سلمان عيسى
عندما يتحدث نقيب الأطباء البيطريين بدمشق عن قيام الباعة باجراء عمليات نفخ وزيادة وزن وتعديل ملامح على الخراف لبيعها بسعر أعلى، عن طريق حقنها بمضادات حيوية لزيادة نموها، وهذه الممارسات عادةً ما يلجأ لها الباعة، لتصبح على أنها مشابهة للماعز الشامي المرغوب والذي يعتبر من أغلى السلالات في العالم .. فهذا يذكرنا بقيام اصحاب محلات بيع الفراريج بممارسة نفس الطريقة، لكن باسلوب مختلف فهم ينقعون الفراريج المذبوحة والمنظفة في الماء من الليل وحتى الصباح، حيث يتغلغل الماء تحت الجلد ما يؤدي الى زيادة الوزن، وهذه الطريقة تتبع منذ عشرات السنين حيث كانت دوريات التموين تضبط الكثير من المحلات في اسواق دمشق وحماة والمدن الاخرى ..
ما اشار اليه النقيب يؤكد ان هذه الممارسات تتم في حظائر التربية وليس في قطعان المربين الذين يعتمدون في التربية على الرعي وعلى ما تقدمه لهم مؤسسة الاعلاف في دوراتها العلفية ..
في الحظائر تكون الاعداد الى حد ما قليلة وما يتيح المجال امام امكانية حقنها او تقديم اعلاف خاصة بها .. على آخر دلال .. ؟
في نقع الفراريج المذبوحة في الماء لزيادة وزنها فهذا يتم في محال بيع الفراريج المذبوحة والمقطعة .. وهذا لا يمكن ان يتم في مزارع التربية ( المداجن ) لأن اعدادها كبيرة اولا، ولأنه لا تتوافر امكانية الذبح والتنظيف والتقطيع .. فالبيع هنا بالجملة وليس بالمفرق – صحيح ان المربين يقومون بتلقيح الدجاج اثناء فترة التربية بمواد طبية لتحصينها من الكثير من الامراض .. وهذا يتم تحت اشراف طبيب بيطري متخصص .. وهذا ما يضمن ان المنتج هنا صحي وسليم وغير مغشوش .. وهي تماما كعملية تربية قطيع الاغنام في البراري ..
نذكر ذلك لنؤكد على ان الحلقة الأضعف في التسويق هي الحلقة المنتجة .. ليس في الاغنام والدجاج .. البيض او الخضار والفاكهة، ليست هي المسؤولة عن الغش .. بل ان هناك حلقات كثيرة تقوم بهذا العمل وتتهم المنتجين بذلك، وهذا اشد ايلاما للمنتجين من الخسائر وعدم التعويض في حالات الاضرار والكوارث ..
والنتيجة هنا ان الفلاح والمربي للأغنام والابقار والماعز .. فروج اللحم والدجاج البياض .. المزارعين والمنتجين للخضار والفاكهة لا يمتلكون المعرفة بالغش بهذه الطرق او غيرها .. وليس لديهم الوقت لممارستها ، لذلك فقد استفاد منها واحسن استخدام وسائل الغش فيها هم اصحاب الحظائر واللحامون و اصحاب محال بيع الدجاج .. سماسرة اسواق الهال .. بياعو الجملة والمفرق .. هؤلاء كالقمل الذي يعتاش على امتصاص دم المستهلكين والمنتجين .. ودائما يستغلون استغفال الرقابة لهذه الاسواق خاصة في مواسم الاعياد المباركة التي يتجهز الناس اليوم لاستقبالها بكثير من الفقر والعازة .. والتطنيش ..؟!
(موقع سيرياهوم نيوز _2)