syriahomenews أخبار سورية الوطن
أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، أن الحكومة تعى تمامًا أن ملف الدعم هو ملف شائك، وتعى تمامًا أنه يلقى عدم قبول، ولكن يجب علينا جميعًا فى إطار إجراءات الإصلاح الاقتصادى للدولة أن نعرض الموضوع بمنتهى الشفافية والوضوح.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، عقب اجتماع مجلس الوزراء.
وقال مدبولي إن الدولة ستظل مُلتزمة بوجود الدعم، خاصة فى السلع الأساسية التى تمس حياة المواطن، وكل محاولاتنا تستهدف ترشيد هذا الدعم، حتى يتسنى لنا كدولة استدامة تقديمه.
تحرك برلماني
الإعلان عن رفع أسعار الخبز المدعوم إلى 20 قرشا بدءا من بعد غد السبت قوبل برفض من عدد من البرلمانيين، منهم:
فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذب تقدم بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس الوزراء، ووزير التموين، وزير المالية، ووزيرة التضامن الاجتماعي، وقال «البياضي»، في طلبه، إن رئيس الوزراء أعلن رفع سعر رغيف الخبز المدعوم إلى 20 قرشا، اعتبارا من يونيو المقبل، بنسبة زيادة 300 %، وتابع البياضي محذرا:
«أحيط رئيس الحكومة علمًا بأن ملايين من الشعب تحت خط الفقر الغذائي، أي دخلهم لا يكفي للإنفاق على غذائهم، وهؤلاء بالكاد يتغذون على هذا الخبز المدعوم، وواجبنا الوطني أن نبلغكم بأن الخبز المدعوم هو أمن قومي لا يجب المساس به، ويجب على الحكومة التفكير عدة مرات قبل الاقتراب من سعره وكذلك قبل تحريك أسعار الخدمات الأساسية».
وقال: «إذا كانت هناك تعليمات من مؤسسات دولية برفع الدعم؛ فمن غير المقبول ولا المنطقي أن يتم ذلك قبل زيادة المساعدات وزيادة حد الحماية الاجتماعية وتقديم دعم نقدي مناسب للأسر الأكثر احتياجًا».
وقال إن السياسات الاقتصادية «الخاطئة» التي مازالت الحكومة تنتهجها أدت إلى إفقار الشعب المصري بكل طبقاته.
وتابع قائلا: “إذا كانت بعض الدول لديها وزارة سعادة، فحكومتنا حصلت بجدارة على لقب «حكومة التعاسة»، فقد أتعست حال المواطن وتزيده تعاسة بالمزيد من القرارات والاستمرار في سياسات لا تبني اقتصادًا حقيقيًا وتشي بالاستمرار في الأولويات المعكوسة.
من جهتها تقدمت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير التموين عن زيادة رغيف الخبز المدعم ليصبح عشرين قرشًا، مطالبة الحكومة بضرورة مراعاة محدودي الدخل.
وأوضحت السعيد أن هذا لا يتناسب مع المؤشرات المرصودة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وأكدت أن رفع سعر رغيف الخبز المدعم من الدولة من خمسة قروش إلى عشرين قرشًا يمثل خطورة كبيرة وزيادة للأزمات المعيشية التي يعاني منها المواطن.
وطالبت السعيد بإلغاء هذا القرار وعدم المساس برغيف الخبز، حفاظًا على استقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين محدودي الدخل.
دلالة التوقيت
الإعلان عن زيادة أسعار الخبز( يسميه المصريون عيش) في هذا التوقيت الحرج كان مثار غضب البعض واستغراب آخرين.
كما فتح الإعلان عن الزيادة والتصريح بزيادات أخرى مرتقبة في الدواء أثناء زيارة الرئيس السيسي للصين بابا من الجدل حول المغزى وراء ذلك.
في ذات السياق قالت د.عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن كل قرارت رفع الدعم تضخمية بطبعها، مشيرة إلى أن التضخم يمس القوي الشرائية لمحدودي الدخل بشدة ويخفضها.
وتساءلت “المهدي”: ما هي السياسات التي وضعتها الحكومة للحد من التضخم المتوقع الشهر القادم؟
ورفضت الإجابة بأن الحكومة ستزيد الدعم النقدي؛ لانه يزيد التضخم.
وخلصت إلى أن الحل الأساسي لابد ان يكون زيادة الإنتاج بكل أنواعه سواء السلع الغذائية أو الاستهلاكية الاخري بأنواعها.
واستبعدت
أن يظل سعر الرغيف طويلا عند 20 قرشا ولكن سيحرر تدريجيا تماما في فترة قصيرة بحسب متطلبات صندوق النقد الدولي وذلك للحد من عجز الموازنة.
وقالت إن خفض الدعم عن الخبز والكهرباء لن يكون كافيا لخفض عجز الموازنة ولكن الموازنة لابد أن تخفض الانفاق الاستثماري بشدة، مؤكدة أننا في زمن صعب و علي الحكومة ان تتصف بالحنكة والحكمة في معالجة القضايا الاقتصادية، وعليها ان تسعي جاهدة لأن تحد من اتجاهها للاقتراض الخارجي؛ حتى تخفف اعباء الديون علي الموازنة العامة للدولة و التي تزيد بشدة عن اعباء دعم الخبز والكهرباء.
في ذات السياق قال السفير محمد مرسي إنه طالما لدينا الرغبة طوعاً أو كرهاً وكذا الإرادة والقدرة علي اقتحام هذا الحقل الشائك وتشابكاته المزمنه منذ عشرات السنين، فيجب إلغاء منظومة الدعم الحالية بالكامل بعد أن فشلت كل جهود إصلاحها علي مدار سنين طويلة، وذلك بسبب سوء التخطيط وضغوط جماعات المنتفعين والفساد ثم سوء سلوك المواطنين أو جانب منهم.
وطالب باستبدال المنظومة الحالية المهترئة بمنظومة أخري أكثر عدالة وشمولاً وانضباطاً، مشيرا إلى أن المعاناة شديدة علي الجميع وخاصة منعدمي ومحدودي الدخل.
واختتم مؤكدا أن الحاجة ماسة لمنظومة دعم عيني ونقدي ومنظومة تأمين صحي ومنظومة أمان اجتماعي بل ومنظومة تعليم أكثر اتساعاً وأكثر عدالة وواقعية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم
