د.محمد حبش
ألبرتو بيرالتا، بروفسور إسباني، وهو زميلي في الجامعة حيث يحاضر في كلية إدارة الأعمال وأحاضر في كلية القانون، ونحن نتصاحب كل اثنين وأربعاء في سيارة الجامعة لنلقي محاضراتنا في فرع العين في الجامعة، …..
اتفقنا أن نكسب الطريق وأعلمه العربية ويعلمني الإسبانية، على طريقة معلمي اسماعيل ياسين أبو معاذ تسلم لي عينه… .وهكذا كان..
سألته هذا الأسبوع هل يوجد في البرلمان الإسباني من يطالب بإقليم منفصل أو إدارة ذاتية في الباسك وكاتالونيا؟
نظر إلي ألبرتو مستغرباً وقال : بالطبع، هذا هو المكان الذي يجب أن نسمع فيه الصوت الآخر، وإذا لم يكن هذا الخلاف في البرلمان فأين؟
حزب استقلال كاتالونيا ERC لديه 6 نواب و7 سناتورز وعضو واحد في البرلمان الأوروبي
حزب معا من أجل كاتالونيا (JxCat) لديه 7 نواب و3 سناتورز و1 في البرلمان الأوروبي
حزب اتحاد الباسك (EH Bildu) لديه 6 نواب و5 سناتورز و1 في البرلمان الأوروبي
حزب الباسك القومي (EAJ/PNV) لديه 5 نواب و5 سناتورز و1 في البرلمان الأوروبي
هذه الأحزاب السياسية بنوابها الذين يقاربون خمسين نائباً وسناتوراً تنوس مطالبهم بين المطالبة بإدارة ذاتية أو اقليم فيدرالي أو استقلال كامل وحق تقرير المصير، في كاتالونيا أو الباسك.
ومع ذلك فكل هذه الحوارات تجري تحت سقف البرلمان الإسباني، ويقوم كل فريق بتقديم حججه وبراهينه لإقناع الآخرين بقوة موقفه، يتفقون في نقاط ويفشلون في أخرى، وفي النهاية يقرون بصيغ توافقيه تحظى بأغلبية مقنعة…
هذا هو شكل الحياة في العالم الديمقراطي فلا النواب يتهمون الدولة بالقمع والإرهاب، ولا الدولة تتهمهم بالخيانة والعمالة…
حين يتسع البرلمان السوري في دمشق لكل هذه الأصوات وينقل الحوارات إلى قبة البرلمان بدلاً من حواجز الاشتباك والسلاح فعندها فقط نكون قد مشينا في طريق كرامة إلى يوم القيامة…
(أخبار سوريا الوطن2-صفحة الكاتب)