د.ريم حرفوش
علق لي مشانقاً على ناصية كل شارع جمعنا ذات عشق ..
على سلم بيتك وضعوا مصائد لأقدامي ..
أغلقوا كل المنافذ إليك ..
و حيث عانق الضباب رائحة عطرك علقوا نعوتي ..
لم تسأل عن سبب الغياب ..
وأنا ماعدت أهتم ثانية بالوصال ..
وحدي كالكناري في قفص ..
فتحوا الباب ووجهوا بنادقهم لرأسه الصغير ..
استلقى مذعوراً متظاهراً بالموت ..
توقف عن التغريد فالرعب اغتال حنجرته ..
بقيت قطة جارتنا العجوز تشاكسه بلا أمل ..
لنحاصرها بضحكاتنا الشريرة هازئين ..
والجدة تصرخ وتلوّح مهددة بعكازها ..
يُحكى أنها لكثرة البكاء فقدت الذاكرة ..
الخط ياخالة خارج الخدمة ..
ضاع الأولاد مابين الحرب والغربة ..
يوم منعتنا أمي من النوم في الفراش ..
فأقدامنا الحافية كانت غارقة بالدماء ..
لكثرة ماركضنا نتفحص واجهات المحلات الملونة كقوس قزح ..
بكت نور على الحذاء الأحمر الجميل ..
صاحب المحل طلب الشرطة
هربنا من هذا العدو الغاشم الذي اغتصب أحلامنا ..
عدنا نمضغ دموعنا .. ولم تسكت نور ..
في الصباح الباكر ..
سرقتُ من واجهة الوطن المتلألئة ..
حلوى وخبز وحذاءً لنور ..
كتبت للبائع أنت بلا كرامة ..
حملت زوادة القهر ودموع نور و ابتلعني العتم ..
تصدرت الصحف والجرائد الرسمية ..
اتهموني بكل السرقات في الوطن ..
علقوا لي المشانق على ناصية كل شارع جمعنا ذات عشق ..
أتابع الرحيل في الضباب ..
عطرك .. جداً بعيد ..
والمنافذ إليك مغلقة ..
ذات حرب ..
لم تعد أنت ..
لم تعد نور ..
ولا حتى الوطن …………
(اخبار سوريا الوطن 2-الكاتبة)