| خالد زنكلو
الأحد, 14-11-2021
عمقت حشود الجيش العربي السوري والتعزيزات العسكرية للقوات الروسية الصديقة والاحتلال الأميركي شرق وغرب نهر الفرات من أزمة رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، الذي أعد العدة لشن عدوان للسيطرة على بعض هذه المناطق، ليغوص عميقاً في وحل المستنقع السوري بعدما ظن واهماً أنه سيقطف ثمار تدخله العسكري فيه، جراء غروره ومطامعه الاستعمارية التوسعية.
وبات من المؤكد، أن الطاغية أردوغان لم يحصل على أي تفويض من الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين بشن عدوان لاقتطاع أراضٍ سورية شمال وشمال شرق البلاد، الأمر الذي فرض نوعاً من التخبط في قراراته العسكرية في المنطقة، حيث ذهبت أصوات معارضة أخيراً إلى المطالبة تحييد جيش الاحتلال التركي عن القيام بأي تحرك عسكري شمال وشمال شرق سورية على أن يتولى إرهابيو ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها في البلاد، مهمة السيطرة على بعض المواقع والمناطق التي رشّحها نظام أردوغان لشن عمل عسكري باتجاهها!
وبينت مصادر مطلعة على ما يدور في شمال البلاد وشمالها الشرقي لـ«الوطن»، أنه وبعد أن خرج أردوغان خالي الوفاض من اجتماعه مع بايدن نهاية الشهر الماضي على هامش قمة العشرين بروما وتوجيه موسكو رسائل تشدد على رفضها تدخله العسكري في سورية، إلا أنه لم يتراجع عن صلفه وتعنته بإمكانية اللعب على التناقضات بين القطبين الفاعلين في الأزمة السورية، واستمر بحشد قواته على حدود سورية وبالقرب من خطوط التماس المنتخبة لشن عدوان ضدها، كما في تل تمر شمال غرب الحسكة وعين عيسى شمال الرقة وتل رفعت شمال حلب ومنبج وعين العرب بريفها الشمالي الشرقي.
وأكدت المصادر، أن الحشود العسكرية للجيش العربي السوري وللقوات الروسية وقوات الاحتلال الأميركي، والتي كادت أن تكتمل في صورتها النهائية في تلك المناطق رداً على تحشدات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته فيها، قضت على آمال أردوغان بالتوغل في المناطق المرشحة للتصعيد العسكري التركي الذي توعد به رأس النظام أردوغان وكبار مسؤولية ووسائل إعلامه في الفترة التي أعقبت إطلاق التهديدات بالغزو.
وأكدت وكالة «ANNA News» الروسية للأنباء أمس نشر القوات الروسية لمنظومة الدفاع الجوي الروسي «S 300»، داخل مطار الطبقة العسكري غرب الرقة، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وقالت الوكالة: «إن نشر منظومة S 300 يأتي لحماية الطائرات المشاركة في الخدمة القتالية في مطار القامشلي، ولضمان السيطرة على المجال الجوي لمناطق شمال وشمال شرق سورية»، مضيفةً إنه لحماية هذه المنظومة، سيتم تغيير مكان وجودها باستمرار.
وأشارت المصادر المطلعة في تصريحها لـ«الوطن» إلى أن خبو نغمة وحدة الوعيد والتهديد من النظام التركي في الآونة الأخيرة يدل على إفلاسه نهائياً، مع حاجته الماسة لخلق أزمة خارج حدود بلاده في ظل ازدياد النقمة ضده وضد حزبه «العدالة والتنمية» الإخواني بفعل ممارساته الإقصائية لخصومه ومعارضي نهجه، وسوء إدارته للملف الاقتصادي الذي هوى بالليرة التركية إلى رقم قياسي تاريخي بتجاوزها عتبة 10 ليرات للدولار الواحد، وهو حاجز نفسي له تداعياتها الخطيرة على الاقتصاد التركي.
وكشفت أن ثمة تفويض أميركي لروسيا يلوح في الأفق فيما يخص الملف السوري، ولاسيما شمال شرق البلاد، مع نية الإدارة الأميركية التمهيد للانسحاب من المنطقة، مع التأكيد على احتفاظها بمعادلة موازنة القوى القائمة راهنا وتثبيت خطوط التماس المستقرة منذ تشرين الأول 2019، بانتظار ما ستؤول إليه نتائج الجولة الثانية من لقاء مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك بنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشني والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرينيف.
مصادر ميدانية شرق الفرات، ذكرت لـ«الوطن»، أن قوات الجو الروسية عززت من وجودها في مطار الطبقة العسكري غرب الرقة بنشر منظومة دفاع جوي لإغلاق الجو في سماء ناحية عين عيسى أمام أي تدخل عسكري تركي، بعدما رفدت قواتها في مطار منغ شمال حلب ومطار القامشلي بتعزيزات نوعية لسلاح الجو.
وأوضحت المصادر، أن قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة واشنطن، سارت على نهج نظيرتها الروسية، بعزمها تأسيس قاعدة عسكرية في ريف تل تمر ثم تعزيز مواقعها أخيراً ودعم قواتها في قاعدتها العسكرية داخل حقل كونيكو للغاز الذي تهيمن عليه بريف دير الزور الشرقي. ولفتت إلى أن كل ذلك يندرج في ضوء توجيه رسائل للنظام التركي بالعدول عن نيته بالاستيلاء على المزيد من الأراضي السورية.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)