مبمونة العلي:
فوجئ مزارعو البطاطا في حمص بأن تلفاً كبيراً أصاب نتاج العروة الخريفية لهذا الموسم، والسليم منها معفّن وحجمه صغير، وخاصة في منطقة بحيرة قطينة وسهل القصير.
وعزا بعضهم تفاقم نسبة التلف إلى العوامل الجوية، في حين ذكر آخرون أنّ السبب يعود لنوعية البذار الذي حصلوا عليه من نتاج العروة الربيعية.
ويوضح أبو أحمد من قرية “القرنية” سهل القصير، أنه رغم سقاية الموسم بالريّات الكافية ورغم السماد والمبيدات، جاءت الإنتاجية ضعيفة بسبب العفن البنّي الذي أصاب معظم الموسم، وأنه حاول تخزين جزء من البطاطا في مستودع أعدّه لهذا الغرض، كما في كل عام لتلافي السعر المتدنّي، فكانت المفاجأة بالتهبط السريع، فقام بتنقية الحبات التالفة ونقل البطاطا إلى براد، لكن التعفن استمر بسرعة كبيرة رغم التبريد بدرجات حرارة متدنية، مضيفاً: إنّ الخسارة جعلته غير قادر على الاستمرار في الزراعة.
….تدنّي الحرارة وارتفاع الرطوبة سبب اللفحة..
طلال الطرشة منتج بطاطا من قرية قطينة، أوضح أن الضرر الذي أصاب البطاطا للعروة الخريفية متعدد الأسباب، فالظروف الجوية المتقلبة التي رافقت هذا الموسم من ارتفاع في درجات الحرارة، تلاه انخفاض وصقيع سبّب اللفحة والتعفن، وزاد الطين بلّة أن نسبة” الرمي” الإنتاج للدونم الواحد، انخفضت كثيراً بعكس ما هو متوقع، فلم تتجاوز الـ٤٠٠كغ/الدونم في معظم الحقول بعكس مواسم سابقة، كانت تصل إلى ٢طن/الدونم أحياناً، وتميز الإنتاج هذا العام بصغر حجم الحبة ونسبة تعفن كبيرة، ما زاد من خسارة الفلاح الذي لم يسترد تكلفة الزراعة.
وأوضح أن بذار العروة الخريفية حصل عليه من موسم العروة الربيعية الذي اكتتبوا عليه من “إكثار البذار”والمفاجأة كانت الخسارة المتلاحقة، فـ”شوال “البطاطا سعة ٥٠كغ اكتتبوا عليه للعروة الربيعية بـ 1.350مليون ليرة والدونم يحتاج “شوالين”، عدا عن السماد والفلاحة ومازوت السقاية والنقل واليد العاملة، ولكن السعر لم يتجاوز التكلفة بسبب النوعية أيضاً التي تأثرت بالعوامل الجوية. ورأى أن الحل بأن تقوم الإرشادية الزراعية بتأمين البذار والسماد والمازوت الكافي، ومراقبة الموسم والتعاون مع الفلاحين بالمتابعة الدائمة للوصول إلى الحلول والتنبؤ بالنتائج قبل وقوع الفأس بالرأس على حدّ تعبيره.
تدنّي الحرارة وارتفاع الرطوبة سبب اللفحة
رئيسة دائرة الوقاية في مديرية زراعة حمص المهندسة محاسن سليمان، نفت إصابة بطاطا العروة الخريفية بالعفن البنى، وبيّنت أنه نتيجة الجولات والمتابعة المستمرة التي قامت بها الدائرة، تبين وجود إصابات باللفحات متباينة الشدة والأضرار، حسب عمليات الخدمة والمكافحة المقدمة.
وأوضحت أن اتباع الفلاح للدورة الزراعية المناسبة يفيد في الحدّ من انتشار الآفات، وخاصة التي تعيش في التربة، وتعد البطاطا من المحاصيل المجهدة للتربة، وتتطلب تسميداً غزيراً، ومن الضروري إجراء تحليل للتربة قبل الزراعة لتحديد احتياجات النبات من العناصر والتأكيد على ضرورة التسميد العضوي والمتخمر جيداً بمعدل 3-4 طن / دونم، و أهمية التسميد المعدني بالعناصر المعدنية الرئيسية والثانوية، والتأكيد على اختيار الدرنات المعدة للزراعة من مصدر موثوق ومعقم وخالية من الأمراض، ويفضل عدم تقطيع الدرنات، وخاصة في العروة الريفية، بسبب مساوئ التقطيع العديدة، ومنها تعفن الدرنات وتقليل نسبة الإنبات وانتقال بعض الأمراض، وتعد مكافحة الأعشاب من عمليات الخدمة الضرورية، كونها تنافس البطاطا على الغذاء وتنقل الأمراض والحشرات.
تعدّدت الأسباب والخاسر الفلاح
ولفتت سليمان إلى أن تعرض النبات لتدنٍ في درجات الحرارة، بما يقارب 10درجة مئوية، وارتفاع الرطوبة الجوية، ساهما في حصول إصابات باللفحات في الحقول التي لم يقم أحد من الفلاحين بالمكافحة بالمبيدات الجهازية الفطرية، ما أدى إلى إصابة المجموع الخضري والدرنات باللفحة، كما أن القلع المبكر أو القلع المتأخر، يزيد من احتمال تعفّن الدرنات وضعف قدرتها التخزينية، وعليه فإن العفن الذي يصيب البطاطا سببه، إما في الحقل الناتج عن ضعف الخدمة المقدمة من قبل الفلاح أو في الخزن بسبب عدم تحديد تاريخ القلع الصحيح، مبينة أنه تم سحب عينات من البطاطا المتعفنة للتحليل المخبري، ولم يكن هناك أي عفن بني والتلف الذي حصل بسبب اللفحة.
شروط التخزين
سليمان أوضحت أنه من شروط تخزين البطاطا الصحيحة، أن يتم تعقيم المخزن قبل قلع البطاطا بـكبريتات النحاس، وأن تقلع البطاطا بعد تمام النضج، حتى تصبح القشرة سميكة متحملة للإصابات، وضرورة فرز البطاطا واستبعاد الصغير والمتضرر ميكانيكياً ومرضياً، حتى المخدوش منها، لأن الحبة المخدوشة المخزنة تتعرض للتعفن و”تُعدي” السليم منها، ويجب أن يكون المخزن جيد التهوية مظلماً وحرارته بين 2-4 درجات مئوية، ومن المفيد فرش البطاطا، ثم معاملتها بالمعقمات ( ثيوفينات الميتيل + أو سايبرمثرين) تغطيساً أورشّاً، ثم وضع البطاطا ضمن عبوات أو أقفاص مهوّاة وعدم غسلها قبل التخزين بل تنظيفها من الأتربة باستخدام فرشاة .
من جانبه، بيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في “زراعة حمص” المهندس عزام دربولي، أن المساحة المنفذة في زراعة البطاطا للعروة الخريفية بلغت ١١٣٢هكتاراً، من أصل١٤٨٤هكتاراً المساحة المخططة، وأن المساحة غير المنفذة بسبب التعديل على الخطة الزراعية بحسب المتاح المائي، وبلغت كمية الانتاج للعروة الخريفية ١٨٥٨١طن بطاطا.
سيرياهوم نيوز٣_تشرين