على صواني مرفوعة تتصدّر أقراص حلاوة الجبن الدائرية الضخمة محال الحلويات بمدينة حماة ، تلك المدينة التي تفنّنت في صنع حلاوة الجبن وتصدير طريقتها للعالم.
بين حماة وحمص
مازال الخلاف قائماً حتى اللحظة فيما يسمى بـ”الملكية الفكرية” لابتكار هذه الحلوى المميزة (هل هي حموية أم حمصية؟) لكن تاريخياً يعود الفضل للحمويين في هذا الاختراع، الذي تم تطويّره على يد عائلة سلّورة الحموية قبل ما يقارب الـ70 عاماً.
ويعود الفضل في كون حماة الأصل في حلاوة الجبـن إلى غناها بالمواد الأولية لصناعة هذا النوع من الحلويات، إذ تتمتع حماه بريف واسع ومتنوّع، فمن الريف يأتي الحليب والقشطة العربية والجبن وجميع الألبان ومشتقاتها إلى كافة محافظات القطر، وإلى الدول العربية.
ويفسّر البعض شهرة الحماصنة بحلاوة الجبن أيضاً بكون هذه المدينة تتوسّط سوريا ومنها كان يمر الناس إلى معظم أنحاء سوريا حاملين معهم حلويات مختلفة منها حلاوة الجبن.
لكن آخرون يرجّحون كون أصل حلاوة الجـبن ليس سورياً وإنما من لبنان ومن مدينة طرابلس تحديداً، حيث تعلّمها أحد السوريين من أهالي طرابلس قبل 100 عام وعاد ليطوّرها في سوريا بالشكل الذي أصبحت عليه الآن.
أبو ابراهيم، 62 عاماً، من حماه يقول لـ”روزنة”: “حلاوة الجبـن تعتبر من الحلويات الشعبية بالنسبة لنا في حماة، بينما في محافظات أخرى هي نوع من الحلويات الفخمة، نحن اعتدنا عليها منذ أن كان سعر الكيلو بضعة ليرات إلى أن أصبح بـ35 ليرة ثم اليوم بـ500 و700 وأكثر، هي مازالت ملكة سوق الحلويات، ولا أحد يأتي من غير محافظة إلا ويأخذ معه حلاوة جبن”.
ويردف أبو إبراهيم: “حتى أن بعض الناس لا تتذّكر حماة إلا من نواعيرها وحلاوة الجبن، كأنها معلم أثري، ورغم قلّة الطلب عليها عما كان سابقاً إلا أنه شهرياً أرسل لمعارف لي وأصدقاء لي من غير محافظات كيلو أو اثنين، وفي بعض الأحيان نرسلها إلى خارج البلد كما مؤخراً فعلت عندما أرسلت لابن أخي في لبنان”.
كيف يتم صناعة حلاوة الجبن؟
في البداية يتم تحضير المواد الأولية اللازمة وهي الحليب والسكر والسميد، يتم خلطهم وتسخينهم على النار ومن ثم تبريدها لمدة خمس دقائق.
يتم بعدها إضافة الجبنة البلدية وتترك لمدة خمس دقائق ممتزجة مع السميد مع التحريك الدائم والمستمر لها حتى تذوب الجبنة تماماً مع الخليط والسميد، وبعد ذلك نأتي بالصواني الواسعة المحدبة ونفردها عليها بشكل متدلٍّ ونضعها على طاولات داخل الورشة، وبعدها يتم تقطيع الخليط الذي يكون قد أصبح على شكل رقائق سميكة.
ولحلاوة الجبن أصناف عديدة، منها (السادة) يتم فقط تقطيع حلاوة الجبن ووضع القطر فوقها، كما هنالك حلاوة الجبن المحشية، وهي لفائف طويلة يتم وضع قشطة عربية بداخلها وتقطّع ثم يضاف إليها القطر، والمعجوقة الحموية وفي هذا النوع يتم فرد رقائق الحلاوة على أطباق (صواني) ثم تُفرش بالقشطة العربية.
وفي كل الأنواع يتم رش الفستق الحلبي عليها كنوع من الزينة.
أما النوع الأشهى في الصيف، فهو حلاوة الجبن بالبوظة، وفي هذا النوع يتم وضع قطع حلاوة الجبن المحشية أو السادة في طبق وتضاف إليها البوظة العربية.
حول العالم
وخلال العشر سنوات الماضية نقل السوريون حلاوة الجبن إلى دول عالمية عديدة لم تكن تعرفها، ففي ألمانيا افتتح عدد من السوريين محال حلويات وبدؤوا بصناعة حلاوة الجبن للسكان المحليين، وفي السويد ظهر رئيس الوزراء ستيفان لوفين يتناول حلاوة الجبن قبل عام وطالب الشيف بمعرفة وصفة هذه الأكلة.
وفي فرنسا وهولندا ومناطق أخرى من العالم، انتقلت حلاوة الجبن الحموية الأصيلة لتحتل مكاناً لها في تلك الدول بين قائمة الحلويات المعتادة.
سيريا هوم نيوز /4/ روزنة