بقلم:فؤاد دبور
شكل تأسيس حزب البعث العربي في بداية اربعينات القرن الماضي حدثا قوميا تاريخيا حيث عبّر عن مصالح الشعب العربي في أقطار الوطن كافة وتبنى عبر مساره وتاريخه النضالي تطلعات الجماهير العربية نحو الوحدة والحرية والاشتراكية ناضل ويناضل لتحقيق هذه الأهداف أهداف الامة، مثلما شكل بحق تحولا تاريخيا عبر ولادة المشروع القومي الوحدوي، كما جاء ردا حاسما على مشروع التجزئة الاستعماري، كما كان، ولا يزال، داعما وسندا لحركات التحرر والمقاومة حيث اعتبر ومنذ انطلاقته الأولى تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة من أولى مهامه وأولوية وطنية وقومية في إستراتيجيته مثلما اعتبر النضال من اجل بناء المجتمع العربي الموحد أساسا ومرتكزا مجتمعا يقوم على مبدأ الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية
كما اعتبر من مهام نضاله أيضا بناء المشروع القومي النهضوي التحرري حيث التزم الفكر القومي والعمل على تعميق الوعي بهذا الفكر كما التزم بدفع مسار حركة الجماهير العربية نحو التقدم والتطور، وامتلك القدرة على تحمل مسؤولياته التاريخية من حيث التصدي للمشاريع الاستعمارية والصهيونية واضعا لنضاله في مواجهة هذه المشاريع خططا وفقا لما تتطلبه كل مرحلة معتمدا على قواه الذاتية وعلى الجماهير الشعبية العربية الواعية لمصالحها مستمدا حوافز نضاله القومي وفقا لتطلعات هذه الجماهير وأمالها حيث حدد هدفه في الوحدة استجابة لإرادة الشعب العربي في إزالة التجزئة وحدد هدفه في الحرية تجاوبا مع نزوع الإنسان العربي إلى الحرية وإرادة الشعب العربي في تحرير وطنه وعليه فقد خاض الحزب معارك النضال القومي في الوطن العربي ضد الاستعمار والهيمنة الأجنبية وضد التجزئة والتسلط وأصبح طليعة النضال في المجالات كافة بما فيها العمل على خلق قاعدة مادية عبر هدف تحقيق الاشتراكية لأنها السبيل الأمثل لنشر العدالة الاجتماعية وتفجير الطاقات وتحقيق التنمية الاقتصادية العربية
وقد تجسدت كل هذه المبادئ في دستور الحزب الذي نصت مواده على طريق مساره وبخاصة المادة الأولى التي نصت على أن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب عربي شامل تؤسس له فروع في سائر أقطار الوطن العربي وهو لا يعالج السياسة القطرية إلا من وجهة نظر المصلحة العربية العليا.
كما تجلت قومية البعث في البناء التنظيمي المرتكز على البناء القومي الشامل وهذا ما ميزه عن بقية الأحزاب والمنظمات والحركات الأخرى.
هذا، وقد شكل الصراع العربي الصهيوني محورا رئيسيا من محاور نضال حزب البعث العربي الاشتراكي حيث اعتبر القضية الفلسطينية، القضية المركزية للأمة العربية وجسد إيمانه بالدفاع عن ارض فلسطين العربية بشكل عملي في الدعوة إلى تشكيل كتائب مسلحة لمواجهة العدو الصهيوني مشاركا عبر انخراط العديد من أعضائه في الكفاح المسلح ضد العدو دفاعا عن ارض فلسطين وشعبها، مثلما شارك في النضال السياسي وتعبئة الجماهير العربية للدفاع عن فلسطين ومثلما كان مع فلسطين وشعبها بكل طاقاته فهو اليوم الأكثر حرصا عليها وهو يدفع ثمن هذا الحرص والدفاع عبر الهجمة الامبريالية الصهيونية الاستعمارية وأدواتهم في المنطقة التي تستهدف سورية البعث
سورية التي أصبحت في ظل قيادة البعث دولة قومية عربية قوية صامدة ثابتة على المبادئ، مثلما تمثل في هذا الصمود والثبات دولة القضية ، قضية الأمة العربية في وجودها ومستقبلها.
لا شك أن التحديات التي تواجهها سورية هذه الأيام تفرض نضالا شاقا وصعبا على الشعب العربي في سورية وعلى الرفاق البعثيين في سورية وفي الوطن العربي وكذلك على كل جماهير الأمة المخلصين لامتهم وقضاياها والدفاع عن وجودها واستقلالها وأرضها وثرواتها، نثق برفاقنا وبشعبنا العربي في سورية وبقدرتهم على مواجهة المشروع العدواني الكوني الذي استهدفهم مثلما استهدف الأمة عبرهم، مثلما نثق بأنهم سوف يهزمون الأعداء في الداخل والخارج وان الانتصار النهائي قادم في القريب لان مقومات هذا الانتصار موجودة عبر الوحدة الوطنية التي تمثل قاعدة صلبة تنكسر عليها المؤامرات وكذلك عبر الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في مواجهة العصابات الإرهابية والقوى الداعمة لها وكذلك استعادة معظم ارض الوطن وتحقيق تحرير كل الأرض، وكذلك عبر الاستعداد لتقديم التضحيات اللازمة لمواجهة هذه المؤامرة مثلما نثق بأن سورية العروبة مع حزب البعث العربي الاشتراكي، ستبقى القاعدة الأساس الصامدة والقابضة على ثوابت البعث ومبادئه المدافعة عن الأمة وقضاياها وأمنها واستقرارها والمناضلة دوما من اجل وحدتها وتحريرها واستعادة حقوقها كافة وبخاصة الجولان العربي السوري رغم أنف ترامب ومعه نتنياهو وكل أعداء الامة.
كما نثق بأن المقاومة المدعومة من سورية ستحقق تحرير كل الارض العربية المحتلة في فلسطين العربية ولبنان العربي وكل ارض عربية محتلة او مستهدفة من الصهيونية والامبريالية والاستعمار.
(سيرياهوم نيوز ١-مجموعة منتدى الفكر السياسي والادبي)