يمن سليمان عباس:
لم يكن السوريون يوماً ما خارج قدرة تفجير الطاقات التي تجعلهم قادرين على تحويل كل شيء حولهم إلى أسلوب حياة وجمال ومادة للعمل الذي ينجز ومن ثم يتحدث ..
دجنوا كل شيء أليسوا أول من اخترع الحرف واللون والنوتة الموسيقية وكانوا أول من زرع القمح؟
فهل يتركون الحجر الذي يحيط بهم من كل حدب وصوب… نحتوا في الصخور بيوتاً ما زالت ندية جميلة تسمى بالعامية الساحلية (النواغيص ) وهي تحريف بسيط لكلمة نواوويس ..
ومن الطبيعي أن يعملوا على تطويع الحجر ليكون أدوات تساعدهم في إعداد الكثير من مفردات حياتهم اليومية ومنها طحن القمح وهرسه وما زالت الكثير من الأدوات شامخة تتحدى الزمن.
لكن أكثرها بقاء واستخداماً ما يسمى الجرن الحجري الذي تدق فيه الحبوب من قمح وغيره ..
جرن حجري ما زال صامداً أمام أحد المنازل يعود للعمل من جديد ..تعود حكاياه تروى ..حجر يعانق حبات القمح بدأ موسم حصادها ودقها لتكون طعاما من لون آخر…إنها إرادة الحياة تجدد مفرداتها ومهما تطورت تكنولوجيا الآخر فلنا ما هو أجمل منها لأنه حكايا الأمل والعمل ومع دقة الجرن ثمة قصة وتنهيدة ورواية قد تموت ولا نعرفها وقد تفيض من صدر صاحبتها لتسكن صدراً آخر..
ومن غيرنا جعل الحجر يورق ويحكي ..يفرح ويحزن ..مع كل حجر دمعة وابتسامة إنها جدليتنا التي ستبقى ما بقينا.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة