شذى حمود وأماني فروج
تقديراً لمسيرة علمية حافلة بالفكر والمعرفة شهدت محطات مفصلية في صون اللغة العربية وتعريب العلوم أقام مجمع اللغة العربية بدمشق حفل تأبين للعلامة الراحل الدكتور مروان المحاسني احتضنته مكتبة الأسد الوطنية بدمشق وسط حضور رسمي وثقافي وإعلامي كبير.
وتخلل حفل التأبين عرض فيلم وثائقي من إعداد عضو المجمع مروان البواب تضمن لمحة عن حياة المحاسني الذي رحل في الـ20 من آذار الماضي عن عمر ناهز 96 عاماً قضاها في خدمة اللغة العربية إضافة إلى عرض لإنجازاته الطبية والعلمية والعربية والمراكز التي تبوأها والجوائز التي نالها داخل سورية وخارجها ومؤلفاته الكثيرة.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أكد في كلمة راعية الحفل الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أن الراحل المحاسني كان باحثاً وأستاذاً جامعياً وطبيباً جراحًا بارعاً ورئيساً لمجمع اللغة العربية منذ عام 2008 حتى وفاته وكان له اهتمام خاص بتعريب المصطلحات الطبية والعلمية مستفيداً من إتقانه عدداً من اللغات الأجنبية لافتاً إلى أنه كان قامة علمية ووطنية وبحراً في العلم غزير الثقافة وواسع الأفق ومدافعاً صلباً عن اللغة العربية بل محب وعاشق لها.
رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور محمود السيد استعرض في كلمته سيرة الراحل العلمية الحافلة بالعطاء والإنجازات التي حققها للمجمع من خلال ترؤسه العديد من اللجان العلمية والطبية فكان إنساناً يتحلى بالهدوء والاتزان والصبر والأناة في معالجة الأمور وبالرفق واللين في التعبير.
رئيس جامعة دمشق الدكتور أسامة الجبان بين في كلمة الجامعة أن الراحل المحاسني كان قامة علمية ووطنية وواحداً من رجالات العلم والفكر في سورية والوطن العربي وأحد العلامات الفارقة في جامعة دمشق.
وأشارت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة أصدقاء الفقيد إلى أن الراحل الكبير كان معيناً معرفياً لا يشق له غبار محرضاً على النظر إلى أبعد من الدلالات المباشرة للكلمات وسبر أغوار المصطلحات الأجنبية وتفكيكها وتحليلها لتقريب مدلولاتها من الأذهان وتسهيل إيجاد مقابلات
فصيحة لها فكان مرجعاً موسوعياً في المصطلحات الطبية كما في علوم البيئة والفنون والآداب وألفاظ الحضارة وكان قادراً على أن يحول الجلسات العلمية إلى مزيج عجيب من المتعة والفائدة فكان دمث الأخلاق لبقاً في تعامله جميلاً في روحه ولطيفاً في معشره.
ونقل عضو مجمع اللغة العربية الدكتور إياد الشطي في كلمته رسائل طلاب الفقيد من عدة دول عربية وأوروبية الذين أشادوا بخصاله النبيلة وأخلاقه الحميدة .
واستعرض الباحث الدكتور سامي المبيض في كلمة آل الفقيد حديثه معه خلال جلساتهم الطويلة حول مدينة دمشق في زمنها الجميل وذكرياته الملونة في أزقتها وعن علاقاته بشخصيات تاريخية عرفها عن قرب وتأثر بها كثيراً لافتاً إلى أن اللغة العربية الفصحى كانت قريبة من قلبه حتى وفاته وهو الذي دافع عنها بشغف وعمل على صونها بحب وطالب بتعزيزها من موقعة كرئيس لمجمع اللغة العربية.
والراحل الدكتور المحاسني من مواليد دمشق 1926 حاصل على شهادة اختصاص في الجراحة عام 1955 من جامعة باريس وأستاذية في العلوم الطبية سنة 1962 من الجامعة نفسها إضافة إلى إجازة في الآداب من جامعة دمشق سنة 1958 وتبوأ العديد من المراكز فكان عضواً في جمعيتي الأمراض التنفسية بباريس وجراحة الصدر في إنكلترا وعضواً في أكاديمية العلوم بنيويورك وتدرج في عدة مناصب حيث اصبح عضواً في مجمع اللغة العربية منذ 1979 بدمشق وشغل منصب رئاسة المجمع إلى حين وفاته.
ومثل سورية في لجنة الحوار بين الحضارات في اتحاد الجامعات الناطقة بالفرنسية 1974 وله عشرات البحوث العلمية المنشورة في المجلات الطبية إضافة إلى مشاركته في تصنيف المعاجم الطبية الموحدة ومعجم الألفاظ الإيطالية في اللغة العربية حيث لم يقتصر تبحره في العربية وحدها بل كان يجيد العديد من اللغات كالفرنسية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية.
حضر حفل التأبين الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية ورئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني وعدد من أعضاء المجمع وحشد من الكتاب والأدباء والمثقفين.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا