*كتب:معد عيسى
بدا التجار بشراء محصول التبغ من المزارعين في وقت ينتظر به المزارعون ان تعلن مؤسسة التبغ عن رفع أسعار استلام التبغ من المزارعين في ظل ارتفاع الأسعار وكلفة الإنتاج والذي تأخر لمصلحة التاجر .
التاخير في الإعلان عن رفع الأسعار يجعل المزارع يبيع انتاجه للتاجر وبالسعر الذي يفرضه تحت ضغط حاجته لتأمين متطلبات حياته اليومية ، ويؤدي كذلك إلى خسارة مؤسسة التبغ للنوعيات والأصناف الجيدة من التبغ التي يشتريها التاجر من المزارع .
اعلان الأسعار الجديدة يصب في مصلحة المؤسسة والمزارع معا ، لأن الأسعار المناسبة تضمن تسليم الإنتاج للمؤسسة وكذلك تضمن اسعار مناسبة للمزارع وحتى لو باع إنتاجه للتاجر الذي سيضطر لرفع السعر كي يبيعه المزارع فيستفيد المزارع .
التبغ محصول مهم في تأمين مورد للخزينة ولكن لا بد من تحديد الاصناف المناسبة أكثر وتحديد المساحات والجغرافيا التي ستزرع بها وعدم ترك الأمر يتمدد على مساحات خصبة ومناسبة لزراعات أكثر أهمية للمواطن ، وما نشهده من تمدد وتوسع في زراعة التبغ في سهل الغاب وحوران سيكون له آثارا سلبية على إنتاج المحاصيل الأخرى كما سيؤثر على المزارعين في مناطق إنتاج التبغ الأساسية والذين لا تصلح مناطقهم الزراعات أخرى.
ان ننتج كميات كبيرة من التبغ ولانقوم بتصنيعها بشكل جيد فهذه مشكلة ، وأن نترك هذه الزراعة تتمدد على مناطق زراعات أخرى فهي مشكلة اكبر ، والمشكلة الأكبر ان نحاصر ونضيق على هذه الزراعة في الجبال لأن آلاف العائلات تعتمد على زراعة التبغ فقط كون الأرض في هذه المناطق لا تصلح لزراعة محاصيل أخرى لطبيعتها وعدم امكانية الرعي والاعتماد على الأمطار فقط لصغر الحيازات الزراعية كذلك ، اما المناطق الأخرى كما في حوران وسهل الغاب فهي تصلح لزراعة كل المحاصيل و بانتاجية عالية .
(سيرياهوم نيوز-الثورة9-8-2020)