نبال إبراهيم
تحدث عدد من مزارعي الزيتون في حمص لـ«الوطن» عن معاناتهم حول عدم إمكانيتهم الاهتمام بأشجار الزيتون وتقديم العناية اللازمة لها كما كان في السابق بسبب غلاء سعر ساعة الحراثة وارتفاع أجور الخدمة واليد العاملة وغيرها من المستلزمات، علاوةً عن غياب شبه تام للأسمدة التي ارتفعت أسعارها بشكل غير معقول، ناهيك عن قلة المحروقات وغلاء المبيدات الزراعية بشكل كبير.
وأشار المزارعون إلى أن هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى تراجع الإنتاج هذا العام، مبينين أن حمولات أشجار الزيتون في هذا الموسم متفاوتة حسب كل منطقة ما بين الريف الغربي والريف الشرقي وهي بشكل عام متوسطة بمناطق المحافظة الغربية وجيدة في المناطق الشرقية.
بدوره أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة المتخصصة في مديرية الزراعة بحمص ناجي ساعد لـ«الوطن» أن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وقلة المحروقات وعدم توفر اليد العاملة وغلاء أجورها تسبب في قلة الاهتمام بأشجار الزيتون هذا الموسم، ما انعكس سلباً على الإنتاج بشكل عام، لافتاً إلى أن الحالة العامة للمحصول بالمحافظة ما بين الجيدة إلى المتوسطة، ففي المناطق الغربية الحالة متوسطة ونسبة حمل الثمار فيها خفيف بسبب المعاومة، في حين نسبة حمل الثمار في المنطقة الشرقية والمخرم بشكل عام جيدة والإنتاج فيها أفضل.
وأشار ساعد إلى أن التقديرات الأولية للإنتاج بالمحافظة هذا العام بنحو 78 ألف طن هذا العام منها نحو 65 ألف طن للبعل و13 ألف طن للسقي، لافتاً إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بالزيتون على امتداد المحافظة تصل إلى نحو 97.5 ألف هكتار منها نحو 87 بالمئة بعل أي ما يعادل 85 ألف هكتار بعل والباقي نحو 12.5 ألف هكتار سقي، وأن إجمالي عدد أشجار الزيتون تبلغ 15.6 مليون شجرة منها 14 مليون شجرة مثمرة موزعة على 13 مليون شجرة بعل ومليون شجرة سقي.
وكشف ساعد عن أن تقديرات الإنتاج هذا العام متوسطة وأقل من العام الماضي بنحو 17 بالمئة التي كانت تقديرات الإنتاج حينها نحو 93 ألف طن، عازياً سبب هذا الانخفاض لأن معظم أشجار الزيتون بالمحافظة هذا العام معاومة من جهة، ونتيجة لموجة الحر التي شهدتها المحافظة وتسببت في حالة عامة من الجفاف على الشجرة والحبة.
وبين ساعد أنه وبسبب الظروف المناخية السائدة والملائمة لانتشار ذبابة الزيتون يتم وضع مصائد جاذبة ورصد أطوار الحشرة ومتابعة قراءات المصائد بالتعاون مع دائرة الوقاية، وذلك من خلال الجولات الميدانية على البساتين، كما لوحظت أيضاً بعض الإصابات بحفار ساق التفاح على الزيتون في بعض المناطق وتتم عمليات المكافحة بشكل دوري بالتعاون مع دائرة الوقاية.
وأوضح إصابة محصول الزيتون في كثير من الحقول بالمحافظة ببعض الأمراض والآفات لكنها لم تكن مؤثرة ودون العتبة الاقتصادية، مؤكداً أنه لم يسجل أي حالة ضرر بالأشجار جراء البرد، وإنما تسببت موجة الحر بحالة من الجفاف وقد انعكس ذلك على الإنتاج.
وأكد ساعد أن عمليات قطاف الزيتون في المحافظة بدأت بشكل رسمي منذ «الثلاثاء» الماضي وستستمر عملية القطاف إلى نهاية جني المحصول من كل الأراضي، مشيراً إلى أن زراعة الزيتون تنتشر في جميع أنحاء المحافظة، وتتركز بشكل خاص في قرى المركز الغربي ومدينة تلكلخ ومناطق المركز الشرقي وبلدة المخرم.
وأشار ساعد إلى أن معظم معاصر الزيتون بالمحافظة باتت جاهزة وانتهت من عمليات التجريب، مبيناً أنه يوجد 54 معصرة زيتون عاملة بالمحافظة منها معصرتان جديدتان وبترخيص جديد، لافتاً إلى أن تسعيرة عصر الزيتون بالمحافظة 575 ليرة سورية لكل كغ واحد بحال تبقى البيرين في المعصرة، ومبلغ 725 ليرة سورية في حال أخذ الفلاح البيرين.
ولفت ساعد إلى أن تقديرات الإنتاج الأولية لزيت الزيتون بالمحافظة هذا العام زهاء 13.7 ألف طن وذلك وفقاً لتقديرات الإنتاج الأولية للزيتون.
سيرياهوم نيوز1-الوطن