حكايتي مع سعادة السفير الدكتور زياد الدريس ويوم اللغة العربية: من 28 ت اول 2016 إلى 28 ت اول 2023..سنوات سبع مفيدة لكنها متعبة.

* أ.د. جورج جبور

سعادة الدكتور زياد الدريس هو كاتب سعودي عمل لفترة مندوباً لدولته لدى اليونسكو بتلك الصفة كانت علاقتي به.

أما التاريخ الأول ، 28 تشرين اول 2016 فهو ذلك اليوم الذي تبادلت معه الحديث هاتفيا لأول مرة. مضت سنوات سبع هذا اليوم على تلك المكالمة .

وكانت لي مع سعادة د. زياد منذئذ وإلى الآن سنوات سبع كنت فيها المباديء دائما، بل لعله يشعر بالحرج مما ابادره به، فيجيب في معظم الأحيان
ولكن باختصار شديد. يمنعه أدبه من عدم الإجابة، أو ربما يخشى أن أقول ما لا يسره في علاقتنا بموضوع واحد هو ” يوم اللغة العربية”،وكلي ثقة بأنني صاحب فكرة اليوم الذي قدر له أن ينشغل به.

أشعر مع د. زياد بنوع من الأبوة الفكرية، يدعمها فارق العمر.
كانت ولادته يوم كنت اتابع العمل للدكتوراه في أمريكا
بناءً على طلبي، وفي الوقت الذي حددته له، كلمني من باريس إلى دمشق ليؤكّد على دعوته لي للمشاركة في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في اليونسكو بعد بضعة أسابيع. لم أشأ للمكالمة أن تكون تأكيد دعوة وصلت أساسا بالايميل.
أخبرني انه تعرف عليَّ من خلال مقال ظهر في نشرة ” افق” البيروتية، وكان عن يومي اللغة العربية العربي والعالمي.
العدد 66. الشهر التاسع 2016. ص 10.

ما أن أخبرني عن أثر المقال في ” افق” حتى أمسكت بتلابيبه.
المقال دعوة لتغيير الموعد اليونسكي للغتنا وقد حدد في 28 كانون اول من كل عام. اشترطت على محدثي أن يتم التغيير نتيجة قبولي الدعوة أي أن يكون التغيير تتويجا لقبولي الدعوة. وتنازلت قليلا لأنني أدرك الصعوبة.
قبلت منه وعداً بأن يتم بحث جاد في هذا الأمر خلال وجودي.
ثم تبادلنا الرأي في الرمز الثقافي المقترح.
هتفت:
المتنبي.
قال، مبدعاً في متابعته لي، قرأت ذات مكان بأنك دعوت إلى ابن خلدون. قلت نعم. كان ذلك في رسالة الى الرئيس السبسي.
أحببت استثارة حماسته، والكسو في حمايته ومنها يجب انطلاق المبادرة الأولى في طلب التغيير. واختتمت المطالبة الطويلة باتفاق بيننا.
أقبل الدعوة ونبحث آليات التغيير ورمز لغتنا المتنبي، نجلسه على عرش وإلى يمينه شكسبير وإلى يساره بوشكين.

وثقت بكلام الرجل الذي كنت منذ مدة اتابع بشغف مقالاته الأسبوعية في جريدة ” الحياة” كل أربعاء. بعض عناوينه صارخ :” ليس إنسانا من لم تغيره اليونسكو”. هكذا من الذاكرة. بعضها يفيض عروبة وإنسانية معاً حين يصف صلف مندوب إسرائيل ممزقاً قرارا يونسكياً بشأن القدس، ملقيا اياه في سلة المهملات. نعم. وثقتُ بالرجل فلم أجد حاجة لأن اطلب منه تثبيت أقواله كتابيا كشرط لقبول الدعوة.

* د.جورج جبور هو صاحب فكرة يوم اللغة العربية العالمي .
الذي بدأ من حلب 15 آذار
2006 كما في بيان القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)