آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » حول الدعوة إلى الاعتصام يوم غد ..

حول الدعوة إلى الاعتصام يوم غد ..

 

غدير غانم

أدعم أي دعوة سلمية للتعبير، أياً كان مصدرها، طالما بقيت في إطار الوعي والمسؤولية، وحافظت على كونها مساحة جامعة لا أداة تفريق. فالاعتصام ليس مجرّد وقفة احتجاجية، بل اختبار حقيقي للأخلاق السياسية، ولمدى القدرة على المطالبة بالحقوق دون أن خسارة السلم الأهلي.

تقع على عاتق الجميع مسؤولية الابتعاد_عن_الشعارات الطائفية، ورفض أي خطاب يستهدف أي مكوّن من مكوّنات المجتمع أو يُغذّي الكراهية ويُمهّد للاقتتال الأهلي.

ما نحتاجه اليوم هو شعارات تعبّر عن مشروع جامع:
شعارات تنادي باللامركزية السياسية كمدخل للعدالة في توزيع السلطة والموارد، و بالديمقراطية كضمانة لتمثيل الناس لا لتزييف إرادتهم، و بالعلمانية كإطار يحمي التنوّع ويصون كرامة الجميع دون تمييز، و بالمشاركة السياسية الحقيقية التي تعيد القرار إلى أصحابه.

كما أنّ أي حراك صادق لا يمكن أن يتجاهل مطلب الإفراج عن جميع الموقوفين تعسفاً، ولا يمكن أن يساوم على السير في مسار العدالة الانتقالية ومحاسبة جميع القتلة والمجرمين من كل الأطراف دون استثناء.

وفي المقابل، أدعو كل من يختلف مع دعوات الاعتصام إلى التوقّف عند منطق الحكمة والمسؤولية، والامتناع عن الخروج بخطاب أو شعارات مضادّة ذات طابع هجومي أو تحريضي، لأنّ مناخ الاستقطاب لا يحمي أحداً، بل يفتح أبواباً جديدة للفوضى والكراهية.

كما أؤكد على ضرورة احترام حق الآخرين في التعبير عن مطالبهم سلمياً، مهما اختلفنا معهم في الرأي أو التوجّه، لأنّ حق الاختلاف هو جوهر أي مجتمع حر، ولأنّ حماية هذا الحق هي أولى خطوات بناء دولة القانون التي نحلم بها جميعاً.

ليكن هذا الاعتصام رسالة حياة لا مقدّمة لجولة جديدة من الخراب، رسالة تقول إننا نريد مساحة تتّسع للجميع، لا ساحات إضافية للصراع، ولا قبوراً جديدة للأحلام.

(أخبار سوريا الوطن2-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إدارة الفوضى الأمريكية تتحول إلى صدام تركي–أمريكي بوساطة إسرائيلية

د. ميساء المصري لم تعد سوريا، مسرحًا لمرحلة انتقالية تبحث عن استقرار، بل تحولت بسرعة إلى ساحة اختبار قاسٍ لمنطق إدارة الصراعات الذي تتقنه الولايات ...