آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » خارطة الانتشار الأميركية شرقاً: واشنطن تحصّن قواعدها

خارطة الانتشار الأميركية شرقاً: واشنطن تحصّن قواعدها

محمود عبد اللطيف

 

تبدو التصريحات التي أطلقها أخيراً رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارك ميلي، والتي حصر فيها عدد جنود بلاده المتواجدين في سوريا بمئة فقط، مجافيةً للواقع، وغير متّفقة مع حجم التحرّك الأميركي الذي تشهده المناطق الشرقية من البلاد. وفي هذا الإطار، تُقدّر مصادر كردية، في حديث إلى «الأخبار»، تعداد القوّات الأميركية في سوريا بما لا يقلّ عن 1000 عنصر، موضحةً أن القواعد القائمة في كلّ من المالكية ورميلان وهيمو وقسرك والمدينة الرياضية في الحسكة والشدادي، تحتاج إلى أكثر من الرقم المصرَّح عنه من قِبَل ميلي لحراستها فقط، ناهيك عن طواقم المروحيّات والطيران المسيّر. وتشير المصادر إلى أن الأميركيين يتواجدون أيضاً في حقول العمر وكونوكو والتنف في ريف دير الزور ضمن قواعد يمكن وصفها بـ«الكبيرة»، تحتوي على مجموعات برّية مزوَّدة بعربات مصفّحة وعربات مدرّعة من طراز «برادلي»، وأخرى تنفّذ تدريبات مستمرّة على إطلاق قذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ نحو أهداف تدريبية في البادية الشمالية لدير الزور، ومروحيات مقاتلة وأخرى مخصَّصة لنقل الجنود تنفّذ عمليات إنزال جوّي بين الحين والآخر في الشرق، فضلاً عن وجود مدرج للطيران المسيّر في حقل العمر وُسِّع أخيراً ليستقبل طيران الشحن، كما هو الحال في قاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي. وإذا أضيفَ إلى ما تَقدّم، تعداد القوّات التي تحتاج إليها واشنطن لتنفيذ نيّتها بالعودة إلى محافظة الرقة من خلال مقرّ «الفرقة 17» الواقعة شمال المدينة، وتعداد القوّات المنتشرة في قاعدة التنف، يصبح حديث ميلي غير ذي صِلة تماماً.

 

في سياق متّصل، أفادت مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن «محيط القواعد الأميركية المنتشرة في ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي والشرقي، شهد زيادة في عدد الدوريّات الأميركية، ونقاط الحراسة التابعة لـ”قسد” في الطوقَين الثاني والثالث حول هذه القواعد»، مبيّنةً أن «قسد شدّدت من عملية الرقابة على الطرقات، وبدأت تسيير دوريات ليلية بكثافة غير مسبوقة، بعدما كانت دوريّاتها تتجنّب الحركة ليلاً خشية من العمليات التي تُنفَّذ ضدّها». وتَعتبر المصادر أن «الحَراك الحثيث الذي تشهده أخيراً القواعد الأميركية، من عمليات نقل للمعدّات العسكرية والتعزيزات اللوجستية وغيرها، يؤكد وجود مخاوف من تصاعُد هجمات فصائل المقاومة المساندة للجيش السوري ضدّ تلك القواعد». وفي هذا الإطار، كان لاستهداف قاعدة حقل العمر بصاروخَين من عيار 107 ملم، ليل الإثنين الماضي، مفاعيله المباشرة في الميدان، حيث تَحرّكت مجموعة من الدوريات في محيط الحقل بعد ثبوت إطلاق الصاروخَين من مناطق تسيطر عليها «قسد»، فيما عُلم أن القيادات الكردية دُعيت صباح الثلاثاء إلى اجتماع في القاعدة المذكورة، وتلقّت لوماً أميركياً نتيجة تكرار فشلها في ضبط الخلايا التي تنشط شرقيّ الفرات.

ad

 

وبلغ عدد العمليات التي استهدفت القواعد الأميركية، منذ بداية العام الحالي، 6 ضربات، 4 منها طاولت «العمر»، وواحدة «كونوكو»، وأخرى «الشدادي». كما تشير إحصائيات اطّلعت عليها «الأخبار»، إلى أن الرُّبع الأخير من العام الماضي شهد 12 عملية أو محاولة استهداف، 10 منها شرق دير الزور، و2 جنوب الحسكة. كذلك، تتحدّث وسائل الإعلام الأميركية عن انتشار بطّاريات صواريخ مضادّة للطيران، ورادارات متعدّدة الإمكانات في محيط قاعدة التنف، ومناطق أخرى من سوريا، في إطار ما تُسمّيه محاولات إيران «بناء منظومة إنذار مبكر»، معتمِدةً في هذا على صور لعربات عسكرية تنتشر في مناطق صحراوية، لم تحصل «الأخبار» على تأكيد لصحّتها. وتأتي هذه التقارير بعد ورود معلومات عن احتمالية قيام إيران بتزويد سوريا بصواريخ مضادّة للطيران، وتحديداً منظومة «خرداد 15»، وهو ما لم يؤكّده أيّ من البلدَين رسمياً.

ad

 

وبالعودة إلى حديث المصادر الكردية، فهي تكشف أنه في أعقاب زيارة ميلي لشمال شرقي سوريا، والتي لم يلتقِ خلالها أيّاً من القيادات الكردية، تلقّى قائد «قسد»، مظلوم عبدي، توصيات أميركية بتعزيز نقاط الحراسة في محيط القواعد الأميركية، والتعجيل في إخلاء المنازل المدنية القريبة من تلك النقاط كونها تُشكّل نقطة ضعف في عملية التأمين من وجهة نظر الأميركيين، ومن ثمّ التحضير لنقل سجناء خطيرين من «سجن الصناعة»، ولاحقاً من «السجن المركزي»، وكلاهما في مدينة الحسكة، إلى «سجن الشدادي» الذي يخضع في جزئه الأساسي لسيطرة الأميركيين بشكل مباشر، وهو ما جرى بالفعل في خلال الأيام القليلة الماضية. كما تربط المصادر بين خطوة إخلاء حيّ السكن الشبابي في الطرف الجنوبي من مدينة الحسكة، من سكّانه بقرار من «قسد»، وبين الرغبة الأميركية في تأمين قاعدة المدينة الرياضية المجاورة، في ظلّ حديث عن احتمالية توسيع الوجود الأميركي في هذه النقطة، والتحضير لإنشاء مدرج للطيران المسيّر فيها.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخيام تدافع ولا تسقط… و59 شهيداً في مجازر في بعلبك – الهرمل

        واصل جيش العدو تركيز هجومه البرّي في الأيام الأخيرة على محورين رئيسيّين، باتجاه مدينة الخيام في القطاع الشرقي، وبلدتي شمع – ...