باريس:عدنان عزام
التقى بعد ظهر امس عدد من كبار الخبراء المختصين و العارفين بمنطقة الشرق الأوسط في جادة سان جيرمان وسط باريس و شارك آخرون عبر تقنيات الإنترنت لبحث ما يجري على الساحة السورية .
ادار الجلسة الجنرال جوفر و طرح سؤالا واحدا :
لماذا هذا التوقيت لعودة أمريكا المدوية إلى سورية ؟
وبعيدا عن لغة الخطابة قدم كل مشارك اجابته بلغة المعلومات و الارقام من حيث :
١ = الذهنية الغربية الاطلسية عبر التاريخ
٢ = حاجة الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا لفعل شيء في هذا التوقيت
و هذا هو بيت القصيد في هذا اللقاء
وبعد ساعتين من النقاش الجاد أضع بين أيديكم خلاصة ما توافق عليه المجتمعون :
* ما تفتعله أمريكا في سورية هو ضرورة وجودية للحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة لأن الانتخابات الرئاسية قد بدأت فعلا وكل الاستطلاعات المتوافرة تؤكد على كارثية النتائج للحزب الديمقراطي للأسباب التالية
١ – تشهد أمريكا و معها كل دول الحلف الاطلسي تقهقرا كبيرا على جبهات القتال في اوكرانيا بالرغم من الأموال الطائلة التي تدفعها لاوكرانيا والتي اصبحت تشكل عبئاً كبيراً على كاهل المواطنين في دول الحلف ( الأيام القادمة ستشهد العديد من الاضطرابات في أوروبا )
٢ – العامل المتعلق بشخص الرئيس جو بايدن و الذي يظهر في كثير من الأحيان بحالة غير متوازنة صحيا و عقليا و بالتالي يخسر ثقة المواطنين
٣ – زيادة حدة المنافسة مع الصين التي تقود بنجاح كبير حلف البريكس مما يزلزل عرش أمريكا
لذلك اصبح افتعال الازمات و الحروب هو الوسيلة الوحيدة للحزب الديمقراطي للخروج من محنته و هي الوسيلة التقليدية المعروفة عبر التاريخ و التي تتلخص بافتعال الأعداء الخارجيين لشد عصب الداخل
لماذا في سورية ؟
يقوم الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة بافتعال الازمات في أذربيجان و أرمينيا و لكن تركيزه الكبير على سورية لأن انتصاره في سورية يحقق له العديد من الأهداف بان واحد منها:
*استنهاض الهمم لدى المؤيدين للحزب
* قناعة الحزب بأنه يستطيع التأثير في هذه المنطقة لوجود العديد من أصدقائه( الكيان الصهيوني-تركيا …. العديد من المكونات الدينية و العرقية التي تعود على خداعها عبر التاريخ و التي يقوم بتجييشها ضد الوجود الايراني و الروسي في سورية)
*يستطيع أن يخرب المشروع الصيني الكبير أي الحزام و الطريق و منعه من الوصول إلى حوض البحر الأبيض المتوسط
لهذا يحاول التأثير بكل ما يجري في سورية و لبنان و العراق و يتواصل مع شخصيات فاعلة ليثير البلبلة في المجتمع السوري عبر عشرات المختصين ( بالثورات الملونة ) التي بدأها في جورجيا قبل سنين عديدة و من خلال السفارة الافتراضية الكبيرة التي أحدثها في سورية للتواصل و التأثير بمجريات الأحداث
اعرب المجتمعون عن تعاطفهم مع الجمهورية العربية السورية و أنها ليست وحيدة في هذه المعركة كما نوهوا إلى أن أمريكا تتخلى عن المجموعات و الدول التي تسير في فلكها بمجرد تحقيق اهدافها دون الأخذ بالمصالح الوطنية لهذه المجموعات و الدول
وبينوا بالارقام أن القدرات العسكرية و الإقتصادية التي تتمتع بها الدول المؤيدة لسورية اكبر من قدرات الولايات المتحدة الأمريكية
هذا مختصر ما جاء في اللقاء و قد كلفني الحاضرون بنقله إلى الشعب السوري ..فلا “تحجوا” إلى امريكا و الناس عائدون منها فارغوا الوفاض والوجدان
(سيرياهوم نيوز4)