميل الذي يضرم النار بأهله وناسه وأبناء جلدته ووطنه مدعوما بقوى الارهاب الامريكي .
ولان العناصر الارهابية حاجة امريكية تستخدمهم مع كل فصل جديد وهذا رأيناه في اكثر من مناسبة حيث يتم التنسيق مع خونة الادارة الذاتية قسد واخواتها لتسهيل فرار العشرات وقد يكون المئات من سجن الصناعة غي الحسكة الذي يعتبر اكبر مخزن للإرهاب حيث تصل اعداد من فيه للآلاف ليتجدد هذا المسلسل مرة اخرى بعد زيارة عدد من النواب الامريكيين وهذا ما كان لافتا وملحوظا بقوة والذين دخلوا بطريقة غير شرعية وقاموا بزيارة خاطفة لمناطق شمال غرب سورية حيث سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة ، دون ان يجتمع هؤلاء النواب بما يسمى الحكومة الانتقالية المشغولة امريكيا وهذا ما اثار استغراب معظم المهتمين ، لتأتي ثمار هذه الزيارة من سجن الصناعة التي تقوم قسد على حمايته للاستثمار فيه على الساحة الاقليمية والدولية ، وتصفية حسابات واشنطن بعناصر لم يعد مرغوب فيهم من جهة و اخرى تهريب قيادات تحتاجهم في استكمال مشروعها في الجنوب السوري الذي اعادته واشنطن للواجهة ، ليكون الحدث في الجنوب السوري المانشيت العريض الذي يتصدر وسائل الاعلام التابعة لأمريكا والغرب والكيان الصهيوني.
فلم تستطع امريكا ان تجعل احداث السويداء حدثا شعبيا مطالبا بتحسين الواقع الاقتصادي كما ارادت ، ليأتي اليوم الثامن من هذا الحراك ليعلن عن مشروع امريكا واسرائيل المتمثل بالتقسيم والعمل على عزل السويداء عن الوطن الأم سورية بما يخدم المصلحة العليا للكيان الاسرائيلي وهذا ما اكده بيان لحفنة من الضباط المتقاعدين في الجبل الأشم وكأن هذا البيان كتب في مكاتب الموساد والسي آي إيه .
النوايا الأمريكية واضحة كنور الشمس ومشاريعها للسيطرة على الجغرافية السورية وحماية أمن اسرائيل وذلك عن طريق احتلال الجغرافية السورية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة وتقطيع اوصال محور المقاومة من طهران الى بيروت من خلال احتلالها لمنطقة التنف ودعمها للمشروع الانفصالي الكردي في الشمال وحماية ادواتها الارهابية في ادلب ودعم الاحتلال التركي وممارساته الارهابية .
امريكا تحارب الشعوب وتعمل على خنقها اقتصاديا وتجويعها بهدف حرف البوصلة لهذه الشعوب عن احتلالها واستعمارها له ، والشعوب التي تطالب برغيف الخبز دون ان تعمل على طرد المحتل وتوجه كامل المسؤولية للحكومات تكون قد وقعت في الفخ الامريكي الذي يعمل على تغيير ثقافات الشعوب واحتلال عقولها لتكون اليد الامريكية التي تضرب هذه الاوطان ويتحول ابن الوطن لعميل لأمريكا واسرائيل وقاتل لأخيه في الوطن .
وفي الختام لابد من تفعيل دور العقلاء في محافظة السويداء وفي كل بقعة على أرض سورية والعمل على حماية العقول ولابد لأن تعلو أصوات الشرفاء واصحاب المعرفة لوأد الفتنة واعادة البوصلة الى مكانها الصحيح أسوة ببيان شيوخ العقل والمحاربين القدامى في محافظة السويداء فليكن هذا البيان لكل الشعب السوري المطالب اليوم بالالتفاف حول جيشه وقائده ودعمه في ميادين القتال من خلال رفد الجبهات لتحرير ارضنا وثرواتنا من الاحتلال الامريكي والتركي وادواتهما الارهابية من على اراضينا حينها فقط نكون استعدنا البوصلة .
وكلنا يعلم بأن المحتل لن يخرج بالحوار والمباحثات التي تعتبر مضيعة للوقت لابد من عمل عسكري يحقق خسائر كبيرة في صفوفه حينها فقط يجبر على المغادرة ذليلا والامثلة كثيرة على ذلك بدأ من فيتنام وليس انتهاء بافغانستان .
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم