طلال أبو غزالة
المرحلة الأولى:
1. أصبح واضحا أن القرارين اللذين سيصدران عن محكمة العدل الدولية سيدينان العدو بجرائم الإبادة الجماعية والاحتلال.
2. حيث إن تلك القرارات أصبحت أمرا مقضيا، فإن العدو قرر أن يستمر ويزيد في عنفه وإجرامه ووحشيته ما دام سيحكم عليه على كل حال.
3. تحولت “قضية غزة” إلى “قضية فلسطين”، وأصبح واضحا أن حرب التحرير هذه ونتائجها ستؤدي إلى حل القضية الفلسطينية المتمثل بإنهاء الاحتلال لا محالة.
4. أظهرت الحرب القائمة حقيقة أن الاحتلال تؤيده دولتان (أمريكا وبريطانيا) تأييدا مطلقا وهما الدولتان المواجهتان للقطب الآخر المتمثل أيضا بدولتي (الصين وروسيا)، وبالتالي اتضح البعد الدولي في الصراع حول قيادة العالم.
5. اتضح أن هذه الحرب هي كما حرب روسيا على أوكرانيا، جزءا من الصراع على حكم العالم (أمريكا أم الصين).
6. تأكد للعدو وللعالم عدم إمكانية القضاء على حماس، لأنها ليست فقط حركة ولكنها رسالة وفكرة حان وقتها، كما يقول الفيلسوف فولتير، وامتداداتها تحت الأرض وفوقها في غزة، وفي كل فلسطين وخارجها أيضا.
7. أعلنت الدولتان المواجهتان لأمريكا وبريطانيا (الصين وروسيا) تأييدهما لفلسطين، وبذلك أصبحت حرب التحرير جزءا من الصراع على قيادة العالم.
8. أوضحت الحرب في غزة أنه لا بد من تحرير فلسطين من الاحتلال الذي استمر سبعة عقود، وأصبح البحث محليا ووطنيا وعالميا عن إنهاء الاحتلال عن كل فلسطين وليس عن غزة فقط.
9. أصبحت واضحة أكذوبة حق الدفاع عن النفس، لأن حق الدفاع عن النفس هو للشعب المعتدى عليه وليس للمعتدي والمحتل.
10. أحد المعايير التي أبرزتها الحرب هي الازدواجية في المعايير التي أصبحت موضع بحث علني، فكيف لنا أن نحزن على 150 أسيراً ولا نحزن لـ 150 قتيلا يوميا، أم أن البشر نوعان: نوع لا يستحق الحزن عليه لأنه تحت الاحتلال، ونوع يستحق الحزن عليه لأنه سلطة احتلال.
11. أثبتت الحرب أكذوبة حوار الحضارات وأفضلية حضارة على أخرى، ما يتطلب إعادة النظر لهدف احترام جميع الحضارات وتوصيف المساواة في الحقوق، ليس فقط داخل الدول بل بين جميع الدول، وصولا إلى عدالة دولية بعد فشل العولمة الدولية.
12. إن “دولة الأكاذيب” (إسرائيل) أصبحت تدافع عن المزيد من “الأكاذيب” ليس عن جرائمها بل عن وجودها “الكاذب”.
13. كما توقعنا، حققت فلسطين انتصارها الأول في المرحلة الأولى برسم الأسس لمراحل التحرير.
ملاحظة:
إن أهمية محكمة العدل الدولية أنها نشأت بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ولها استقلالية تامة ولا تخضع قراراتها لأي جهة، وأن سلطاتها على جميع دول العالم، ولها أن تدين أي دولة تدعم الدولة المدانة.
هذا ما أفرزته المرحلة الأولى، وسنتناول في المراحل الأربعة القادمة ما تفرزه كل مرحلة على التتالي وحسب حقائقها وليس التنبؤ بها.
وإلى اللقاء في المرحلة الثانية!
(سيرياهوم نيوز ٢-الكاتب)