| منال محمد يوسف
حلب ويستفيضُ الدمع من أجلكِ، يستفيضُ على ذكرى تاريخكِ النبيل، على ماضٍ لا نريدُ أن تغيب شمسه الوهّاجة، يستفيضَ كُلّما تذكرنا قلعة التاريخ وكُلّما جاءت الجيوش الغادرة والمغول إلى حيث كنتِ وما زلتِ تتربعين على «قمم شماء الكرامة وبرغم الأحزان».
حلب الثقافة والتاريخ الذي لا يموت، حلب الثقافة وعناوين الحضارة وكلّ الحضارات التي لا يمكن أن يأتي ذاك اليوم وتهزم فيه، لا يمكن إلا أن يُكتب اسمها «بماء الذهب» ويُخلّد مجدها العتيد رغم الأوجاع، رغم كل ما جرى ويجري على أرضها النقية الطاهرة .
حلب ويستفيضُ الدمع يستفيض على جمال التاريخ المكتوب على حجارة قلعتكِ، يستفيض وكأنّه يُمثّل صوت الأصالة ونبلها الآتي من حيث كانت حلب «أميرة تتربع على عرش الثقافة والطرب الأصيل» كانت صوت التاريخ الذي ما يزالُ يُخبرنا عن ماضيها العريق، كانت وستبقى أيقونة الوقت المضيء وحتى ولو جاءت إليها نكبات الدهر فستبقى عصّية الدمع والانكسار، وستبقى تحمل عناوين الثقافة والأصالة التي لا يُمكن أن تموت في حالٍ من الأحوال.
حلب ويستفيضُ الدمع يا «مملكة التاريخ المزدهر» يا فخامة الاسم والمُسمّى، يا سليلة الأمجاد، يا سليلة كل مجدٍ لا تزالُ شموسه الوهّاجة مدينة السحر والجمال المتيمِ، على ذكرياتٍ قد حُفرت في ملامحها المشرقة، وقد رُسمت على «عتبات التاريخ الذي لا يُمكن أن يُمحى «ولا يمكن أن يُمحى ذكره من ذاكرة التاريخ أبداً.
حلب يا حكاية القلعة التي لا تُهزم، يا صوت الأصالة الذي يتكلم عن حلب «مدينة الثقافة والفنّ الأصيل «مدينة الأحجار القديمة التي تكبر عمر التاريخ بشيءٍ عظيمٍ لا يمكن أن يُدمر في حالٍ من الأحوال.
حلب يا «مملكة التاريخ» ويا قصيدة لا يمكن أن تنام على الضيم وإن كثرتْ العواصف وجاء إليها الحاقدون من كلّ حدبٍ وصوبٍ، وقيلَ هذه «حلب مملكة العجب وسيدة الطرب.. وسيدة التواريخ المتألقة أصالةً»، هذه التواريخ التي تُذكّرنا بأنّها كانت عاصمة الثقافة في يومٍ من الأيام.
لقد كانت الشهباء حكاية مكتوبة من نورٍ لا يخفت ، حكاية تمتدُ إلى حيث كان الشاعر المخضرم أبو فراس الحمدانيّ، حكاية تروي مجد الماضي التليد الذي لا يُمكن أن يموت وإنما ينتظر قدوم أبطال الجيش العربي لتغير أسس المعادلة وتحريرها من ذاك اللّيل الدامس الذي جاء إليها على حين غرة ٍ ولا تزال ُ القلوب تبكيها وتُردد بصوتٍ مقهور: وما النصر إلا صبر تلك الساعة التي ننتظرها جميعاً وننتظر أن تعود حلب مملكة التاريخ التي ستبقى شامخة رغم غدر الأيّام، وستبقى تنتظر رجال الله في الميدان ليقولوا كلمتهم العُليا وكلمة سلاحهم العظيم.