يُروى أن رجلًا كان يمتلك جملًا، وأراد ذات يوم أن يسافر إلى بلدة بعيدة، فبدأ يحمل على ظهر الجمل أمتعة كثيرة، حتى جعل عليه ما لا يقل عن حمولة أربعة جمال. وبدأ الجمل يترنح من كثرة ما وُضع فوقه، حتى إن الناس من حوله أخذوا ينادون على صاحبه قائلين: “كفى، لقد أثقلت عليه!”.
لكن الرجل لم يُبالِ بكلامهم، بل زاد على ذلك بأن وضع فوق الحمل حزمة صغيرة من التبن، قائلاً: “هذه خفيفة، ولن تضر”. وما إن وضعها، حتى خرّ الجمل على الأرض عاجزًا عن الحركة.
فقال الناس مندهشين: “هذه هي القشة التي قسَمت ظهر البعير!”.
والحقيقة أن القشة لم تكن السبب، بل كانت القشة مجرد القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس.
هذا المثل يُضرب للتعبير عن أن الضغط المتراكم، مهما تحمّله الإنسان، قد يصل إلى نقطة لا يُحتمل فيها الأمر، حتى وإن كان السبب بسيطًا في الظاهر. فربما كلمة صغيرة، أو موقف عابر، يكون سببًا في انهيار الشخص، لا لضعفه، بل لأن ما قبله كان فوق طاقته ….
(اخبار سورية الوطن 2)