| محمود الصالح
الإثنين, 22-11-2021
كشف مدير زراعة حلب رضوان حرصوني أن هناك أكثر من 23 مليون شجرة زيتون على كامل مساحة محافظة حلب، وهي تشغل نحو 190 مليون دونم من الأراضي التي تجود فيها زراعة شجرة الزيتون التي تعتبر من الأشجار المتأصلة في محافظة حلب، التي ترتبط بتاريخ هذه المحافظة منذ الأزل.
وأكد مدير الزراعة في تصريح لــ«الوطن» أن عدد أشجار الزيتون المثمرة في المحافظة يتجاوز 21425619 شجرة من مختلف الأعمار، ومن جميع أنواع الزيتون، ويقدر إنتاج الزيتون في العام الحالي بحدود 130 ألف طن ومنه ما هو مخصص لصناعة زيتون المائدة الذي يقدر بحدود 23424 طناً ومنها 106711 طناً لعصر الزيت التي يقدر لها أن تنتج بحدود 26027 طن من زيت الزيتون.
وأشار مدير الزراعة إلى أن أغلب مناطق زراعة أشجار الزيتون هي خارج السيطرة، وتتركز في إعزاز وعفرين والباب وغيرها من المناطق، وهناك مساحات موجودة في المناطق الآمنة يقدر إنتاجها في العام الحالي بحدود 21 ألف طن من الزيتون الحب ومن الزيت بكمية لا تزيد على 10 آلاف طن، موضحاً أن هناك تراجعاً كبيراً في كمية الإنتاج في الشجرة الواحدة، حيث يقدر متوسط إنتاج الشجرة من الزيتون الحب بحدود 10 كغ وهذه الكمية لا تشكل أكثر من 50 بالمئة من الإنتاج الطبيعي للزيتون، والسبب في ذلك قلة الأمطار والمعاومة وكلفة مستلزمات الإنتاج.
وعن أسعار الزيتون والزيت بين مدير الزراعة أنه كان في جولة على حقول الزيتون والمعاصر في منطقة الباب، وتبين أن هناك ازدحاماً كبيراً على المعاصر بسبب قلتها قياسا إلى الإنتاج في تلك المنطقة، حيث يوجد 21 ألف طن ستقوم 16 معصرة بعصرها خلال فترة وجيزة، مبيناً أن هناك 232 معصرة مرخصة أصولاً في كامل أنحاء المحافظة، ولكن اغلبها في مناطق خارج السيطرة، نظرا لتركز زراعة الزيتون في هذه المناطق، ويوجد 16 معصرة فقط في المناطق الآمنة، وهي لا تكفي حاجة تلك المناطق، لذلك تشهد هذه المعاصر ضغطاً هائلاً في الدور عليها من المواطنين لعصر زيتونهم.
وعن تأمين حاجة هذه المعاصر من المحروقات نظراً لعدم وجود الكهرباء في مناطق وجودها بين حرصوني أن المحافظة وفرت مادة المازوت لجميع المعاصر بالسعر الصناعي والكميات كافية ولا يوجد نقص في مازوت المعاصر. مشيراً إلى أن هناك قراراً ناظماً لأجور المعاصر صادراً عن المكتب التنفيذي في محافظة حلب حيث إن حصة المعصرة في حال قام الفلاح بجلب إنتاجه إلى موقع المعصرة نسبة 5 بالمئة من إنتاج الزيت، وفي حال قام صاحب المعصرة بنقل الزيتون من الحقول إلى المعصرة على نفقته تكون النسبة 7 بالمئة، وهذه النسبة منصفة للفلاحين ولأصحاب المعاصر.
وبين حرصوني أن الزيتون المخصص للمائدة ومن النوعية الجيدة يباع في مدينة حلب بحدود 4 آلاف ليرة للكيلو، أما زيت الزيتون فيتم بيعه في أرض المعصرة بقيمة 185 ألف ليرة للتنكة، وفي مدينة حلب بحدود 215 ألف ليرة للتنكة.
عدد من الفلاحين وأصحاب المعاصر ممن تواصلت معهم «الوطن» اشتكوا من ارتفاع تكاليف زراعة الزيتون حيث تصل كلفة الهكتار سنوياً إلى ثلاثة ملايين ليرة ومنها فلاحة الهكتار الواحد لست مرات سنوياً إلى مليون ليرة سورية، وفي بعض المناطق الجافة يحتاج الزيتون إلى 6 ريات سنوياً تصل كلفة الرية الواحدة للهكتار إلى حدود 125 ألف ليرة، وكذلك الحال بالنسبة لمواد مكافحة الحشرات والأسمدة والأدوية الزراعية الأخرى أصبحت تكاليفها عشرات أضعاف المرات عما كانت عليه قبل الحرب على سورية، وأجور قطاف الزيتون، حيث يصل أجر العاملة إلى 10 آلاف ليرة يوميا، ولذلك باتت كلفة إنتاج الزيتون كبيرة، وقيمة المردود لا تتجاوز 3.5 ملايين ليرة للهكتار الواحد.
أما أصحاب المعاصر فبدورهم يشكون من قلة النسبة خصوصاً أمام قلة إنتاج الزيت، وهم يطالبون بتوفير المحروقات لهم بالسعر المدعوم لأنهم جزء من العملية الإنتاجية الزراعية، وقد تحملوا تكاليف كبيرة لإعادة تأهيل معاصرهم، وتأمين قطع التبديل لها في الصيانة الدورية، وكذلك ارتفاع أجور العمال القائمين على العمل في هذه المعاصر.
سيرياهوم نيوز-الوطن