سلمان عيسى
قصتي مع الكهرباء في الايام الماضية تشبه تماما قصة الكابل الضوئي الذي يغذي سورية بالانترنت .. ففي كل مرة ينقطع فيه النت او تضعف قوته يخرج علينا المعنيون في شركة الاتصالات و يتهمون الحوت بأنه ( قرط ) الكابل السوري دوناً عن كل ( كبولة ) العالم .. وهكذا انا عشت مع الكهرباء في اليومين الماضيين .. ففي اليوم الاول تسلل ( جردون حقير ) الى غرفة المحولة و( قرط ) الاشرطة .. وغابت الكهرباء لمدة ثلاث ساعات تغذية .. اي 18 ساعة حتى تم اصلاح العطل .. بعد الإبلاغ عن العطل طبعا ..بعدها بأقل من ساعة، قام باكر ورشات الاتصالات التي تنفذ مشروع توسعة المقاسم بالقرب من نهر الغمقة بطرطوس ( بقرط ) الكابل المغذي للمنطقة التي اقطن بها وكاد أن يؤدي إلى حريق كبير لولا فصل التيار تلقائيا من محطة التحويل .. فغابت الكهرباء عن المنطقة أيضا أكثر من 20 ساعة، لأن ذات العطل تكرر في اليوم اللاحق .. صحيح أن شركة كهرباء طرطوس عوضت جزءاً مما فاتنا، لكن بقي السؤال الذي يدور في مخيلتي هو لماذا أنا مستهدف مثل الكابل الضوئي .. مرة من الجردون، ومرة من آليات الاتصالات ..؟
منذ بداية عملي في الإعلام وانا اقرأ، واكتب أيضا عن غياب التنسيق بين الجهات المعنية خاصة الاتصالات والمياه والكهرباء والصرف الصحي فيما بينها، لأن هذا التنسيق يوقف الكثير من الخسائر والأعطال التي تصيب هذا القطاع أو ذاك .. ورغم هذه العقود، كأن شيئا لم يحدث .. ولم تتعلم جهة ما من أخطائها . . ما الذي يمنع الاتصالات مثلاً من سؤال الكهرباء والمياه عن وجود تمديدات على هذا المسار أو ذاك ..؟ والسؤال ذاته يوجه إلى الجهات الأخرى التي تقوم بنفس الأخطاء .. في الصرف الصحي حدثت، وتحدث .. وفي الكهرباء والمياه، والكل يلوم الآخر دون أن تتعلم جهة ما من هذا الخطأ أو ذاك .. ما ذنب مئات المنازل أن تحرم من الكهرباء .. على قلتها .. بسبب طيش متعهد يستعجل التنفيذ على مبدأ ( هات ايدك والحقني ) .. أليس من حقنا المطالبة بتعويض العطل والضرر ..؟!
صحيح أن 100 ميغا تتكرم فيها وزارة الكهرباء على محافظة طرطوس غير كافية لشحن البطاريات .. خاصة أن ثلث هذه الكمية يذهب لتغطية الخطوط الساخنة، ومثلها في حمص وحماة واللاذقية .. على مبدأ الرمد خير من العمى .. إلا أن هناك ظلم غير مبرر .. ساعة تغذية واحدة مقابل خمس أو ست ساعات قطع .. بينما يبدو الوضع في محافظات أخرى أقل سوءاً والتغذية فيها أفضل .. لذلك، و مع استمرار غياب العدالة نتمنى أن تبتعد المحولات في تلك المحافظات عن طيش ( الجرادين ) .. وبواكر الاتصالات … والحوت طبعا ..!؟
(سيرياهوم نيوز١٩-٢-٢٠٢٢)