بقلم: عبد الرحيم أحمد
2021-02-03
لم نستغرب يوماً أن يقوم النظام التركي بقطع مياه الشرب عن أهلنا في محافظة الحسكة ولن نستغرب ذلك في المستقبل، فتاريخ العثمانيين مليء بالقصص التي يندى لها جبين الإنسانية عن جرائمهم وفظائعهم بحق السوريين والعرب والأرمن، لكن أن يتحول الشريك في الوطن أداة للحصار على رغيف خبز السوريين فهي فاجعة وطنية وإنسانية و وصمة عار على جبين من أقام الحصار.
فجبهة القتال لم تكن يوماً بين السوريين الشركاء في الألم والأمل ولن تكون، بل هي بين أبناء سورية ومحتل غاصب ومستعمر مستتر تحت جلباب الإرهاب، فعلى مدار عقود وقرون لم تشهد سورية حرباً بين السوريين على اختلافهم وتنوعهم بل كانت الحاضن الآمن لمن جار عليه الزمن وتعرض وطنه للحروب والويلات، والتاريخ يشهد.
كيف نسي شركاء الخبز والحلم أن العدو الأميركي لم يكن ولن يكون صديقاً للسوريين مادام صديقاً للمحتل الإسرائيلي؟ كيف يتناسى أخوة التراب أن المحتل العثماني ما خرج من سورية إلا بدماء السوريين على مختلف مشاربهم من الحسكة إلى السويداء وحلب وطرطوس؟
مشاهد حصار عناصر ميليشيا “قسد” لأشقائهم السوريين في الحسكة والقامشلي ومنع القمح والدقيق عنهم لا تليق بأبناء سورية ولاهي من شيمهم، بل تعكس إرادة المحتل الأميركي الذي يداعب أحلام البعض الانفصالية التي لن يكتب لها النجاح أبداً.
لقد شكلت الجزيرة السورية بخيراتها وطيبة أهلها وناسها موطن الحضارة والخير ولن تكون غير ذلك، مهما حاول المحتل الأميركي بناء قواعد عسكرية، ومهما حاول تجنيد بعض الجماعات والعملاء، فالمراهن على الأميركي عليه أن يتذكر كل يوم كيف باع مرتزقته وأدواته في فيتنام وفي العراق والصومال، فهو يبيع عند أول مفرق سياسي ومع أول صفقة تعرض عليه.
وليعلم هؤلاء أيضاً أن المحتل التركي لم يكن ليدخل الحدود الشمالية ويقوم بتهجير أبناء تلك المناطق وإحلال عائلات الإرهابيين مكانهم، لولا الضوء الأخضر الأميركي الذي جاء بمقايضة خبيثة على حساب الدم السوري.
سيأتي اليوم الذي تتوجه فيه نداءاتكم للجيش العربي السوري لمواجهة المحتل التركي كما فعلتم قبل عام ونيف عندما انسحب المحتل الاميركي من المناطق الشمالية، وسيأتي اليوم الذي يتحرك فيه الجيش العربي السوري لرد المحتل التركي كما فعل في أرياف إدلب وحماه وحلب، وطرد المحتل الأميركي الذي لن تطول إقامته على منابع النفط وفي التنف.
فالسوريون الذين كسروا جبهة العدوان المؤلفة دول غربية وإقليمية ومئات الآلاف من المرتزقة الإرهابيين على مدى عشرة أعوام، قادرون اليوم وغداً على إكمال الطريق وإنجاز تحرير الأرض من كل محتل ومعتد.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)