أعلن حزب الله الخميس شنّه هجوماً متزامناً بالصواريخ والمسيّرات على تسعة مواقع عسكرية إسرائيلية على الأقل، رداً على اغتيال أحد قيادييه قبل يومين، في وقت توعد متحدث عسكري اسرائيلي بالرد “بقوة” على “جميع اعتداءات” الحزب.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
وقال حزب الله في بيان “شنّت المقاومة الإسلامية هجوماً مشتركاً بالصواريخ والمسيّرات حيث استهدفت بصواريخ الكاتيوشا والفلق ست ثكنات ومواقع عسكرية” في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة.
وأضاف “بالتزامن شنّ مجاهدو القوة الجوية بعدة أسراب من المسيّرات الانقضاضية هجوماً جوياً” على ثلاث قواعد أخرى، تضم إحداها مقراً استخباراتياً “مسؤولاً عن الاغتيالات”.
ووضع حزب الله الهجوم، الذي يعدّ الأوسع على مواقع اسرائيلية منذ بدء التصعيد عبر الحدود قبل أكثر من ثمانية أشهر، في “إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا”، في إشارة الى ضربة جوية أودت الثلاثاء بطالب عبدالله الذي يُعد القيادي الأبرز بين من قُتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء القصف عبر الحدود.
وأعلن الحزب في بيانات لاحقاً استهدافه تحركات جنود ومواقع عدة بينها قاعدتان جرى استهدافهما في الهجوم الأول.
وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته عن رصده “إطلاق نحو أربعين قذيفة باتجاه منطقة الجليل ومرتفعات الجولان”، مشيراً الى “اعتراض بعضها من قبل الدفاعات الجوية، بينما سقطت بعض القذائف في مناطق مفتوحة وأسفرت عن اندلاع حرائق”.
وأشار الجيش كذلك الى “رصد خمسة أهداف جوية مشبوهة منذ الساعة الثانية ظهراً (11,00 ت غ)، اعترضت الدفاعات الجوية ثلاثة منها”.
إثر الهجوم، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ديفيد منسر خلال مؤتمر صحافي أن إسرائيل “سترد بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله”.
وأضاف “ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو غير ذلك”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إجراء قواته على مدار الأسبوعين الماضيين “سلسلة تمارين على مستوى الألوية العسكرية (…) للتعامل مع سيناريوهات حربية مختلفة في الجبهة الشمالية” مع لبنان.
وقال إن التدريب “حاكى سيناريوهات قتالية على مستويات مختلفة مع التركيز على الحركة في مناطق وعرة والتقدم في محاور جبلية وتفعيل النيران بوتيرة متصاعدة”.
وفي بيان آخر، أعلن الجيش إصابة جنديين بجروح متوسطة وطفيفة جراء إطلاق قذيفة مضادة للدبابات على منطقة المنارة، الحدودية مع لبنان.
وتأتي الهجمات الخميس بعد شنّ حزب الله الأربعاء سلسلة هجمات مماثلة تخللها إطلاق أكثر من 150 صاروخاً باتجاه مواقع إسرائيلية، وضعها الحزب في إطار الرد على مقتل عبدالله مع ثلاثة مقاتلين كانوا برفقته.
وخلال مراسم تشييع عبدالله، قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الأربعاء “إذا كانت رسالة العدو (..) النيل من عزيمتنا”، فعليه أن “يعلم أن جوابنا القطعي (…) سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكماً ونوعاً”.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي “دعماً” لغزة و”اسناداً لمقاومتها”، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه “بنى تحتية” تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
وأسفر التصعيد عن استشهاد 468 شخصاً على الأقل في لبنان، بينهم 307 على الأقلّ من حزب الله ونحو 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم