دعت موسكو واشنطن إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العودة للمفاوضات من أجل تجنب أميركا الهزيمة محذرة الأخيرة من العواقب في حال مصادرة الأصول الروسية لمصلحة أوكرانيا، على حين أكدت كييف أن ليس لديها دافع لاستئناف المفاوضات مع موسكو لأن هذا سيعني انتصاراً لروسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت أنه تم تحرير بلدة بيسكي في جمهورية دونيتسك بشكل كامل، في حين أصيب 40 شخصاً بجروح في مختلف أنحاء الجمهورية بسبب الألغام المضادة للأفراد التي تنفجر عن بعد من طراز «الفراشة» الأوكرانية التي تحظرها المعاهدات الدولية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن مدير إدارة أميركا الشمالية بالخارجية الروسية ألكسندر دارشييف: «إن أفضل حل لواشنطن لتجنب هزيمة مذلة، كما حدث مؤخراً في أفغانستان، هو إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وقف المقاومة العبثية والعودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن واشنطن تفضل عدم الاستماع إلى مطالب موسكو.
وتابع: تجدر الإشارة إلى تحذير الوزير سيرغي لافروف، في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن الضخ المستمر للقوات المسلحة الأوكرانية إضافة إلى التشكيلات المسلحة والمتطرفة، بأسلحة أميركا وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، التي تستخدم على نطاق واسع ضد السكان المسالمين، لا يؤدي إلا إلى إطالة معاناة النظام في كييف وإطالة أمد الصراع ومضاعفة عدد الضحايا».
وأكد دارتشييف أن روسيا حذرت الولايات المتحدة والدول الغربية من تدمير القانون الدولي وانتهاك المحرمات بالعمل الدبلوماسي ووصول العلاقات بين الجانبين لنقاط اللاعودة.
وحسب وكالة «تاس» الروسية قال دارتشييف رداً على سؤال بشأن إمكانية خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن: دمر الغرب بقيادة الولايات المتحدة القانون الدولي وانتهكوا المحرمات المطلقة للعمل الدبلوماسي وستصل العلاقات لنقاط اللاعودة.
وفي السياق ذاته حذر دارتشييف من المبادرة التشريعية التي يناقشها الكونغرس الأميركي بشأن إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب منبهاً إلى أن احتمال إقرار هذه المبادرة سيعني عبور واشنطن نقطة اللاعودة مع أضرار جدية بالعلاقات الثنائية بما في ذلك خفض مستواها أو حتى قطعها، موضحاً أنه تم إبلاغ الجانب الأميركي بذلك.
إلى ذلك حذر دارتشييف الولايات المتحدة من العواقب في حال مصادرة الأصول الروسية لمصلحة أوكرانيا، ووفقاً له، في ظل الواقع الحالي للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، فإن أي أصول مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالجانب الروسي، بما في ذلك الممتلكات الدبلوماسية، تبقى معرضة لخطر متزايد.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: نحذر الأميركيين من العواقب الضارة لمثل هذه التصرفات، التي ستقضي بشكل نهائي على العلاقات الثنائية، وهو أمر ليس في مصلحتهم وليس في مصلحتنا.
على خط مواز أكد ميخائيل بودولاك مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرنية، أن كييف ليس لديها دافع لاستئناف المفاوضات مع موسكو، لأن هذا سيعني انتصاراً لروسيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال بودولاك في تصريحات صحفية أمس: إجراء مفاوضات اليوم مع روسيا سيعني شيئاً واحداً فقط هو فوز روسيا».
وأشار المسؤول إلى أن كييف تحافظ على حوار مع موسكو فقط على مستوى حل قضية تبادل الأسرى وجثث القتلى، مؤكداً أنه لا توجد حوارات في الشؤون العسكرية والسياسية.
في غضون ذلك قالت قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، إن 40 شخصاً أصيبوا بجروح في مختلف أنحاء الجمهورية بسبب الألغام المضادة للأفراد التي تنفجر عن بعد من طراز «الفراشة» الأوكرانية.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضافت القيادة في بيانها أمس: مع حلول الساعة 12:30 من يوم 13 آب (أمس)، تم تسجيل 40 حالة إصابة بين المدنيين بما في ذلك طفلان في مختلف أنحاء الجمهورية بسبب انفجار ألغام «الفراشة».
وذكر البيان أن أحد المصابين توفي لاحقاً في المستشفى متأثراً بجراحه، وأشار إلى أن امرأة من السكان المدنيين أصيبت بجروح، عند تنقلها في شوارع مدينة دونيتسك، بعد انفجار لغم من نوع «الفراشة».
وفي العاشر من الشهر الجاري أفادت القيادة نفسها بأن 36 مواطناً أصيبوا بجروح نتيجة انفجار هذه الألغام.
وبدأ الجيش الأوكراني بقصف أراضي جمهورية دونينسك الشعبية بالذخائر التي تحتوي على ألغام «بي في إم – 1» البلاستيكية المصنوعة على شكل بتلة خضراء، ويتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بمثل هذه الألغام ضمن المدنيين يومياً.
ويخصص هذا اللغم الذي تحظره المعاهدات الدولية لإلحاق إصابات في الأطراف السفلية للأفراد وخاصة المدنيين، حيث اعتادت القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة نشره فوق سطح الأرض على مساحات واسعة عشوائية باستخدام الراجمات والمدافع.
ويزيد من خطر هذه الألغام لونها الأخضر المموه، الذي يخدع المدنيين عموماً، وشكلها «البريء»، الذي يستقطب الأطفال منهم للعب بها، وتنفجر بمجرد أن تطأها القدم.
وألغام «الفراشة» التي تستخدمها كييف، لا تشكل خطراً كبيراً على العسكريين الذين يتحركون عادة بالآليات المدرعة.
ويختلف هذا اللغم عن الألغام التقليدية المضادة للأفراد، التي تزرع عادة تحت الأرض في طرق العدو وفق خط مسار تحركاته حسب خريطة معدة سلفاً.
وصدقت أوكرانيا في عام 2005 على اتفاقية أوتاوا، التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج الألغام المضادة للأفراد، وبالتالي، فإن كييف تنتهك التزاماتها الدولية.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت أنه نتيجة العمليات الهجومية لقوات الجيش الروسي والشرطة الشعبية لجمهورية دونيتسك، تم تحرير بلدة بيسكي في الجمهورية بشكل كامل.
جاء ذلك في إفادة صحفية للمتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، وتعتبر بيسكي من أقوى معاقل القوات الأوكرانية في دونباس.
وذكر كوناشينكوف أيضاً أن ضربات جوية وصاروخية روسية وعمليات هجومية للقوات المشتركة خلال أول من أمس الجمعة أدت إلى مقتل أكثر من 70 عسكرياً أوكرانياً وإصابة 300 آخرين في منطقة خاركوف، وتصفية ما يصل إلى 270 من العناصر القومية المتطرفة إضافة إلى تدمير 22 قطعة من المعدات العسكرية، والقضاء على سريتين كاملتين من لواء ميكانيكي، في مناطق متفرقة من دونيتسك.
ودمرت القوات الروسية في منطقة كراماتورسك دونيتسك راجمة صواريخ أميركية الصنع من طراز HIMARS ومستودع ذخيرة لها، وتم تدمير مروحيتين أوكرانيتين من طراز Mi-24 على الأرض في مقاطعة نيكولايف.
واستهدف الجيش الروسي أربعة مراكز قيادة وقوات وأسلحة ومعدات أوكرانية في 143 منطقة خلال يوم.
وفي إطار مكافحة البطاريات، تم قصف فصيلتين من راجمات الصواريخ «غراد»، وثلاث فصائل من مدافع «أكاتسيا»، وخمس فصائل من مدافع الهاوتزر D-30 في دونيتسك.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية أربع طائرات من دون طيار أوكرانية خلال يوم، كما أسقطت أربع قذائف من راجمات الصواريخ HIMARS في الهواء.
وبلغ إجمالي ما تم تدميره، منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 267 طائرة أوكرنية، و148 مروحية، و1736 طائرة من دون طيار، و365 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و4297 دبابة ومدرعة أخرى، و798 راجمة صواريخ، و3295 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و4858 مركبة عسكرية خاصة.
سيرياهوم نيوز3- الوطن