اتهم القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، الثلاثاء، الجيش الإسرائيلي باستهداف القطاع الصحي في غزة لدفع الشعب الفلسطيني إلى “الهجرة قسرا”، مشددا على أن “المقبرة الجماعية” في ساحة مجمع الشفاء تمثل “وصمة عار على جبين كل مَن لم يتحرّك لوقف مجزرة القرن” بحق المدنيين.
وخلال مؤتمر صحفي في بيروت، قال حمدان: “بات واضحا للعالم أن هدف الاحتلال من استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية في قطاع غزة هو حرمان شعبنا من الخدمات الأساسية ومستلزمات الحياة الطبيعية، لدفعهم إلى الهجرة قسرا، في تكرار لمشاهد نكبة عام 1948”.
وتابع: “وكعيّنة صغيرة، لتوضيح مستوى التدمير والإجرام الصهيوني في غزة، فقد تم خروج 25 مشفى عن الخدمة من أصل 35، وخروج 53 عيادة صحية من أصل 72، هذا بالإضافة إلى تدمير 94 مقرا حكوميا، و253 مدرسة، و71 مسجدا، و3 كنائس”.
واعتبر حمدان أن “اضطرار الأطباء (الثلاثاء) لدفن جثامين 179 شهيدا بمقبرة جماعية، في ساحة مجمع الشفاء بمدينة غزة، هو وصمة عار على جبين كل من لم يتحرّك لوقف مجزرة القرن بحقّ المدنيين والأبرياء والمستشفيات في غزة”.
ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه (شمال)، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ بزعم وجود مقرات لمقاتلين فلسطينيين، وهو ما نفاه مكتب الإعلام الحكومي في غزة مرارا.
وأردف حمدان: “قبل أسبوع طلبنا من الأمم المتحدة ومن المنظمات الدولية تشكيل لجنة دولية لمعاينة المشافي، وللوقوف على كذب الاحتلال، لأننا نعلم بأنّه يكذب وسيكذب لتبرير جرائمه بحق القطاع الطبّي والمرضى والجرحى، ولا زلنا نكرّر الدعوة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ليس فقط للاطلاع، ولكن أيضا لحماية المستشفيات والمراكز الطبية والمرضى”.
نكبة جديدة
كما ندد حمدان بتصريح لوزير المالية الإسرائيلي بتسلائيل سموتريتش قال فيه الاثنين إن “هجرة “عرب غزة” إلى دول العالم هو الحل الإنساني الصحيح”.
وقال حمدان: “لاحظوا معي؛ هذا النازي سموتريتش يقول “عرب غزة”، فهو يرفض الاعتراف بأننا فلسطينيين وبأننا شعب، ما يشير إلى طبيعة المخطط الذي يعملون عليه، وهو صناعة نكبة جديدة، ولكن هذه المرّة على الهواء مباشرة وتحت سمع وبصر ما يسمّى العالم المتحضّر”.
وأردف: “نحن نقول لسموتريتش ولأمثاله: نحن الباقون على هذه الأرض وأنتم العابرون”.
ومنتقدا الأمم المتحدة وكافة الدول والمؤسسات الدولية، تساءل حمدان: “ألا يكفيكم إدانة ومناشدة وتوصيف ما يجري بأنّه انتهاك فاضح للقوانين الدولية ولاتفاقية جنيف الرّابعة؟! أين سلطتكم السياسية والأخلاقية، أهي فقط على المستضعفين في الأرض؟!”.
كسر الحصار
وبشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، قال حمدان: “لا زلنا ننتظر فتح معبر رفح بشكل كامل ودائم، كمعبر عربي (فلسطيني مصري)، لإدخال المساعدات الإغاثية، وخروج الجرحى من الحالات الخطيرة”.
وتابع: “لا زلنا ننتظر تنفيذ قرار القمَّة العربية الإسلامية الطارئة (في الرياض السبت الماضي) بكسر الحصار وفرض إدخال المواد الإغاثية والأدوية والوقود فورا”.
ومضى قائلا: “لا زلنا ننتظر أثر القرارات العربية والإسلامية على أهلنا المرابطين المكلومين في غزّة، الذين يدافعون عن القدس والأقصى قبلة المسلمين الأولى”.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التسريعية في عام 2006.
ومنذ 39 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة قتل خلالها 11 ألفا و240 فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الاثنين.
بينما قتلت “حماس” 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
بدورها نددت وزارة الصحة في حكومة حماس الثلاثاء بما اعتبرته “تمثيلية سمجة”، بعدما اعلن الجيش الاسرائيلي أن لديه “مؤشرات” تظهر أن مقاتلي الحركة احتجزوا رهائن داخل مستشفى للاطفال في قطاع غزة.
الاثنين، ظهر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هغاري في مقطع مصور أكد فيه أنه موجود في مستشفى الرنتيسي للاطفال في مدينة غزة، مضيفا أن الجيش الاسرائيلي جمع “مؤشرات” مثل زجاجة لرضاعة الاطفال وقطعة حبل موصولة بكرسي.
وردت وزارة الصحة في حكومة حماس في بيان مؤكدة أن “ما عرضه الاحتلال حول مستشفى الرنتيسي للاطفال هو تمثيلية سمجة لا يوجد عليها دليل واحد يستحق الرد”.
واضافت أن “الاحتلال اعتبر وجود حفاضات اطفال في مستشفى للأطفال وبه نازحون على أنها أدلة استثنائية، فأي استخفاف هذا بعقول الناس وعقول العالم”.
وتابعت أن مستشفى الرنتيسي “تم اخلاؤه تحت فوهة الدبابات وبنادق الاحتلال، فلماذا لم يتم اعتقال أحد من المقاومين المزعومين أو المحتجزين المزعومين؟”.
كذلك، افاد الجيش الإسرائيلي في المقطع المصور أنه عثر على “بنية تحتية لحماس في الطابق السفلي” للمستشفى المذكور.
وردت حماس أن “القبو الذي تحدث عنه ضابط الاحتلال الظاهر بالفيديو، موجود ضمن تصميم المستشفى ويضم الإدارة ومخازن المستشفى وأصبح مكان إيواء للنازحين الهاربين من القصف للاحتماء به”.
من جانبه، اعرب الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه الشديد للوضع الفظيع والخسائر الكبيرة في الأرواح في العديد من المستشفيات” في قطاع غزة، وفق ما اعلن المتحدث باسمه الثلاثاء.
واضاف ستيفان دوجاريك “باسم الإنسانية، يدعو الامين العام الى وقف إنساني فوري لإطلاق النار”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم