| ميرفت السباعي
يتناول الكتاب مسيرة الحزب الشيوعي الصيني في عهد تشي جين بينغ منذ عام 2012 وكيفية مواءمة جوهر مبادئ الماركسية مع واقع الصين الحالي وثقافتها التقليدية.
قامت إدارة الدعاية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والمكتب الإعلامي لمجلس الدولة بدعم من معهد أبحاث تاريخ وآداب الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجموعة الصين للنشر الدولي بإعداد المجلد الرابع من كتاب شي جين بينغ، “حوكمة الصين”، مصرحة بأن الغرض من إعداد هذا المجلد هو أن يكون بمثابة دليل للمسؤولين والعامة لفهم رؤية شي جين بينغ حول الاشتراكية بطابعها الصيني تمهيداً لاستقبال العصر الجديد وترسيخ “الوعي بالأمور الأربعة” (أي الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق – المحرر)، و”الثقة الذاتية في المجالات الأربعة” (أي الثقة الذاتية بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها). وذلك لتعزيز الوحدة والحث على السعي والجد نحو عصر جديد.
ومن المفترض أن يعرف هذا المجلد المجتمع الدولي على أفكار ورؤية الرئيس شي وتجربة الشعب الصيني الناجحة حيث يواصل مسيرته لتحقيق الإنجازات في المستقبل تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
كما يشرح الكتاب الأسلوب الذي اختارته الصين وانتهجته في سبيل تحقيق التنمية بالإضافة الى نظرية الصين في هذا الإطار.
يتناول الكتاب مسيرة الحزب الشيوعي الصيني في عهد تشي جين بينغ منذ عام 2012 وتحديداً منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني فيما يتعلق بمواءمة جوهر مبادئ الماركسية مع واقع الصين الحالي وثقافتها التقليدية، حيث طور شي جين بينغ الفكر الاشتراكي بما يتوافق مع الخصائص الصينية لمواجهة تحديات العصر الجديد.
وفي سبيل ذلك، كان لا بد من معرفة كيفية تطبيق مبادئ الماركسية على الصين المعاصرة في القرن الحادي والعشرين، لذلك فقد وضع شي جين بينغ نصب عينيه الاشتراكية التي تمثل جوهر الثقافة الصينية وروح الأمة الصينية في العصر الجديد وعمل على تطويع مبادئ الماركسية مع السياق الصيني.
وفي هذا السياق، تناول الكتاب ما انبثق عن لجنة الحزب الشيوعي الصيني التاسع عشر في جلسته العامة السادسة لعام 2021 من توكيد على الدور التوجيهي لفكر شي جين بينغ المعاصر بشأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مما يعكس التطلعات المشتركة للحزب والجيش والشعب الصيني حيث يصب لمستقبل الحزب والدولة في العصر الجديد وخطوة الى الأمام تجاه ما وصفه شي بـ”تجديد الأمة الصينية”.
كما عرض الكتاب الإنجازات التي نجحت اللجنة في تحقيقها من حيث الاستجابةً لمستوى غير مسبوق من المخاطر والتحديات من بينها انتشار وباء كورونا، إذ أولت اللجنة المركزية للحزب وعلى رأسها شي جين بينغ اعتباراً للظروف المحلية والدولية.
ومن نجاحات اللجنة التي عرضها الكتاب، هي تحقيق التوازن بين التنمية والأمن من جهة، وبين الإضطلاع بالوقاية الفعالة من الوباء ومكافحته مع الحفاظ على التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، مما أعان الحزب والدولة على مواجهة التحديات الماثلة أمامهما وعزز الاعتماد على الذات، ومكافحة الفقر المدقع، محققة بذلك الهدف المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع عصري ينعم بالرخاء من جميع الجوانب محتفلة بهذا النجاح في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني.
كما يعرض الكتاب كيف أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أطلقت نداءها للسير نحو الهدف المئوي الثاني الذي يتمثل في تحويل الصين إلى بلد اشتراكي حديث مما ينبئ بتحقيق إنجازات جديدة مبهرة في السير نحو التجديد الوطني. هذا بالإضافة الى المساعي الرامية الى الاستجابة للتغييرات وفتح آفاق جديدة من خلال تحرير العقل حيث يقود الزعيم شي الحزب والشعب نحو استكشاف الحقيقة من خلال الوقائع والحفاظ على التوجه السياسي الصحيح، وفتح آفاق جديدة، وإجراء تحليل ثاقب وتقييم دقيق للقضايا النظرية والعملية الرئيسية المتعلقة بتطور الحزب والدولة في العصر الجديد.
أسهمت المجلدات الثلاثة السابقة للمجلد الرابع من كتاب شي جين بينغ “حوكمة الصين” في التعريف بالدور الجوهري الذي لعبته الحوكمة الصينية في شرح النظريات المبتكرة للحزب، وفي استلهام الشعب للعمل بجدية أكبر، وفي تقديم الصين إلى سائر العالم. وبذلك فتحت هذه المجلدات نافذة أمام المجتمع الدولي لفهم الصين بشكل أفضل.
يحتوي هذا المجلد على مجموعة من 109 من أعمال شي جين بينغ المنطوقة والمكتوبة من 3 شباط/فبراير 2020 إلى 10 أيار/مايو 2022، إلى جانب 45 صورة تم التقاطها منذ كانون الثاني/ يناير 2020. وهو مقسم إلى 21 قسمًا وفقاً للموضوع، مع ترتيب المقالات في كل قسم بتسلسل زمني وتييسراً للقراءة تم إدراج ملاحظات عند نهاية كل مقالة ذات صلة.
ووفقاً للكتاب، فإن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد تتطلب التعلّم من التاريخ لخلق مستقبل مشرق مع عدم إغفال ضرورة الاستمرار في دعم قيادة الحزب الشيوعي الصيني. إذ إن نجاح الصين ينبع من الحزب حيث أكثر من 180 عاماً من تاريخ الصين الحديث وقرن من تاريخ الحزب وأكثر من سبعة عقود من عمر جمهورية الصين الشعبية، ما هي إلا شاهد على أنه لا يمكن أن يكون هناك صين جديدة، ولن يصبح بالإمكان تحقيق التجديد الوطني من دون الحزب الشيوعي الصيني الذي اختاره التاريخ والشعب معاً. إن قيادة الحزب هي السمة المميزة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتشكل أعظم قوة في هذا النظام. لذا علينا الاستمرار في دعمها ومساندتها وبالتالي هناك ضرورة للإبقاء على الثقة في مسار الإشتراكية بخصائصها الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها.
في مساعيه الرامية الى تحقيق التجديد الوطني، قام الحزب الشيوعي الصيني بتوحيد الشعب وقيادته نحو انتهاج كفاح عظيم والسير في مشروع ضخم والإيمان بقضية عظيمة ونحو حلم رائع بروح من الثقة بالذات والإتكال على النفس والتحلي بروح من الابتكار، مما أدى الى تحقيق نجاح مبهر للاشتراكية بخصائصها الصينية في العصر الجديد.
قامت لجنة الحزب الشيوعي الصيني التاسع عشر في جلسته العامة السادسة بمراجعة حول كيفية مواءمتها للماركسية مع الواقع الصيني وكيف أنها احتفظت بزخمه لمدة تتجاوز القرن من الزمن، معتبرة أن فحوى القرار يرتكز على هذه النقطة وأن الماركسية ليست مجرد معتقدات متصلبة بل هي عمل منبثق عن كل تغيير يستجد.
وجاء هذا القرار نتيجة لتحليل كامل قام به الحزب بشأن التحديات الأساسية التي تواجه الصين مع النهوض بالعمل على جميع الجبهات.
وفي صفحات هذا الكتاب، قدم شي جين بينغ إجابات على الأسئلة المتعلقة بحاضر ومستقبل الصين وشعبها والعالم باسره حيث شدد على ضرورة تبني الأصالة في الرؤية الى جانب مجموعة متكاملة من الأفكار والاستراتيجيات. والأصالة في الرؤية ترتبط بتكييف واقع الصين الحالي مع الفكر الماركسي الذي يُعد السلاح النظري بالنسبة للصين حيث يوجهها الى سبيل تطور المجتمع البشري وفهم العالم ومكامنه سعياً لمعرفة الحقيقة وإحداث تغيير في العالم. إن تطوير هذا الفكر ومواءمته مع متطلبات العصر بات ضرورة حتمية، وذلك للمحافظة على الماركسية وعلى إيمان الناس بها ومواجهة التحديات والتغيرات والمخاطر المحيطة وإيجاد الحلول للمشاكل، وخاصة تلك التي تتعلق بالحوكمة والتفكير الاستراتيجي وصنع القرار والتخطيط.
