الزيتون السوري من أهم المحاصيل والمنتجات الغذائية على مستوى العالم وهناك طلب عالمي متزايد عليه.
وأكد المهندس باسم دوبا مدير زراعة اللاذقية لـ”تشرين” أن زيت الزيتون في الساحل لا يدخل فيه أي إضافات كيميائية وعلى رأس سلم جودة الزيوت في العالم، مبيناً أن عدد أشجار الزيتون في اللاذقية يتجاوز 10 ملايين شجرة مثمرة، حيث قارب إنتاج الموسم قبل الماضي 240 ألف طن، ما انعكس إيجاباً على الوضع المعيشي للمحافظة باعتبار موسم الزيتون يشكل مورداً لحوالي 50 ألف أسرة، إضافة لتأمين فرص عمل لآلاف العمال وتشغيل أكثر من 140 معصرة حديثة وسواها.
دوبا: تظهر المعاومة نتيجة ميل الزيتون إلى إعطاء النمو الخضري وسنة أخرى يميل إلى الإثمار وهو دائماً يعطي الإزهار على فروع السنة الماضية
وأشار دوبا إلى أن احتياجات شجرة الزيتون أقل من احتياجات التفاحيات واللوزيات والحمضيات والأكثر تأقلماً وانسجاماً مع البيئة السورية، وخاصة في المناطق المرتفعة من 200- 800 متر، إذ يمكن لشجرة الزيتون أن تعيش بمنطقة بعلية.
وعن الأصناف الأكثر ملاءمة للساحل السوري، أشار مدير الزراعة إلى “الخضيري، الدرملالي، الصوراني السكري”، موضحاً أن ظاهرة المعاومة وراثية تختلف من صنف لآخر، بل وحتى ضمن الصنف الواحد بحسب الإجراءات، إذ يمكن التخفيف من ظاهرة حدّة المعاومة من خلال تقديم الخدمات للشجرة بتأمين مستلزماتها لتكريس التوازن بين المجموع الجذري والمجموع الخضري الذي يؤدي إلى تنظيم عمليات النمو بشكل سنوي.
وأضاف دوبا: تظهر المعاومة نتيجة ميل الزيتون إلى إعطاء النمو الخضري وسنة أخرى يميل إلى الإثمار وهو دائماً يعطي الإزهار على فروع السنة الماضية، وإذا أمكن التدخل لهيكل النبات ليقدم نموّات جديدة كل سنة، يمكن أثناءها التخفيف من ظاهرة المعاومة، وهذا الإجراء يؤدي إلى إنتاج سنوي، ولكن تبقى الحدة والتباين في الإنتاج؟ أما العملية الأساسية فتتجسد بعمليات التقليم المدروس بآلية توجيه نمو النبات.
وأضاف: التقليم يؤدي لتأسيس توازن بين المجموع الخضري والمجموع الجذري، وأيضاً فإن إضافة المواد العضوية والأسمدة بحسب احتياج كل أرض، يؤدي لتوفير كل مستلزمات الإنتاج، ما يمكّن من تأمين فرص استمراريته وقدرة على إعطاء إزهار وإنتاج أكبر.
بدوره، أكد رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة المهندس عمران إبراهيم، أن الدراسات أثبتت أن الظروف المناخية المتوسطية، بالإضافة لعدد ساعات الشمس وطبيعة التربة، لها تأثير فعلي على نوعية الزيت، وأضاف: زراعة الزيتون مترافقة بتطور الحضارات بالمنطقة وكانت ولا تزال طقوس الحياة والزراعة والخدمات والمؤونة مرتبطة بالقمح والزيت.
وحسب إبراهيم، الزيتون هو سر من أسرار استدامة الحضارة في هذه المنطقة، فمن أدبيات المؤونة بالنسبة للزيت وبما يتلاءم مع طبيعة حمل الشجرة بشكل معلوم، يتم تخزين الزيت لعامين وكان إذا جاء العام التالي بإنتاج جيد يتم استبدال القديم بالجديد من الزيت، وإذا كان قليلاً تتم الاستفادة من المؤونة.
دواي: عمليات الخدمة المختلفة من ري وتسميد ومكافحة وتقليم تخفف من ظاهرة المعاومة لكن لا تلغيها
من جهته، أكد الدكتور فيصل دواي الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة تشرين أنه يمكن اتخاذ إجراءات عدة لتخفيف ظاهرة المعاومة التي تعد وراثية طبيعية لا يمكن إلغاؤها، ولكن يمكن التخفيف منها، شارحاً أنه إذا حدث ارتفاع في درجات الحرارة خلال شهر نيسان بفترة الإزهار، فإنه لا يحدث حمل، مبيناً أن الصفة الوراثية تتعلق بالصنف، فالخضيري (سنة إنتاج غزير والسنة التالية سنة إنتاج أقل) أما صنف الدرملالي ويسمى الدعيبلي، فيتصف بسنة إنتاج غزير وسنة بلا إنتاج، فالمعاومة هي صفة وراثية مرتبطة بالصنف.
وأوضح أن عمليات الخدمة المختلفة من ري وتسميد ومكافحة وتقليم، تخفف من ظاهرة المعاومة لكن لا تلغيها.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين