رحاب الإبراهيم
لا تزال مشكلة نقص الأعلاف تقف حجرة عثرة أمام المربين في قطاع الدواجن في حلب وعموم المدن السورية، رغم إقرار محصول الذرة الصفراء كمحصول استراتيجي وتشجيع الفلاحين على زراعته، ليكون حلاً بديلاً وهاماً يؤمن العلف ويخفف نفقات الاستيراد، لكن لم يستطع المعنيون حتى الآن معالجة هذه القضية الهامة، التي تسهم في تخفيض أسعار الفروج والمساهمة في عودة المواطنين إلى تناوله رغم وضع عدد من مجففات الذرة في محافظة حلب بالخدمة.
محافظة حلب في هذه الأيام تستعد لجني محصول الذرة، فموعد القطاف يبدأ من شهر أيلول وحتى كانون الأول وفق مواعيد زراعة الفلاحين له، وسط اهتمام كبير بهذا المحصول، الذي يعد من أهم المحاصيل الزراعية بحلب، فالمساحة المزروعة فيها تبلغ 16475هكتار، يفترض أن يغطي إنتاجها جزءًا مهماً من احتياجات قطاع الدواجن ويحل أبرز مشاكله، فلماذا لا نشهد تحولا في واقع هذا القطاع الحيوي، الذي كان يغطي احتياجات السوق المحلية من البيض والفروج ويصدر جزء منه إلى الخارج، وماهي العوائق التي تحول دون معالجة هذه القضية الهامة للقطاع الزراعي والاقتصاد المحلي والمواطن معاً.
محصول جيد
” سيريا هوم نيوز ” التقى مع مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني للحديث عن واقع زراعة محصول الذرة الصفراء، وتأثيره على تأمين المادة العلفية لقطاع الدواجن، ليؤكد أن الموسم يعد جيداً وزراعته تسير كما هو مخطط له، والاستعدادات حالياً قائمة على جني هذا المحصول الاستراتيجي، الذي منح مزارعيه الدعم الكافي عبر تقديم المازوت بمعدل 32 ليتر لكل هكتار لزوم الفلاحة، ومازوت الري بمعدل 400 ليتر لكل هكتار دفعة واحدة ولكافة المساحات المرخصة.
وأوضح حرصوني أنه حتى المساحات غير المرخصة تدعم بمادة المازوت بسعر 8000 ليرة ومعدل 25 ليتر للهكتار خلال شهر آب، وذلك من لجنة المحروقات الفرعية.
*دعم فني
وبين حرصوني أن الدعم لا يقتصر على المازوت، حيث تتابع مديرية الزراعة من خلال الفنيين المتواجدين في الوحدات الارشادية زراعة محصول الذرة وتقديم كل ما يحتاجه من مراقبة الآفات والكشوف الحسية والتدخل في عملية المكافحة في حال ظهور أية آفة مرضية.
وبين حرصوني سماح وزارة الزراعة للقطاع الخاص باستيراد البذار الهجين عالي الإنتاجية بناء على طلب المزارعين، بغية تسهيل زراعة هذا المحصول ومعالجة بعض المشاكل التي تواجه مزارعيه.
* 3 مجففات
وفيما يخص جهوزية مجففات الذرة بغية تقديم الدعم لمزارعي محصول الذرة ومنعهم من التعرض للخسارة بعد تشجيعهم على زراعته على نحو يجففوا فيه المحصول ويجدوا سبيلاً لتصريفه تجنباً للخسارة ومنع تلف الكميات الزائدة، أو اقله اعتماد آليات تجفيف حديثة بدل التجفيف اليدوي على نحو يوفر الوقت والجهد على الفلاحين، ولفت حرصوني إلى دخول 3 مجففات ذرة في الخدمة بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي 1500طن باليوم، تتركز في مناطق دير حافر وتل علم ومسكنة.
وأشار حرصوني إلى ان وجود المجففات الثلاثة سينعكس بالإيجاب على الفلاحين ومربي قطاع الدواجن عبر حل مشكلة الأعلاف اللازمة لمداجنهم، ما يسهم في تخفيف التكاليف قدر الإمكان وتأمين أسعار الفروج للمواطن بأسعار مناسبة.
*رفع التسعيرة
فلاحو هذا المحصول في المحافظة طالبوا عبر ” سيريا هوم نيوز” باتخاذ عدة خطوات من أجل جني المحصول دون عوائق ومنع تكبدهم أي خسائر وخاصة أن المحصول يفترض أن يكون مجدياً رغم التكاليف المرهقة للفلاحبن، حيث أشار الفلاح مصطفى حاج أحمد من منطقة دير حافر إلى ضرورة إصدار تسعيرة مجزية لهذا المحصول في ظل تكاليف الإنتاج المتزايدة، بحيث يضمن استمرار الفلاحين في زراعته ومنع تكرار أزمة القمح هذا العام.
في حين أشار الفلاح عبد الرحمن محمد إلى ضرورة تسهيل تسويق المحصول في ظل أجور النقل المرتفعة وتجفيفه في مجففات الذرة والابتعاد عن التجفيف اليدوي تجنباً لأي ضرر يطال المحصول، الذي ينتظره المزارعون بفارغ الصبر لتأمين مستلزمات المعيشة والاعتناء بأرضهم.
(موقع سيرياهوم نيوز-1)