طالب خبراء مصريون الدول العربية كلها بطرد سفراء إسرائيل من أراضيها ، وفرض عزلة عليها جزاء على ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
الكاتبة سكينة فؤاد قالت إنها كانت تمنت أن تكون الإرادة العربية قادرة على أن تتخذ من مؤتمر السلام وموقف مصر القوى وبيانها الصادر من رئاسة الجمهورية الحاسم والقاطع، فى رفض دعاوى تصفية القضية أو الإخلاء القسرى لأبناء غزة أو الإبادة الجماعية، فرصة تاريخية لتصحيح مسار القضية الفلسطينية وإيقاف عبث واستهانة وتفريط فى حقوق الشعب الفلسطينى امتد لأكثر من 75 عاما برفض وجود ممثلين للكيان الصهيونى فى البلاد العربية، ورفض جميع أشكال التطبيع التى أقيمت معهم وجعل جرائمهم واستهانتهم بأكثر من ألف قرار دولى يعترف ويقر بحقوق الفلسطينيين وحقهم فى إقامة دولتهم المستقلة فوق مجمل الاراضى، التى احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، سياجا عازلا للكيان الاستعمارى الاستيطانى برفض وقطع جميع العلاقات معهم.
وتساءلت سكينة فؤاد في مقالها اليوم بصحيفة الأهرام” العرب وتخاريف جولدا الإجرامية”: “ما رأى حكام العرب فى المخطط الصهيونى الذى يفتحون به بلادهم لاحتضان رموزه وقادته ويقيمون المعابد على أرضهم ليصلى ويتعبد فيها الحاخامات الصهاينة، وبقاء سفرائها والتطبيع معها والإذعان للضغوط الأمريكية الشريكة بالكامل للكيان الصهيونى فى كل ما ارتكبه فى فلسطين طوال 75 عاما، ووصولا إلى ما يرتكب فى غزة الآن وبما يجعلنى أتذكر تحذيرات الرؤساء الأمريكيين الأوائل أمثال جورج واشنطن وبنيامين فرانكلين من مخاطر الهيمنة اليهودية على الحياة الأمريكية، وفى تحذير لواشنطن عام 1788 قال: من المؤسف أن الدولة لم تطهر أراضيها من هذه الحشرات رغم علمها ومعرفتها بحقيقتهم إنهم يعملون ضدنا بشكل أكثر فعالية مما تفعله جيوش العدو، فهم أخطر منه مائة مرة على حرياتنا وقضايانا، وأنه من المحزن جدا أننا لم نقم بملاحقتهم منذ أمد بعيد باعتبارهم آفة على المجتمع.. بينما قال الرئيس فرانكلين فى مؤتمر اعلان الدستور 1789: (هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة، وذلك هو الخطر اليهودى، فحيث يستقر اليهود نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب ويزعزعون الخلق التجارى الشريف، إنهم يكونون حكومة داخل الحكومة وحينما يجدون معارضة من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة ماليا ، ومنذ 1700 سنة وهم يندبون مصيرهم لا لشىء إلا لادعائهم أنهم طردوا من الوطن الأم (فلسطين)، ولكن تأكدوا أيها السادة أننا اذا أعدناهم إلى فلسطين فسيجدون الكثير من المبررات لعدم العودة إليها أو الاكتفاء بها لماذا؟ لأنهم مثل الطفيليات التى لا تعيش على نفسها، فلابد لهم أن يعيشوا ويتغذوا ويقضوا على من ليسوا من جنسهم).. وصدقت توقعات الرؤساء المؤسسين للولايات المتحدة وتحول من جاء بعدهم من رؤساء إلى كرة بين أقدام اليهود الذين أصبحوا يحكمون الإعلام والاقتصاد الأمريكى وخير مثال يقدمه الرئيس الحالى بايدن وهو يقول إنه لو لم توجد إسرائيل لأوجدناها وأنه ليس يهوديا ولكن صهيونيا، وجاء إلى إسرائيل يهرول لدعم جرائمها فى غزة وأرسل الأساطيل والطائرات المقاتلة رغم كل ما تملكه وتنتجه إسرائيل من أسلحه دمار شامل .”.
