حسين صقر:
«كل ما دق الكوز بالجرة» يحمل المجتمع المسؤوليات للمرأة، وخاصة عندما يكون في البيت إخفاق أو سقوط أو حتى انحراف، حيث يسجل النجاح وأسبابه للرجل، وكل ما جاء مغايراً لذلك يدون في صحيفة المرأة.
إحدى المشكلات التي تواجه المرأة أو ربة المنزل، المراهقة التي يعيشها الزوج سواء في سن مبكرة أو متأخرة، وخروجه عن عشّ الزوجية تحت مسميات مختلفة، « النزوات أو العلاقة العابرة أو ما هنالك من تسميات» ومن بينها ما يعلنه، وفي مقلب آخر يحرص على أن يبقى سراً، وفي كلا الأمرين يحمل السواد الأعظم من الناس المسؤولية للزوجة، ويتهمونها بالإهمال والتقصير وما هنالك من اتهامات أخرى، قد لا تكون في أحيان كثيرة مسؤولة عنها، إنما فقط الزوج أراد أن يجدد «شبابه ونشاطه»، ويعيش لفترة تطول أو تقصر مع إحداهن، ممن يدعي أنه وجد ضالته معها، ليفاجأ بعد فترة قصيرة أنه يعيش وهماً.
سبق السيف العذل
السيدة «ر.س» تروي أنها شعرت لفترة قصيرة أن زوجها تغير حاله، وأصبح متقلب المزاج، وقد ارتبطت حالته النفسية بالرسالة النصية أو الواردة عبر مواقع التواصل، وبدت تراه يهتم بنفسه أكثر من اللازم كأن اعتاد حلاقة ذقنه يومياً، في الوقت الذي كانت تطول فيه أياماً وهو لا يهتم لذلك، كما أصبح ينتقي أجمل الثياب ويضع أفضل العطور ويخرج منذ الصباح، ولا يعود إلا لوقت متأخر، وهنا قررت مراقبته، إلى أن خرجت خلفه ذات يوم وعرفت أنه سلك طريقاً غير المعتاد، حتى عرفت البناء الذي دخله، وتكرر ذلك لأيام حتى لا تظلمه، وفي يوم بساعته وتاريخه قررت تعقبه حتى المنزل الذي دخله، لتفاجأ بأنه قد تزوج عليها وهو يقطن مع زوجته الثانية في تلك الشقة، وعندما افتضح الأمر سألت وأجيبت وأخفت، لكنها حاولت كتمان ما عرفته، حتى بدأ الآخرون ممن حولها يحملها المسؤولية عما حدث، ولم تستطع تحمل الأمر حتى تكلمت عما حصل معها في المنزل مؤخراً، وكيف كان يعاملها بعصبية كي يجد حجة للخروج من المنزل، ولكن سبق السيف العذل وكان ما كان ووقعت في قفص الاتهام بأنها هي من سببت بخروجه من المنزل إلى امرأة أخرى.
إخفاء الفعل
من ناحيتها روت «م. ص» أن زوجها لم يتغير البتة، وعلى العكس بدأ يهتم بها أكثر من اللازم، فاستغربت الأمر، وحاولت مراراً وتكراراً معرفة ما يدور في خلده، لكن دون جدوى، وكانت معاملته معها ولا أفضل، حتى لاحظ الأولاد ذلك، وأضحوا يعلقون على الأمر بأن والدهم يعيش فترة الخطبة والتي يتخللها العشق والغرام مع والدتهم، وسرهم الأمر أكثر، وهو يحاول إخفاء الفعل مرة تلو المرة، إلى أن سمعت الزوجة ذات مرة الزوج صدفة يجري مكالمة تخللتها بعض الكلمات التي أثارت خلالها حفيظتها، وساورها الشك بأن تلك المعاملة ليست لله، وبدأت تراقبه وهاتفه، واستعانت بصديقة لها كانت تعاني من ممارسات زوجها، والتي أشارت لها بتركيب جهاز صوت صغير على السرير، وأصبحت تتقصد تركه لحجة ما وتخرج إلى الغرفة الثانية لسماع الأحاديث والتسجيلات الصوتية. وذات يوم واجهته بكل ذلك حتى أقر لها بما يحصل إذ تعرف على فتاة في الأربعين من عمرها ويبادلها الأحاسيس، وقد وصل معها إلى مرحلة متقدمة في العلاقة وينويان الزواج، وكالعادة عندما كشف الأمر بدأ أهل وأصدقاء الزوجة يوجهون لها أصابع الاتهامات لها بأنها المقصرة بحق زوجها وأولادها، ولولا ذلك لما بحث هذا الزوج عن أحد خارج المنزل، وتحملت المرأة عناء الحديث وكل ما يُقال.
لا أعلم السبب
من جهة ثانية قال « ق. د» الذي خاض علاقة مع إحدى زميلاته في العمل: لا أعلم الدافع الذي جعلني في هذا الموقف، علماً أن زوجتي لم تقصر في واجباتها نحوي، وكنت في كل مرة أبحث عن سبب حتى أخفف عن نفسي أو أضع مبررات لذلك، إلا أنني أخفق في كل مرة، وهكذا حتى عدت إلى منزلي، ولكن لم تعد المياه إلى مجاريها، لأنها شعرت بجرح في مشاعرها.
رأي علم النفس
وفي هذا السياق تؤكد الاختصاصية بعلم النفس سما الجناني أن من الأسباب التي يلجأ إليها الرجل لخيانة زوجته قلة ثقته بنفسه، حيث يسعى لإثبات ذاته والشعور بأنه لا يزال مرغوباً من قبل النساء، لأنه يحب الإطراءات ويصدقها وينجذب لقائلتها بسرعة، فعندما يحصل على مجاملة من زميلته في العمل أو أي فتاة في الشارع أو أي مكان آخر، يصل لمرحلة متقدمة من الغرور. وأضافت كي لا نجلد الرجل، هناك بعض الحالات التي يخون فيها الرجل زوجته، وهي قلة الاهتمام به وبنفسه وأحياناً قد تكون الزوجة عصبية أو تتصف ببعض الصفات غير المحببة، لذا يلجأ للبحث خارج منزله عن فتاة تسعده أو تزرع في داخله الراحة والسكينة، ومنهم من يجد ذلك مهرباً للخروج من بعض الظروف التي تواجهه مع زوجته كالمرض أو تدخل الأهل في حياتها والحديث يطول.
سيرياهوم نيوز ٣_سانا