كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراؤها في الثاني من تشرين الثاني المقبل ازداد دونالد ترامب، المرشح الرئاسي الجمهوري لفترة أخرى، شراسة وتوحشاً وغطرسة وعنجهية ليس بحق دول الجوار والحلفاء والأصدقاء، بل حتى على مواطنيه، وخير وصف وتوصيف ما جاء عبر رسم كاريكاتيري في صحيفة “نيويورك تايمز” يشبه ترامب بثور هائج نطح “الإعلامي” و”الكاتب” و”الأسود” و”الديمقراطي”، فالإعلاميون “أعداء الشعب” والكتاب “بياعو الروايات” والسود “قذرون” والديمقراطيون “أوباش”، والجنود “مغفلون” حسب وصف ترامب. وبعد أن أدماهم توجه نحو الساحة وهاجم كل من فيها كناية لمهاجمة كل شرائح المجتمع الأمريكي.
فيما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” كذبات ترامب الـ6 الشهيرة للكاتبة جيفر روبين أولى هذه الكذبات أن الأمريكيين يتمتعون بالأمن والأمان والرعاية الصحية وهذا غير صحيح لأن الأمريكيين يخسرون أسبوعياً بسبب “كوفيد19” ضعف من قتلوا في أحداث 11 أيلول.
وما يحدث اليوم في المدن والساحات الأمريكية من فوضى وانعدام للنظام والأمن هما بسبب ترامب العنصري الشعبوي الذي لا يلبث بين الحين والآخر أن يحرض ضد الأقليات على اختلاف أنواعها في أمريكا أما الثالثة فليس كل ما يشاع صحيح أن ترامب الأفضل بين الرؤساء اقتصادياً، بل في الحقيقة عهد أوباما كان أفضل بكثير بل أكثرية الشركات وأمهات المؤسسات الكبرى أغلقت خطوط أنتاجها بسبب “كورونا” وهذا ما زاد من أعداد العاطلين عن العمل وتراكمت الديون على المواطنين والشركات معاً، رابعاً: ترامب يدعي ما لم يفعل ويجاهر بغير ما يضمر فهو يدعي قدسية الحمل ويرفض الإجهاض، لكنه يسمح بقتل “الملونين” ولا يرف له جفن، أما الخامسة: فترامب لم يعترف بانتشار جائحة “كورونا” في أمريكا بل ظل لوقت متأخر يسخر من ذلك وينفيه ويدعي أن أمريكا “مصانة ومحمية” بينما في الحقيقة أن أمريكا رغم كل الإمكانات العلاجية والطبية كان عدد الضحايا فيها أكثر من أي بلد آخر، وبهذا الاستهتار عرّض صحة الملايين للخطر، أما السادسة: فهو يتبجح أن أصدقاء أمريكا ازدادوا وأعداءها قلوا بينما في الحقيقة ترامب كسب “إسرائيل” وخسر كل العالم، فهو الذي انسحب من كل الاتفاقيات الدولية لصالحها.. وخاصم روسيا والصين وخلق شرخاً في الاتحاد الأوروبي، ويشجع على فرط عقد “ناتو”.
فيما ذهبت صحيفة “سفو بودنايا بريسا” إلى أبعد من ذلك عندما نشرت مقالاً نارياً للباحث السياسي الأمريكي ستيفن ايبرت الذي حذر من أن ترامب أذا خسر في الانتخابات فسوف يحث أنصاره اليمينيين المدججين بالأسلحة الثقيلة لقتل الذين صوتوا لبايدن وسوف تراق دماء كثيرة وهذا ليس بغريب عن ترامب فقد أعطاهم سابقاً الضوء الأخضر للتصويت مرتين وإنهاء الاعتصامات السلمية بالقوة وتنظيف الساحات من “الغوغائيين” أهذا منبع أم كذبة الديمقراطية؟
(سيرياهوم نيوز-تشرين)