آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » حَماقَاتُ أَعْمارِنا التالِفةْ!.

حَماقَاتُ أَعْمارِنا التالِفةْ!.

 

أحمد يوسف داود

 

دَعونا لانَختَلفْ، كَثيراً أَوْ قَليلاً، بِشأْنِ حَماقاتِ أعْمارِنا، فما نَحنُ إلّا (دُمىً مِمّا يُشبِهُ الخِرَقْ)، حيثُ نَتَراقَصُ دائِماً بَينَ الأَباطيلِ في سائِرِ الوُعودِ التي حَفِلتْ بِها هذهِ الأَعمارْ، وكنّا نَدّعي دائِماً أنَّنا (طائِرونَ!) منَ شِدّةِ الفَرحِ والسَّعادَةْ: في خِفَّةٍ كخِفَّةِ الغُبارِ الذي تَتلاعَبُ بهِ ريحٌ، أو تَحمِلُنا إلَيهِ “بَقايا تّفاهاتٍ” منْ أَحلامِنا الغَبيّةِ الخائِبةْ!.

دَعونا لانَختَلِفْ كثيراً إذاً: فمُنذُ دَهرٍ ونَحنُ نّدّعي أنّنا (نَصنعُ التّاريخْ!)، لكنَّ هذا (التّاريخَ الأَعْمى) لم يَلتَفِتْ مَرّةً لِيَسألَنا: (مَنْ نَكونْ؟!).. بلْ كانَ يَكتَفي دائماً بأنْ يَمُدَّ لَنا “لِسانَهُ!” بكثيرٍ مِنَ السُّخرِيَةِ، عَبرَ ثُقوبِهِ السَّوداءْ!.

دَعونا لانَختلِفْ – نَحنُ أبطالَ كلِّ تِلكَ الأكاذيبِ الحُرّةِ المَهيبَةِ، في كُلِّ المَيادينْ – فيما نَحنُ نَتآكَلُ مِثلَ المَساميرِ في الصَّدأْ، لكِنّنا لانَستَطيعُ أَبَداً إلّا أنْ نُعلِنَ الوَلاءَ لِمَنْ (وَهَبونا!) نِعْمةَ الخُروجِ: كأنّنا الهارِبونَ منْ (وَجهِ الحِسابِ القويِّ الفادِحِ لِلحَياةْ)، حَيثُ هوَ سَيقبِضُ عَلَينا متى شاءْ!.

وإذاً، إنَّهُ ليس لنا أنْ نَتَوقّفَ – ولَوْ قَليلاً – لكَي نَتَساءَلَ، بلا أَيِّ (ادِّعاءٍ لِلذّكاءْ!): عن ماضينا الّذي (تَفقَّسَ!) مِنهُ حاضِرُنا!. – مثلما سوفَ “يَتَفقَّسُ!” منْ (هذا الحاضِرِ!) مانَزعَمُ أنّهُ (مُستَقبَلُنا!)، وأَنّنا نحنُ مَنْ قد (صَنعْناهْ)!.

لَقد كِدْنا نَزعَمُ – بِلا داعٍ لِأيّةِ مَزاعِمَ! – أَنَّنا قد بَلَغْنا “سِدرَةَ المُنتَهى” في الصَّفاءِ العامِّ الذي يَجعَلُنا قَريبينَ منْ (سُدرَةِ مُنتَهى الحِكمَةِ)، حَيثُ لانَقاءَ فَوقَ نَقاءِ (صَمْتِنا، ونَقاءِ قَبولِنا بكُلِّ المَراراتِ الحُرَّةِ التي نبتَلعُها راضينَ مَرضيّينْ!)، أَولَيسَتْ هذهِ هيَ “سِدرَةُ مُنْتَهى الحِكمَةِ” التي نَحنُ (سَدَنَتُها) مادامَ فينا عِرقٌ يَنبِضْ؟!.

بالنِّسبةِ لي كرَجُلٍ يُقَدِّرُ جَيِّداً أَهمّيَّةَ الإِجابَةِ هُنا، في ظِلِّ (ظروفِنا العَصيبَةِ الآنْ)، لاأَرى أنّني أَملِكُ أَيةَ إِجابةٍ خاصَّةْ، فعلى أَبوابِ انهاءِ التّاسِعةِ والسَّبعينَ رُبّما لاقيمَةَ لإجابَتي مهما تَكُنْ هامّةً وقابلَةً للتّطبيقْ!.

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...