يجمع المثقفون والمهتمون بمتابعة الشأن الثقافي من مؤسسات تعليمية وأكاديمية ومنابر ثقافية، أن الثقافة لم تعد ضرباً من الرفاهية والترف، بل هي واحدة من العناصر الأساس في تشكيل الوعي الجمعي لدى الأفراد، وهي الحامل لكل معطيات الحضارة المادية من إرث تراثي يتمثل في عظمة البناء وفنونه النحتية المهمة والشاهدة على عصرها، أو على صعيد المخزون من الإبداع الذي وصلنا عبر نتاجات الأدباء والشعراء والفنانين.
وهذا ما أكده مؤتمر اليونيسكو للثقافة في واحدة من جلساته التي أقر فيها أن الثقافة جزء لايتجزأ من الحضارة مادامت تهتم بالآداب والفنون والتراث والعادات والتقاليد، وعلاقة كل ذلك بالتنمية والبناء المجتمعي، لأنها تسهم في رفع مستوى الأفراد على الصعد كافة.
فهل تفي المهرجانات الثقافية على أهميتها ودورها الكبير بالغرض لتكريس مفهوم المواطنة والتنمية المستدامة القائمة على أسس من الثقافة والوعي أم نحتاج إلى استراتيجية متكاملة تبدأ في بث الوعي بدءاً من الأسرة والمدرسة ومروراً بالجامعات والمجتمع الأهلي وانتهاء بالمؤسسات الثقافية والإعلام؟!.
ولا يختلف اثنان أن تضافر الجهود جميعها في تكريس مفهوم الثقافة التي تغني العقل والفكر والوجدان، وتمنح الإنسان تلك الدرجة من التأثير والاحترام بين أبناء جلدته وفي مواجهة العالم من حوله، كل ذلك يتطلب مساهمة فاعلة وجادة ورصد كل ما من شأنه أن ينهض بثقافتنا من قدرات معرفية “أدبية، فنية، وفكرية”.
ولا نضيف جديداً عندما نؤكد أهمية تعزيز مفهوم الثقافة في المراحل التعليمية الأولى لأنها كالنقش على الحجر، تستقر في العقول وتثمر مستقبلاً هو الأجمل بالتأكيد.