أحمد حمادة
كثيرة هي الأطراف الدولية التي تنخدع بسياسات أميركا، التي طالما تدّعي سعيها إلى تحقيق السلام في فلسطين
أحمد حمادة – رئيس تحرير صحيفة الثورة
افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير- أحمد حمادة :
كثيرة هي العناوين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمضامين الفكرية التي حملتها كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب، وإن حاولنا قطف بعض أوراقها السياسية والفكرية فسنجد أنها تناولت بالعمق كل ما يحيط بأمتنا ويستهدفها، ورسمت طريقها لمواجهة المخاطر المحدقة بها.
فإذا كان أخطر ما يواجه الوطن والأمة هو الحروب العقائدية، كالنازية الجديدة، و”الليبرالية الحديثة، والتطرف الديني، فإن مواجهة ذلك لا يمكن أن يتم إلا بفكر وبعقيدة، لأن تخريب الفكر لدى شعوبنا بات عبر الحروب الإعلامية، ولأن تدمير عقول أبنائنا ومستقبلهم بات هدف الأعداء قبل حشد بوارجهم وأساطيلهم وحاملات طائراتهم، وهو ما يستدعي تحصينهم أولاً وأخيراً.
ولننظر إلى كل ما جرى في سورية والدول العربية التي تعرضت للإرهاب خلال السنوات الأخيرة، لنجد أن نتائج الدمار الشامل الذي تعرضت له كان بفعل التخريب الفكري قبل الغزو العسكري، فيكفي أن أعداءنا حاولوا تخريب الفكر الأصيل الذي يعبر عن طبيعة مجتمعاتنا، كي يصلوا للنتيجة التي نتحدث عنها، والتي رسخت أعنف حملات بربرية بحق منطقتنا وشعوبها.
وكي يحققوا غاياتهم أقاموا مراكز البحوث الإستراتيجية والمعاهد الأكاديمية التي ترسم طرق تدميرنا وتدجيننا، وأكثروا من المحطات الفضائية المشبوهة التي تروج لما تريده تلك المراكز ومن يقف وراءها من دول وحكومات، بل استنهضوا الإمبراطوريات الإعلامية الكبرى، وجندوا لها العناصر والأدوات، ورصدوا لها المليارات لتنفذ إلى عقول أجيالنا.
من هنا كان تركيز الرئيس الأسد على هذه الرؤية قائلاً: إنه حتى في الحرب الاقتصادية أو الحرب الإرهابية ليس بالضرورة أن يكون الهدف هو الجوع بالاقتصاد أو القتل بالإرهاب، وإنما الهدف الوصول إلى ثقافة اليأس التي تتحول مع الزمن ومع التراكم إلى عقيدة أو ما يشبه العقيدة التي تحل محل العقائد الأخرى ومحل المبادئ، وبالتالي تدفع باتجاه التنازل عن الحقوق.
ومن هنا أيضاً، وفي ظل ما يشهده العالم من حروب ذات طابع ثقافي وعقائدي، تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهمية من قبل، وليس كما كان يسوق منذ ثلاثة عقود، بأن عصر الأيديولوجيات قد انتهى، فهذا الكلام غير صحيح، فنحن نعيش أعلى مرحلة أيديولوجية على مستوى العالم، لأن التطرف هو عقيدة، و”الليبرالية الحديثة” هي عقيدة والخضوع الذي يدعو إليه الغرب تحت عناوين مختلفة هو عقيدة، إذاً فدور الأحزاب العقائدية، وفي مقدمتها حزب البعث في سورية تحديداً، هو اليوم أكثر أهمية مما سبق خلال كل المراحل التي مرت فيها سورية.
بهذه الكلمات المعدودات عن “الليبرالية الحديثة” والحروب ذات الطابع الثقافي، وعصر الأيديولوجيات، حدد سيادته بوصلة المرحلة، ووضع النقاط على الحروف التي توصل بلدنا وأمتنا إلى بر الأمان، وتساعدنا في رسم خريطة عمل تقينا شر المتربصين بأمننا ووجودنا، وتبني جدران الصد لكل ما يخطط لنا، فلنبدأ بتحديد ما يريده أعداؤنا، ثم ننطلق إلى كيفية الرد على أجنداتهم ومخططاتهم.
سيرياهوم نيوز٣_الثورة