واختتمت متسائلة: “ما رأى قيادات أمتنا وأين ذهب تاريخ الكرامة والأصالة والسيوف المجلجلة وكل ما يملأ أغانينا من فخار وأمجاد وعظائم ما نهدد به كل من يهددون أمتنا .. متى ندرك أن من العار أن نعيش أسرى لإرادة الدول الاستعمارية الغربية التى يجب أن تحاسب على كل ما ارتكبت بحق أمتنا، وعلى رأسه زراعة الورم الاستيطانى للاحتلال الصهيونى فى أرضنا متى نستجمع ونشحذ مقومات وعناصر قوانا لفرض إرادتنا التى كان خير نموذج لها فى حرب السادس من أكتوبر عندما عبرت قواتنا ما أطلق عليه الصهاينة خط المستحيل وأفقدت جيش العدو الصهيونى توازنه فى 6 ساعات بدلا مما أطلقت عليه إسرائيل حرب الأيام الستة فلا يهزم عسكريا جيش عظيم فرض عليه ألا يقاتل كما حدث لقواتنا المسلحة 1967.
اخرجوا سفراء الورم الاستيطانى من بلادكم وأوقفوا جميع أشكال التطبيع التى تسمح لهم بأن يرتعوا وينشروا سمومهم وكراهيتهم فيها، وافرضوا عليهم حصارا وعزلة مثل ما فرضوه على أبناء فلسطين فى غزة وأثبتوا أن ما كانت تهذى به جولدا مائير لن يحدث أبدا وهو أن يأتى اليوم الذى يحكم فيه الصهاينة بلادكم .. بلاد العرب”.
من جهته قال السفير فوزي العشماوي إنه يشعر ببالغ الحزن والأسي وهو يشاهد المظاهرات والمسيرات الحاشدة في العواصم والمدن العالمية دعما وتأييدا لغزة وإستنكارا للعدوان الاسرائيلي الهمجي، في حين يلف الشوارع والميادين العربية صمت القبور، مشيرا إلى أن السبب ببساطة هو غياب فكرة السيادة للشعب ، الديمقراطية هي الحل، والاعتراف بسيادة الشعب كأساس للسلطة والتشريع هو بداية الطريق!
وندد العشماوي بجرائم إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أنه لم يسبق في أي حرب من الحروب أن قام أحد الجيوش باستهداف المستشفيات وتدميرها علي من فيها.
وقال إنه راعه خبر عاجل عن الهلال الاحمر بتهديد إسرائيل بإخلاء مستشفي القدس بغزة تمهيدا لضربها!
واختتم مؤكدا أن هذه جرائم حرب غير مسبوقة، وستظل تطارد اسرائيل الي الابد كما تمارس هي جلد العالم كله بجرائم النازي!
التشدد والاعتدال
في ذات السياق قال المحلل السياسي د.عمرو الشوبكي إنه لا أحد مطالب أن يتفق مع حماس ومع مشروعها السياسي والعقائدي، ولكن ليس مطلوبا أيضا أن يكون على أرضية الدعاية الإسرائيلية ويعتبر المشكلة في حماس وعمليتها في 7 اكتوبر، لأن السؤال الحقيقي ماذا فعلت إسرائيل مع خصوم حماس من قوي الاعتدال؟
وأضاف الشوبكي أن اتفاق أوسلو 1993 الذي جاء في أعقاب انتفاضة الحجارة المدنية والشعبية (1987) دمرته إسرائيل على مدار 30 عاما ببناء عشرات المستوطنات وزيادة أعداد المستوطنين ٧ مرات واعتقال آلاف الفلسطينيين وأضعاف السلطة الفلسطينية والقضاء على حل الدولتين.
وخلص إلى أن المدخل الصحيح ليس إجبار الناس أو حشرهم على أرضية مناقشة رفض التشدد والمقاومة المسلحة إنما بالإجابة عن سؤال من الذي قضي على مسار المقاومة السلمية والتسوية؟
وهنا ستصبح القضية ليس “تطرف”حماس إنما تطرف إسرائيل التي قضت على التسوية وحل الدولتين وظلمت وقتلت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينيين.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم