2020-10-06
سبعة وأربعون عاما مضت على حرب تشرين التحريرية وما زال رجال الجيش العربي السوري الذين حققوا الانتصار على العدو الإسرائيلي عام 1973 يواصلون الانتصارات على أدوات هذا العدو من التنظيمات الإرهابية ليعيد الجيش الأمن والأمان إلى معظم ربوع الأرض السورية بعد تطهيرها من رجس الإرهاب بفضل تضحيات رجاله صانعي تشرين التحرير ومبدعي ملاحم البطولة والتضحية والفداء في سبيل الوطن.
حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد شكلت بوصلة النضال لتحرير الأرض المغتصبة وإعادة الحقوق العربية فكانت إعلانا واضحا لبدء زمن الانتصارات ونهاية زمن الهزائم لتكون حرب تشرين التحريرية الحرب الأولى في الصراع العربي الإسرائيلي التي كسرت جدار اليأس بعد نكسة حزيران عام 1967 وكرست حقيقة أن سورية قلعة الأمة العربية الصامدة التي تدافع عن وجودها ومستقبلها.
بذور النصر التي نثرها انتصار حرب تشرين التحريرية عام 1973 استحالت أمنا وأمانا وقلعة صامدة في وجه أعداء الوطن وبناء وإعمارا في مختلف مجالات الحياة بما يليق بمكانة سورية وشعبها الأبي وحضارته الممتدة عميقا في تاريخ البشرية.
الانتصارات المتلاحقة على العدو الصهيوني منذ حرب تشرين تؤكد أنها شكلت ركيزة صلبة بنى عليها مجد المقاومة الوطنية ضد المخططات الاستعمارية في المنطقة التي حاولت سرقة الانتصار في تشرين باحتلال جنوب لبنان لكن الجيش العربي السوري بدماء شهدائه وبطولات بواسله عام 1982 دحر العدو الصهيوني وتبعه وقوفه إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية حتى تحرير معظم أراضي جنوب لبنان عام 2000 وهزيمة العدو الاسرائيلي وجيشه الذي قال عنه الصهاينة قبل تشرين انه لا يقهر لينهزم أمام أبطال المقاومة عام 2006 وصولا اليوم إلى دحر الإرهاب التكفيري المدعوم إسرائيليا وغربيا عن معظم مساحة الأرض السورية.
دروس نضالية وتكتيكات قتالية واستراتيجيات عسكرية بناها الجيش العربي السوري من حرب تشرين التحريرية وما قبلها وعلى مدى أعوام شكلت محطات مضيئة في تاريخنا الوطني انعكست انتصارات في معارك الشرف والبطولة التي خاضتها وحدات الجيش على امتداد الجغرافيا السورية ضد المجاميع الإرهابية التي أراد منها داعموها ومشغلوها تدمير إنجازات السوريين والوقوف في وجه تطلعاتهم المشروعة باستعادة أرضهم المحتلة وبناء مستقبل مشرق لأبنائهم.
معارك بطولية خاضها أبناء وأحفاد رجال تشرين التحرير في حربهم ضد الإرهاب كتبوا خلالها ملاحم بطولية وحفروا في وجدان السوريين عميقا معاني العزة والكرامة فكانت دماء الشهداء عنوان التحرير في حلب ودير الزور والغوطتين ودرعا وحماة والقنيطرة وأرياف حمص وحماة والبادية السورية وانتصارات شكلت ركيزة أساسية للانطلاق مجددا لتحرير ما تبقى من مناطق ابتليت بالإرهاب في إدلب والشمال السوري والجزيرة السورية وصولا إلى طرد قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وإرغامها على الخروج مهزومة من أرض الحضارات التي لا تقبل محتلا ولا يسكت شعبها عن الضيم والهوان والاحتلال.
(سيرياهوم نيوز-سانا)