| سعاد سليمان
هل نسميه شهيد الفرح , أم شهيد الحزن ..
ضاعت الكلمات أمام مقتل رجل كان في طريقه لجلب ربطة خبز لأسرته ..
ضاعت حين ضاع إحساسه بالحياة ..
حين أصيب بالشلل في أطرافه مجتمعة من رصاصة اخترقت نخاعه الشوكي , ثم قضت على حياته .
رصاصة فرح يطلقها جاهل ..
ربما لم يعرف حتى الساعة أنه قتل رجلا برصاصة أطلقها لحظة طيش
أسماه ” الفرح ” .. من غير وعي أو تفكير لثانية من الوقت !!
سؤال : هل الفرح يحتاج لرصاص ؟!!
هل نسينا أهمية الرصاصة في إنقاذ جندي في معركة ؟!
مازلنا نخرج من حرب قضت على شباب لا يعدون , ولا يحصون , نفدت رصاصاتهم في معركة مع عبيد المال , وشياطين ما أسموه دين , أو ثورة !!
وما نزال نسمع بحوادث يصنعها الحاقدون , والجهلة في بلد اتسعت , وفتحت أبوابها لكل الناس ..
نخرج من حرب لندخل في متاهات الفرح العبثي الكاذب !!
هل تفرح قلوبنا حين نطلق الرصاص , أو نسمع صوت الطلقات !!
جريمة يجب التوقف عندها , وبقوة الحق , وبقوة الحياة ..
منع إطلاق الرصاص واجب , وقد سمعنا قصصا عن جرائم غير مخططة , وغير مستهدفة لكنها قتلت أبرياء في أعراس , واليوم في حفلات النجاح !!
هو نجاح خجول مؤلم ..
هو أقل ما يمكن ..
وأقل واجب على طالب أن ينجح في الشهادة الاعدادية !!
خبر يدعو للحزن , للعجب , والاستغراب , للشعور بالعار .
إذ أقل ما يجب على طالب , أو تلميذ أن ينجح , وقد رأينا بأعيننا حين تكدح الأسر في هذه الأيام لتقديم الدعم لأولادها من خلال الدروس الخصوصية , واتباع الدورات , والركض بهم ومعهم .
هل نجاح طالب يستدعي أن نرقص في الشوارع على دق الطبول , ودفع مبالغ أقلها مائة ألف أجرة من يطرق على طبل بغباء
هو راتب شهر كامل لموظف , ثم نشكو الجوع , ونحزن لحال ربطة خبز , أو كيلو سكر !!
مفارقات تدعو للبكاء في زمن العجائب الذي نعيش !!
ما يدعو لضبط هذه العشوائية في العيش لدى الكثيرين من شعبنا الفقير الغني !!
الجائع , الشبعان !!
عجائب , بل ترهات .. فرح هو أم حزن !!
لم نعد نعي كيف , ولماذا , وأين , وإلى متى نستمر في السقوط .
(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)