آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » حرائق لوس أنجلوس… حين يصبح المناخ وقوداً للنيران

حرائق لوس أنجلوس… حين يصبح المناخ وقوداً للنيران

 

 

 

يتكرر مشهد حرائق الغابات كل عام في ما يُعرف بموسم الحرائق في لوس أنجلوس الأميركية، إلا أنّ الحرائق الأخيرة التي تجاوزت المناطق الحرجية لتصل إلى الكتل العمرانية، مخلفة وراءها عشرات الضحايا وخسائر مادية جسيمة، لم تكن مجرد كارثة طبيعية عابرة، فقد حذّر خبراء الطقس من أنّ ما حدث كان انعكاساً واضحاً لأزمة التغير المناخي التي تضرب الكوكب.

 

مزيج متفجر من الظروف المناخية

أجرت شبكة خبراء الطقس في العالم (WWA) تحليلاً موسعاً للتغيرات المناخية وخلُصت إلى أن احتمال نشوب حرائق عنيفة مثل تلك التي شهدتها لوس أنجلوس بداية الشهر الحالي أصبح أكثر ارتفاعاً بنسبة 35%.

 

ويعود هذا التحول إلى مزيج من العوامل، أبرزها انخفاض معدل هطول الأمطار، وجفاف النباتات، وزيادة شدة الرياح، لا سيما رياح سانتا آنا القوية في لوس أنجلوس، التي تسهم في تحويل الحرائق الصغيرة إلى كوارث مدمرة.

 

وأشارت الشبكة المختصة في العوامل المناخية إلى أنّ ما كان يُعرف تاريخياً بأنه موسم أمطار في تشرين الأول (أكتوبر) بات حالياً يشهد جفافاً مستمراً، ما يطيل من موسم الحرائق بشكل غير مسبوق.

 

ووفقاً للدراسة، فإن الظروف الجافة التي تهيئ لنشوب الحرائق تستمر الآن لمدة أطول بنحو 23 يوماً سنوياً مقارنةً بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

 

كيف حدث الحريق الكارثي؟

الجدير بالذكر أنّ لوس أنجلوس شهدت شتاءً جافاً امتد لثمانية أشهر متتالية، ما زاد من قابلية الغطاء النباتي للاشتعال. وقد سبق هذه المدة الممطرة عامان من الأمطار الغزيرة، الأمر الذي أدى إلى ازدهار النباتات التي تحولت لاحقاً إلى وقود مثالي مع بداية الجفاف. ومع بلوغ سرعة رياح سانتا آنا مستويات لم تُسجل منذ عام 2011، تحولت النيران إلى إعصار ناري يصعب إيقافه.

 

وفي هذا السياق، لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب المباشرة وراء اندلاع هذه الحرائق، علماً بأن السلطات تبحث في احتمالية أن يكون حادث كهربائي هو الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الكارثة.

 

المستقبل يحمل المزيد من الحرائق

مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.3 درجة مئوية مقارنةً بحقبة ما قبل الثورة الصناعية، يحذّر الخبراء من أن العالم مقبل على مواسم حرائق أشد فتكاً.

 

كما تشير التوقعات المناخية إلى أن السيناريو قد يصبح أكثر سوءاً في المستقبل إذا استمر الاحترار العالمي بمعدله الحالي، إذ من المتوقع أن يصل إلى 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100، ما يزيد نسبة ظروف نشوب الحرائق بـ 35% إضافية.

 

هل من حل؟

يشير الخبراء إلى أن حرائق الغابات لم تعد مجرد حوادث موسمية، بل أصبحت صرخة تحذير مناخية يجب الإصغاء إليها قبل فوات الأوان. كما يؤكدون أن وقف هذه الكارثة المتفاقمة يتطلب تحولاً سريعاً بعيداً عن الوقود الأحفوري، المسؤول الرئيسي عن تفاقم أزمة المناخ. فمن دون خفض الانبعاثات الكربونية، ستزداد معدلات الجفاف والحرائق، مهددةً حياة الملايين واقتصادات بأكملها.

 

 

 

 

 

أخبار سورية الوطن١ الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أكساد: توحيد الجهود مع «إيكاردا» لزيادة إنتاجية المحاصيل الأكثر تأثرا بتغير المناخ.. العبيد: تطوير التعاون  المشترك في المنطقة العربية لمواجهة شح الموارد المائية.

    د.محمد العمر     عقد الدكتور نصرالدين العبيد  المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» إجتماعا عمل مع المهندس علي ...