وبالتالي، فإنه في سياق النقاط الرئيسية التي وردت في الخطاب الافتتاحي للجلسة المخصصة لتنفيذ القرارات التي اتخذتها اللجنة التاسعة عشر، تتطلب المحافظة على الطبيعة الماركسية للحزب في ظل الظروف الجديدة اتخاذ موقف حازم بالنسبة للمسائل الأساسية التي تتعلق بالحكم وممارسته. وتحقيقاً لذلك، يتعين دفع الحملة التعليمية حول تاريخ الحزب الشيوعي الصيني إلى آفاق جديدة من أجل الحصول على فهم أفضل والتزام أقوى بمثل الحزب وقضيته ومعايير نزاهة متقدمة وتصميم جريء لترجمة ما تم اكتسابه من دراسة التاريخ والتفكير في المبادئ التوجيهية والقيام بأعمال مؤثرة لفتح آفاق جديدة.
تناول أحد فصول هذا الكتاب مسألة القيادة العامة للحزب الشيوعي الصيني وقد ورد فيها مقتطفات من خطابات القيت بين 20 نيسان/ابريل 2020 والأول من آذار/ مارس 2022 حيث تناولت هذه الخطابات ضرورة العمل وفقاً لـ”الوعي بالأمور الأربعة” من حيث الحفاظ على الالتزام السياسي والتفكير في الصورة العامة واتباع قيادة اللجنة المركزية والعمل وفق متطلباتها، و”الثقة الذاتية في المجالات الأربعة” التي تشير الى الثقة بالمسار والنظرية والنظام وثقافة الاشتراكية بخصائصها الصينية، بالإضافة الى “الركيزتين الأساسيتين” من حيث تعزيز الموقع الجوهري للأمين العام للحزب تشي جين بينغ بشأن اللجنة المركزية والحزب بشكل عام وكذلك تعزيز سلطة اللجنة الى جانب قيادتها المركزية الموحدة.
كما شددت الخطابات على ضرورة أن يكون لدى المسؤولين في سدة القيادة رؤية واضحة في تحليل المسائل ذات الدلالات الوطنية واتخاذ القرارات بشأنها من خلال بناء رؤية استراتيجية والتفكير بصورة أوسع وأشمل.
وتناول المجلد أيضاً مقتطفات بشأن إيلاء الأهمية للشعب ومصالحه واستقراره وتوحيد جهوده نحو الأهداف المنشودة من حيث العمل الدؤوب لتحقيق نتائج على مستوى توقعات الحزب والشعب والتاريخ، وذلك لمواجهة التحديات والاستجابة الى الأمور الطارئة، ومنها انتشار الوباء والسير نحو تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويدعو الرئيس شي إلى الوصول إلى بلد اشتراكي حديث ومتطور ذي إنتاجية عالية الجودة، مع تحقيق مزيد من الإصلاحات وسياسة انفتاح تحت ظل حكم القانون الاشتراكي، وثقافة اشتراكية متقدمة تحقق الرفاهية والتقدم الاجتماعي والانسجام بين الإنسان والطبيعة، وتعزز قدرات القوات المسلحة تحت مظلة التنمية والأمن.
وعرض الكتاب النقاط الرئيسية التي وردت في كلمة حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في مجالات عدة، منها مد أفريقيا باللقاح المضاد لفيروس “كوفيد-19″، وتوسيع التعاون التجاري والاستثماري، ومشاركة التجارب والاقتصاد الرقمي، وتعزيز تنمية المشاريع الخضراء لمجابهة التغير المناخي، وكذلك تعزيز المساواة والعدل والديمقراطية والحرية، كونها قيماً مشتركة للإنسانية، ولكن مع الحق في مواءمتها مع الظروف الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية.
وأخيراً تناول المجلد النقاط الرئيسية التي وردت خلال المؤتمر رفيع المستوى الذي انعقد عبر الفيديو بشأن التعاون في مجال مبادرة “الحزام والطريق”، وهو الطريق نحو تحقيق تنمية طويلة الأمد من خلال قدر أكبر من الاتصال والانفتاح حيث تطمح الصين الى تحقيق التنمية السلمية والتعاون المتبادل النافع لجميع الشركاء. كما أنه طريق نحو التصدي للتحديات والحفاظ على صحة الناس وأمنهم والتعافي الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ،بالإضافة الى السير نحو النمو لتحقيق الإمكانات الإنمائية الكاملة يداً بيد.
سيرياهوم نيوز3 -الميادين