خالد زنكلو
بات قطع شبكة الإنترنت المتكرر عن حلب، همّاً جديداً ومؤثراً أضيف إلى قائمة المنغصات التي يعيشها أبناء المدينة، الذين تفاعل كل منهم مع الحدث بطريقته الخاصة بين متندر ومستنكر ومتهكم ومبال وشاجب لتضرر مصالحه.
ولكثرة أعطال الشبكة العنكبوتية في مواعيد مفاجئة ومن دون سابق إنذار، تمنى بعضهم لو تستمر وزارة الاتصالات، واستجابة لطلب وزارة التربية، بفرض قطع للشبكة وبشكل مستمر في التوقيت الذي كان متبعاً أيام امتحانات التاسع والبكالوريا ذاتها، بدل ترك الموضوع على شارقه وغاربه، ورزوحه تحت وطأة الأسباب المجهولة التي تغنّي على ليلاها بين كل ليلة وضحاها.
همّ غياب الشبكة وأرقها، راح يتحكم بمفاصل عمل الكثير من روادها والمتّكلين على خيوطها في نسج أشغالهم اليومية، حتى راحوا يتندرون، وبجرعة من الحرقة الممزوجة بالألم، من حدة المفارقات والتحديات التي يمليها قطع الإنترنت على حياتهم اليومية ولساعات غير محدودة، تتزامن في كثير من الأوقات مع بطء شديد في خدمة شبكات الاتصال الخليوية.
ووصف بعضهم العملية بمسرحية “أبطالها” منتفعون من تركيب “النت” الفضائي وترويجه ليشيع بديلاً من شبكة البيانات الخلوية وخطوط adsl التقليدية، التي قد يعفو عليها الزمن لكنها تظل أساسية لعمل الكثير من القطاعات الحيوية راهناً.
يتندر أبو محمود، الموظف لدى القطاع الخاص، في حديثه ل “الوطن” عن تكرار قطع شبكة الإنترنت: “يبدو أن القرش الذي كان يقضم ويلتهم أكبال الاتصالات الضوئية الواردة إلى البلاد في عرض البحر، بات يقيم في أحد زواريب حلب أو يتتبع مساراتها المؤدية إلى المدينة”.
ويرى عبد المعين، صاحب محل لبيع الخلويات في حي الجميلية: أن هناك تحسناً ملحوظاً في قطع الإنترنت “رافق تحسن شبكة الكهرباء بساعتي وصل مقابل ٤ ساعات قطع”!
ونقل طالب جامعي ل “الوطن” عن مسؤول جامعي متندراً، تأكيده أن وزارة الاتصالات لن تنزل عند رغبة وزارة التعليم العالي بقطع الإنترنت في فترة امتحانات كليات ومعاهد جامعة حلب “لأنه بالأساس لا يوجد إنترنت”!
وروّج آخرون لمقولة أن حلب “أصبحت تشتهر بقلعتها التاريخية وبالفنان المرحوم صباح فخري وبقطع الإنترنت بشكل يومي”!.
أخبار سوريا الوطن١-الوطن