آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » حماة وأطفال الحرية : حين يصير الوجع ضميراً ناطقاً

حماة وأطفال الحرية : حين يصير الوجع ضميراً ناطقاً

 

المهندس نضال رشيد بكور

من مدينةٍ لا تُروى حكايتها بالحبر
بل تُسرد بالنبض والسكوت ، نبعث هذا الصوت ، صوتُ حماة ، التي لا تزال الجدران فيها تحفظ همس الشهداء ، والطرقات تسير فوقها أرواحٌ لم تُشيَّع بعد …
إنها ليست مجرد مدينة بل سؤالٌ مفتوح في ضمير البلاد ، ونداءٌ لا يكفّ عن الصعود
هنا كتب أطفال الحرية نشيدهم الأبدي لا على مقاعد المدارس
بل على أرصفة الانتظار وفي دفاتر الدم التي لا تمحى …
لم يحملوا سلاحاً
بل حملوا حلماً صغيراً بحياة تُشبه ضحكتهم… فلم تحتملهم البنادق خرجوا في الثالث من حزيران كما تخرج الزنابق بعد شتاءٍ طويل وقالوا للغد :
ها نحن… فهل ترانا؟
في حماة لا تُقاس الكرامة بالشعارات
بل بقلوب الأمهات التي ما تزال تنتظر
وبأرواح الصغار الذين سبقونا إلى الحقيقة
كل زاويةٍ هناك هي آية كل حجارةٍ موشومةٌ باسم
وكل ناعورةٍ تبكي حين لا يراها أحد
لم تطلب حماة عزاءً ، ولا عطفاً … فقط أن نُصغي
أن نسمع وجعها لا كحدثٍ مضى
بل كوصيّةٍ باقية
أن نعرف أن الشهادة هناك لم تكن خياراً
بل قدراً كُتب على جبين المدينة حين قررت أن تقول “لا” حيث قال الجميع “نعم”.
أطفال الحرية لم يموتوا … لقد أصبحوا صدىً في كل صوتٍ حر وصلاةً تتردّد في ضمير الوطن كلما حاول أن يتذكّر
فإن كانت هناك عدالةٌ تُولد من رحم الجراح فلتكن أولى خطاها نحو حماة
وإن كان للوطن قلب فثمة جزءٌ منه لا ينبض إلا هناك
تعالوا إلى حماة…
لا لتُحيوا ذكرى
بل لتُبرموا عهداً
عهداً مع الحقيقة مع الأرواح الصغيرة التي حلمت ببلادٍ لا تخاف أبناءها
تعالوا لتسمعوا لغةً لا تُنطق ، بل تُحسّ ، حيث ينطق الصمتَ العيونُ ، ويهمس الترابُ :
ما نسينا … ولن ننسى.
فـحماة ليست جرحاً نندبه
بل البوصلة التي لا تضل
3/6/2025
(أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تراهن انهم يديرونها .. وماذا في ذلك؟!!

    علي عبود   نشر الكاتب الأمريكي نيل غابلر في عام 1988 كتابا بعنوان “امبراطورية خاصة بهم” يتحدث فيه بالتفصيل عن استيلاء اليهود على ...