باسل علي الخطيب
تابعت نتائج الانتخابات على مستوى فرع طرطوس لحزب البعث لحضور المؤتمر الموسع لاجتماع اللجنة المركزية، وتبين كل من نجح هم قيادات سابقة أو حالية إلا فيما ندر جداً…
هل كان هناك أحد يتوقع غير ذلك؟.
هذه نتيجة طبيعية لشروط الترشح التي وضعت فقد اشترطوا في المرشح أن يكون قد شغل منصباً قيادياً لعامين على الأقل…
أفهم أن هذا شرط موجود في النظام الداخلي، و لكن هل نحن نمر في ظروف طبيعية؟….
قد تكون المرحلة التي تمر بها سورية هي الأخطر على طول تاريخها الحديث، ألا يستحق هذا الوضع استثمار كل الطاقات و الكفاءات؟ ألا يستدعي ذلك إجراءات استثنائية، عمل استثنائي؟؟!!..ألا يستدعي ذلك تفكيراً لا نمطياً خارج الصندوق؟..
عودوا إلى كلمة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس أمام اللجنة المركزية قبل شهرين، الاستنتاج الأهم الذي تخرج به من تلك الكلمة أن هناك حركة تصحيحية على مستوى الحزب فيما هو صالح لحاضر و مستقبل الحزب، و حاضر و مستقبل البلاد…
لماذا أحالت الجهة التي وضعت الشروط تلك الحركة التصحيحية الموعودة إلى عملية إعادة انتاج من تم استهلاكهم سابقاً؟!!!…استهلاكهم إلى الحدود القصوى…وهاكم النتيجة…
إياهم بقوا إياهم….
كيف يكون سبب المشكلة هو صاحب الحل؟…أليس أغلب من نجحوا هم المسؤولون عن الحال التي وصل إليها الحزب؟…
تسألون اي حال؟…إنزلوا بين الناس وستعرفون…كيف يكون الحل على أيادي هؤلاء؟…..
عدا عن ذلك هذه القيادات هي من كانت تعين القيادات الأدنى، ما ذنب هذا أو ذاك أنه لم يتم تعيينه ؟ و بالتالي حرمانه من حق الترشح…تسألون عن ذنبه؟…
ذنبه أنه لم يكن مماثلاً أو منافقاً أو متملقاً أو تابعاً لأحد…
قد يكون ذنبه أنه كان جيداً و مخلصاً لحزبه وبلده إلى تلك الحدود التي لا تتحملها تلك القيادات….
قد يقولون إنه كانت تجري انتخابات….
حسناً نحن لسنا من سيراليون، الكل يعرف كيف كان يتم تعليب تلك الانتخابات…
أمر آخر ولكنه على درجة عالية من الاهمية، الحزب، أي حزب، وتحديداً حزب البعث هو حزب فكري عقائدي، هذه هي الأحزاب بالدرجة الاولى، من بين كل من نجح – باستثناء اسمين أو ثلاثة – هل قدم أياً منهم محاضرة ما في شأن ثقافي أو فكري ما؟ ماهو المخزون الفكري أو الثقافي أو العقائدي أو الاقناعي الذي يحمله أغلب هؤلاء؟ أكاد أراهن أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء وخارج جلباب الموقع لن يستمع إليهم ثلاثة إن تكلموا، أكاد أراهن أن أغلبية هؤلاء لا يستطيعون إقناع شخصين، شخصين فقط بفكرة ما…
السبب؟…الضحالة الفكرية الثقافية، العقلية المتكلسة، غياب المصداقية.
الأمل؟…للأسف لم يعد يعد عندي أمل ، مادامت هذه هي المقدمات….
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)