باحث ومتخصص في التكتونيات النشطة الجيولوجية، يقول إنّ مركز الزلزال الذي وقع في المغرب أمس لم يقع في المنطقة “الأكثر نشاطاً”، ويوضح أنّ حركة الزلزال في تركيا كانت أفقية (انزلاق أفقي للصفائح).
المغرب
9 أيلول 19:16
خبير جيولوجي: سيكون حتماً هزّات ارتدادية وحتى لو كانت أقل قوة لكنها يمكن أن تؤدّي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال (أ ف ب)
خبير جيولوجي: سيكون حتماً هزّات ارتدادية وحتى لو كانت أقل قوة لكنها يمكن أن تؤدّي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال (أ ف ب)
قال فيليب فيرنان، الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه، والمتخصّص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في المغرب، أنّ الزلزال القوي الذي ضرب المغرب وقع في منطقة “ليست الأكثر نشاطاً” في البلاد.
ووفق فيرنان، يُعدّ المغرب من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث؟ حيث كان زلزال أغادير (5,7 درجات عام 1960) قد دمّر المدينة بأكملها، وتسبّب في مقتل حوالى 15 ألف شخص. كذلك كان هناك زلزال الحسيمة (6,4 درجات عام 2004) الذي وقع في منطقة أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط.
أما مركز زلزال الأمس، فهو لا يقع في المنطقة “الأكثر نشاطاً” في المغرب، وفق الباحث فيرنان، حيث أنّ هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حدّ ما، ما يعني أنّ التشوّه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ أنّ هذا النوع من الزلازل هو الذي أدّى إلى صعود جبال الأطلس الكبير، بحسب الباحث في جامعة مونبلييه.
وعن احتمال وجود تشابه بين زلزال المغرب والزلزال الذي وقع في تركيا في شباط/فبراير الماضي، أوضح فيرنان، أنّ في تركيا، كانت هناك “حركة أفقية”، اذ أنّ تركيا تتحرّك بشكل أساسي باتجاه الغرب، أي أنها تتحرك نحو اليونان، مشيراً إلى أنّ هناك “انزلاق أفقي للصفائح”.
وتابع الخبير والباحث أنه “هنا في المغرب، نحن على نقطة التقاء بين أفريقيا وأوراسيا أو أيبيريا، الجزء الإسباني، وعلى الصدوع المتداخلة، حيث ترتفع تضاريس الأطلس الكبير على الجهة الأمامية إلى الشمال. لكننا لا نزال في سياق حدود الصفائح”.
وبالنسبة إلى عنف الزلزال الذي ضرب المغرب، أوضح فيرنان قائلاً: “علينا أن نرى مدى قوة الزلزال. لقد وصل إلى 6,8 أو 6,9 درجات، وهي قوة شديدة إلى حدّ ما. ومن الواضح أنّها تهزّ المنطقة بشكل كبير”.
وتابع: “ثم هناك العمق، ففي البداية تمّ الإعلان عن حوالى 25-30 كيلومتراً، ولكن يبدو أنه سيصل إلى حوالى 10 كيلومترات. فكلّما اقتربنا من السطح، كلّما كان تأثير التصدّع أكبر. لقد عايشنا ذلك في فرنسا في العام 2019 في منطقة تيل في أرديش (جنوب). كان زلزالاً صغيراً، لكن بما أنه وقع على عمق كيلومتر واحد، فقد أحدث اهتزازاً كبيراً”.
مواضيع متعلقة
زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب شمال المغرب
زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب شمال المغرب
7 كانون الثاني 16:17
العاهل المغربي: المغرب يمر بأصعب مرحلة منذ 30 عاماً بسبب الجفاف
العاهل المغربي: المغرب يمر بأصعب مرحلة منذ 30 عاماً بسبب الجفاف
14 تشرين اول 2022 20:05
ولكن هل يجب الخشية من الهزّات الارتدادية؟ يجزم فيرنان قائلاً: “سيكون هناك حتماً هزّات ارتدادية، وحتى لو كانت أقل قوة، فإنّها يمكن أن تؤدّي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال”، وفق ما يؤكد الخبير والباحث الجيولوجي.
وأوضح أنه “عادةً، هناك ميل للقول إنّ الهزّات الارتدادية تكون شدّتها منخفضة، مثل شقوق صغيرة. عليك أن تفكّر في الأمر على أنه شريط مطاطي كبير قمت بسحبه، وانكسرت قطعة منه. لكن في تركيا، أدّى زلزال إلى آخر”، لافتاً إلى أنه “يمكن أن يؤدّي التصدّع الأول، من خلال التأثير المتسلسل، إلى صدع آخر، ما يعني أنه يوجد أحياناً خطر حدوث زلزال أقوى بعد الزلزال الأول”.
وعن إمكانية التنبؤ بهذا النوع من الأحداث؟، أوضح الخبير والمتخصّص في التكتونيات النشطة أنه “لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأيّ شيء”، مضيفاً: “نحن نحاول تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة؛ ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضوياً، بحيث يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة ثم قد لا يحدث شيء لفترة طويلة”.
هذا وارتفعت الحصيلة الأولية للزلزال الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة السبت، بقوة سبع درجات على مقياس ريختر، إلى 1037 وفاة و1204 إصابات بينها 721 في حالة حرجة، بحسب وزارة الداخلية.
وجاء في بيان سابق لوزارة الداخلية المغربية: “في حصيلة للهزة الأرضية إلى حدود الساعة الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 9 أيلول/سبتمبر الجاري، 820 حالة وفاة و672 إصابة، من بينها 205 إصابات خطيرة”.
وأعلنت السلطات المغربية انطلاق عملية إيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال، مباشرة بعد وقوع هذه الهزة التي شعرت بها العديد من مدن المملكة.
وهزّ زلزال عنيف عدّة مدن مغربية، مساء أمس الجمعة. وقال رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي إن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب مراكش هو الأعنف منذ قرن.
ويذكر أنه في شهر شباط/فبراير الماضي، هزّ زلزال مدمر، قوته 7.8 درجات، وفق مقياس ريختر، مناطق في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، ووصلت ارتداداته إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر به السكان في لبنان والعراق ومصر. وأسفر الزلزال الذي كان مركزه مدينة كهرمان مرعش جنوبي تركيا، عن وفاة وإصابة عشرات الآلاف، وسقوط عدد كبير من المباني، وتضرر مرافق البنية التحتية.
سيرياهوم نيوز1-الميادين