أماني فروج
تفيض ذاكرة الفنان التشكيلي العالمي حمود شنتوت بصور أماكن حقيقية حفرت مكانها في لوحاته فأظهرت القصور القديمة المغموسة بالنور في مسقط رأسه سورية والتناغم بين الطبيعة والموسيقا في فرنسا حيث يقضي أيامه متفرغاً لفنه.
والفن عند شنتوت مدخل إنساني ووسيلة تواصل مع المتلقي يقدم من خلاله لوحاته التعبيرية ولغته الخاصة عبر تحويره للنماذج الطبيعية بما يزيدها جمالاً ويعطيها معاني جديدة.
وقدم من خلال معرضه الجديد الذي افتتح في غاليري جورج كامل بدمشق 25 لوحة بقياسات مختلفة أنجزها خلال ست سنوات كخلاصة تنقله بين سورية وفرنسا ليحمل معرضه عنوان “دمشق .. كريتاي” وهي المدينة التي اختارها سكناً له في المغترب.
وأشار شنتوت خلال مقابلة مع مراسلة سانا إلى أن لوحات المعرض تنهض من التكنيك والمضمون والجرأة في اللون والواقعية التي طرأت كمتغير في اللوحة التشكيلية عنده أما الذاكرة والمكان والطبيعة الصامتة فظلت هي ذات الموضوعات الثابتة في أعماله.
ويجسد هذا المعرض الذي افتتح بحضور نخبة من التشكيليين والمهتمين نتاج أعمال شنتوت المجسدة لذاكرته الحية التي عجزت محطات الاغتراب عن تغييبها فاحتفظ بروحانيته التي تعد السمة الأبرز المميزة لأعماله التي أغنى من خلالها الآلية الفكرية التي يعتمد عليها في أعماله المنبثقة عن خياله.
ويقول شنتوت “كنت أرفض فكرة عرض أعمالي في معارض خارج سورية وظلت هذه الرغبة كامنة داخلي حتى بعد غربتي لأن بلدي تحتاج وجود أبنائها وتستحق أن ننشر لغة الفن والجمال فيها”.
ورأى شنتوت أن التكوين عنصر مهم في اللوحة وهو بمثابة بصمة يحاول كل فنان أن يؤسس من خلالها هويته الخاصة ويعبر عن المشاعر المكنونة في داخله فتظهر بشكل متوازن في العمل الفني الذي يسيطر عليه اللون الحار والبارد والظل والنور والخط معتبراً أن التكوين البسيط ذات توازن منساب يفوق التكوين المعقد صعوبة وجمالية.
وأعرب شنتوت عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري وختم بالقول “أنا دائما أترك رسالة السلام والأمل والتأمل ومحاكاة روح الإنسان”.
وحول تجربة الفنان شنتوت عبر معرضه أشارت الفنانة التشكيلية القديرة لجينة الأصيل إلى أن روح التجديد والتميز أسرتها منذ لحظة دخولها إلى المعرض لأن لوحاته تختلف عما تختزنها ذاكرتها من أعمال الفنان السابقة حيث وجدت فيها خصوصية في نقل الملامح السورية بصدق ومشاعر مرهفة.
أما الفنان التشكيلي موفق مخول فرأى أن المعرض مفاجأة كبيرة من حيث جمالية الدلالات الإنسانية في مكنوناته بحضور وعي فني ولوني معتبراً أن الفنان شنتوت صاحب رؤية بصرية وجدانية أثرت الدائرة الثقافية وشكلت مدرسة تشكيلية في سورية.
يذكر أن الفنان التشكيلي السوري حمود شنتوت من مواليد حماة عام 1956 خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1980 وخريج دراسات إضافية في المدرسة الوطنية العليا للفنون بباريس عام 1984 وعمل مدرساً للفنون الجميلة في مركز الفنون التشكيلية بدمشق وله عدة مشاركات في ورشات عمل فنية خارج سورية والعديد من المعارض الفردية داخل وطنه وخارجه وحاصل على عدة جوائز وشهادات تقدير وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة وفي جهات رسمية وضمن مجموعات خاصة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا