آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » “حطب” بدون قلف ..؟!

“حطب” بدون قلف ..؟!

 

*سلمان عيسى

الجهات الحكومة ذات العلاقة منشغلة الان بالبحث عن البند الجمركي المناسب لادخال عشرة آلاف طنا من الحطب التي اوصت اللجنة الاقتصادية باستيرادها .. ولأن هذه اللجنة كانت في عجلة من أمرها للحصول على موافقة رئيس الحكومة على توصيتها .. فقد آثرت تأجيل اختيار البند الجمركي المناسب – ولأنه على ما يبدو هي المرة الاولى بتاريخ بلدنا التي يتم فيها استيراد الحطب ان بقلف او بدونه، لذلك فان اللجنة تجد صعوبة في اختيار البند الجمركي المناسب ويبدو ان التأخير ليس مفيدا لهذه الصفقة ، لذلك قد نجد اللجنة تستنجد بخبراء جمركيين ومخلصين جمركيين فطاحل يساعدوها في اختيار البند الجمركي المناسب او مشاركة صاحب الصفقة في هذه المناقشات لانه على ما يبدو من اصحاب الخبرة في هذا المجال .. وهذا ليس صعبا، لكن هذه الدربكة هي لزوم شرعنة الصفقة .. لأن الدربكة القادمة ستكون سهلة اذ انها ستبحث في سعر الدولار الذي سيدفع ثمنا لهذه الصفقة، ان كان دولارا جمركيا او على اسعار المركزي او السوق السوداء .. او الحوالات ..

قد نخطئ الظن في اسباب هذه السرعة ونذهب بعيدا عن اهداف اللجنة في سرعة تنفيذ الصفقة إذ اننا دخلنا منذ يومين في مربعانية الشتاء، ويبدو ان تباشير البرد والامطار الغزيرة هي اولى الاسباب التي دفعت اللجنة الاقتصادية ورئيس الحكومة على الاسراع بالموافقة بعد عجز الحكومة عن تأمين المازوت والغاز وكل العوامل التي تحقق اسباب التدفئة .. ولأننا نعتقد ان هذه الصفقة مرتبة وجاهزة وتم حجزها .. مثل صفقات البطاطا المصرية والبصل المصري والموز اللبناني .. فهي ستدخل السوق السورية حتى في عز الصيف ..

الغريب اننا لم نجد هذا الحماس لا لدى اللجنة ولا لدى الحكومة .. والسعي لتأمين كمية ١٥ الف طنا من بذار البطاطا التي سحبت احدى الدول الاوربية موافقتها على توريد هذه الكمية لصالح مؤسسة اكثار البذار السورية .. ولأن موعد الزراعة بات وشيكا فهذا يعني بالتأكيد تقليص المساحات المخطط زراعتها لأرتفاع اسعار البذار المهربة .. او التي سيقوم القطاع الخاص باستيرادها دون دعم اللجنة والحكومة وفقدان حماسة الحطب ..!؟

تقليص المساحات التي ستزرع بالبطاطا يعود بالدرجة الثانية الى ارتفاع اسعار السماد خاصة اليوريا .. ومع ان الاخبار المتداولة تقول ان باخرتين محملتين باليوريا قد افرغتا حمولتها في الموانئ السورية .. لكن الذكاء الحكومي ترك الباب مواربا .. كميات السماد المستوردة هي من اليوريا وهي مخصصة فقط لزراعة الحبوب والمسؤول عن توزيعها وقبض ثمنها هي المصارف الزراعية .. وبالتأكيد ستتسرب كميات لا بأس بها من الباب الموارب الى السوق السوداء حيث سعر الكيس ( ٥٠ كيلو ) بمليون ليرة .. الآن، وقد يرتفع لاحقا .. بينما السعر النظامي هو ٤٥٠ الف ليرة للكيس .. نعتقد انه لو تم استثمار استيراد السماد كان انفع بكثير من تجارة الحطب لأن السماد يوفر استقرار الزراعة .. بينما الحطب يُحرق ( بضم الياء ) .. ويَحرق ( بفتح الياء ) الجميع لان غرضها الاتجار والاثراء .. وليس التنمية والحصول الى زراعة مستقرة ..؟!

 

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...