| الحسكة- يونس خلف
صحيح أن أصحاب الشأن في الحسكة مستمرون في المتابعة والتنسيق سواء عبر الوسيط الروسي أو توفير الحلول الممكنة لمواجهة حرب العطش التي يتعرض لها الناس في الحسكة من أجل إيصال المياه من محطة علّوك إلى الأهالي وتخفيف معاناتهم، لكن الصحيح أيضاً أن المعاناة من حرمان المواطنين من المياه تتفاقم وآن الأوان لحلول إستراتيجية وسريعة لأن الأمر يتحول إلى كارثة مع تكرار قطع المياه عن مدينة الحسكة وضواحيها.
نعم هناك جهود كبيرة تبذل وحرص من الأصدقاء الروس على مساعدة الجهات الحكومية في تأمين مياه الشرب لمليون مواطن في مدينة الحسكة وريفها الغربي لكن إلى متى تستمر هذه الجريمة التي ترتكبها قوات المحتل التركي بحق ما يزيد على مليون سوري من المواطنين الأبرياء من سكان مدينة الحسكة المحرومين من مياه الشرب منذ أكثر من ٢٠ يوماً بعد أن قطع الأتراك والمرتزقة الموالون لهم مياه الشرب من المحطات الرئيسة كوسيلة ابتزاز وضغط على الأهالي لإجبارهم على النزوح من قراهم ومنازلهم.
لقد تكرر كثيراً استهداف محطة الضخ في علوك وهذا يعني أنه حتى إذا تم الضخ في الأيام المقبلة فإن أي تشغيل لمحطة علوك من دون وجود دائم لعمال مؤسسة المياه الحكومية لا معنى له وأن المشكلة مستمرة من دون أي حلول وبالتالي الحل الوحيد هو تحييد محطة مياه علوك وإيجاد آلية تضمن تدفق المياه منها على مدار الساعة.
لقد أصبحت المعاناة كبيرة وتتفاقم كل يوم والجميع يدرك أن الحياة بلا مياه مستحيلة ورغم ذلك يشهد العالم كله مأساة نحو مليون مواطن من مدينة الحسكة وتل تمر وعشرات القرى التي تعتمد على المصدر المائي الوحيد الذي يستهدفه باستمرار النظام التركي ومرتزقته من دون أن يفعل أحد من دعاة الدفاع عن الإنسانية أي شيء ولو أضعف الإيمان بأن يلقي بياناً أو كلمة تدين هذه الجريمة المستمرة.
لا بديل
مدير عام مؤسسة المياه في محافظة الحسكة محمود العكلة أوضح لـ«الوطن» أن تأخر ضخ المياه من محطة آبار علوك إلى مدينة الحسكة سببه استمرار المحتل التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية المسلحة بالاعتداء على خط التيار الكهربائي المغذي لمحطة آبار علوك حيث تقوم تلك التنظيمات بسرقة الكهرباء الواصلة من محطة كهرباء الدرباسية إلى محطة علوك ما يؤدي إلى حصول عمليات فصل متكرر للتيار الكهربائي وكذلك الاعتداء على خطوط جر المياه الممتدة من علوك إلى مدينة الحسكة الواقعة ضمن سيطرة المحتل التركي وأن الجانب التركي يستخدم محطة مياه علوك لابتزاز المواطنين من خلال حرمانهم من مياه الشرب.
وبين مدير عام المياه أن كل ما يقال عن مشروع بديل لتوفير المياه من الحمة والحلول الأخرى ليس ممكناً ولا يمكن أن يتوافر اليوم أي حل بديل من محطة علوك الرئيسة التي يسيطر عليها الأتراك وأن الحل الوحيد لتجاوز الكارثة المرتقبة من العطش ومن الأمراض المحتملة نتيجة استخدام آبار بدائية ومياه من مصادر لا تخضع للتحليل والتعقيم هو طرد مرتزقة النظام التركي من موقع محطة علوك وتشغيلها من عمال مؤسسة المياه وتحييد محطة علوك عن أي صراع عسكري تجنباً لكارثة بحق الإنسانية يتضرر اليوم منها سكان مدينة بالكامل.
أهالي الحسكة الذين عبروا عن معاناتهم وغضبهم مرات عديدة عبر الوقفات الاحتجاجية يتساءلون اليوم عن عجز المجتمع الدولي عن تحييد القضايا الإنسانية عن الصراع العسكري في سورية حيث تستمر تداعيات هذا الصراع بكل ما تحمله من قساوة على المواطنين ويتم حرمان نحو مليون مدني في محافظة الحسكة من المياه ليعيشوا معاناة يومية خلال سعيهم إلى تأمين مياه الشرب والمال لشرائها، الأمر الذي يزيد من تدهور الواقع المعيشي للمواطنين يوماً بعد يوم، حيث أصبح تأمين مياه الشرب الشغل الشاغل للمواطنين الذين يسعون إلى تأمين المال والصهريج لتعبئة المياه وأصبح الجميع يتقشف بشكل كبير في استهلاك المياه لصعوبة تأمينها وتكلفتها المرتفعة ومعظمهم يعتمد على مياه الآبار التي حفرها بعض السكان في الأحياء للاستخدامات المنزلية من غسل وتنظيف وغيرهما فيما يشترون مياه الشرب من الصهاريج الجوالة، وباتت مظاهر الأطفال والنساء والرجال، وهم يحملون غالونات فارغة ويقومون بتعبئتها من الخزانات الموجودة في الأحياء التي وضعتها منظمات إنسانية من المشاهد الاعتيادية، وخلاصة القول إنه بسلاح العطش وقطع المياه يهدد النظام التركي حياة مليون مواطن سوري في الحسكة.
سيرياهوم نيوز3- الوطن