المؤلف
هل تعلم أنَّك تستطيع تحويل أحلامِك وطموحاتك إلى حقيقة من خلال التركيز على خطة التنمية الشخصية؟ إنَّك تمتلك إمكانات لا حصر لها، والاستثمار في التنمية الشخصية هو وسيلة لتسخير مواهبك العديدة، كما أنَّ تحديد الأهداف التي تودُّ تحقيقها على الأمد القصير أو الطويل يدعم تطورك الشخصي.
في هذا المقال، سوف تتعلم معنى التنمية الشخصية وأهميتها، وما هي خطة التنمية الشخصية، ولماذا عليك وضعها، وكيفية إنشاء هذه الخطة؟
سوف تطلع أيضاً على نموذج خطة تطويرٍ شخصي لمساعدتك على الانطلاق سعياً إلى الوصول إلى أهداف التنمية الشخصية، إضافةً إلى بعض الأمثلة المفيدة والموارد التي يمكنك الاستعانة بها.
ما هي خطة التنمية الشخصية (PDP)؟
خطة التنمية الشخصية هي دليل إرشادي لحياتك ونجاحك المستقبلي، هي عملية تحسين الذات من خلال بعض العادات والنشاطات الواعية، إنَّها تعني السعي إلى النمو الشخصي من أجل تحسين حياتك وتحقيق أحلامك وتطلعاتك.
عندما تُنشِئ خطة تنمية شخصية، فإنَّك تُحدِّد شكل شخصيتك المستقبلية، والمهارات التي تتمنى التحلي بها، والإنجازات التي ترغب في تحقيقها؛ ومن ثَمَّ تضع أهدافك طويلة وقصيرة الأمد وتُحدِّد الوقت الذي سوف تحققها خلاله.
ناس كثيرون لا يحققون إنجازاتٍ كافية في حياتهم المهنية لأنَّهم لا يكتشفون مجالات النمو الشخصي التي يمكن أن تساعدهم على التفوق في أي مجال، بينما يركز القادة الناجحون على تحسين أنفسهم باستمرار ويعلمون أنَّه لا يوجد بديل للعمل الجاد.
عندما تتحلى بالانضباط الذاتي من خلال تحديد هدف ووضع خطة والسعي إلى تحقيقها كل يوم، سوف تلاحظ التطور والتقدم الشخصي في حياتك المهنية.
أهمية التنمية الشخصية:
ترسم أفكارك معالم شخصيتك، وكل شيءٍ تعيشه في يومك من اللحظة التي تستيقظ فيها وحتى نهاية اليوم يؤدي دوراً في تطورك؛ لذا عندما تتحكم بالتجارب التي تعيشها، تصبح قادراً على توجيه تطورك الشخصي والوصول بسرعةٍ أكبر إلى أهدافك بدلاً من ترك الأمر رهن الصدفة.
إنَّ تحديد أهداف التنمية الشخصية والسعي إليها وتحقيقها يفتح لك كثيراً من الفرص الجديدة التي تُحسِّن جودة حياتك، على سبيل المثال بوصفها نتيجة لإنشاء واتباع خطة التطوير الشخصي، قد تتولى مزيداً من المسؤوليات في العمل وتحظى بفرصةٍ لاكتساب أجرٍ أعلى، وقد يؤهلك هذا النمو لاتخاذ مسار وظيفي أفضل، مما يزيد سعادتك ورضاك الوظيفي والقدرة على توفير الحياة التي تريدها لك ولعائلتك.
إنَّ التركيز على تطورك الشخصي يمنحك أيضاً القدرة على اتخاذ قراراتٍ أفضل، حتى تتمكن من تجنب المشكلات التي ابتليت بها في الماضي أو تعوقك الآن، في نهاية المطاف، يساعدك التطور الشخصي على الشعور بمزيدٍ من المشاعر الإيجابية وتسخير قوة التفكير الإيجابي، مما قد يغير حياتك بالكامل، وعندما تمنح نفسك بعض الوقت للتركيز على نموك المهني والشخصي، فإنَّك تصبح قادراً على بلوغ رؤيتك الفريدة للنجاح.
التنمية الشخصية أم تحسين الذات؟
إنَّ تحديد الفروق بين تحسين الذات والتنمية الشخصية قد يكون أمراً صعباً بعض الشيء، ففي حين أنَّهما متشابهان من ناحية أنَّهما ضروريان للغاية لتحقيق أهدافك وتحسين نفسك، لكن توجد اختلافات رئيسة بين خطة تحسين الذات وخطة التنمية الشخصية.
التنمية الشخصية هي العمل الذي تقوم به على أساس يومي بهدف تطوير نفسك، إنَّها الجهود التي تبذلها لتُحقق التقدم في عملك، ونمط حياتك وسلوكك وصحتك وحياتك الاجتماعية، إنَّ تحديد أهداف التنمية الشخصية ووضع خطة مناسبة يساعدك على الاستفادة من أي فرصة قد تكتشفها بالكامل واستثمار إمكاناتك أفضل استثمار.
أما تحسين الذات فهو عملية تحسين داخلي، إنَّها دراسة شخصية يجريها المرء بجهوده الخاصة لتحسين شخصيته أو حالته أو زيادة معرفته، تحسين الذات هو عملية مستمرةٌ مدى الحياة، تتضمن البحث باستمرار عن طرائق لتغيير عاداتك حتى تتمكن من بلوغ أقصى إمكاناتك، وإنَّ الجهود التي تبذلها في عملية التطوير الشخصي تؤدي في النهاية إلى تحسين الذات.
الفئات السبعة للتنمية الشخصية:
إنَّ التركيز على فئات التنمية الشخصية مثل المهارات الشخصية والنمو الشخصي والقوة الشخصية تنشئ عادات تُعدُّ أساسيةً لتحسين الذات، ويُبنى النمو الشخصي على التعلم والمهارة، ومن خلال التعلم واكتساب الخبرة، فإنَّك تُعزِّز مهارتك وقدرتك على النجاح في مجالك، وتوجد سبع فئات رئيسة للتنمية الشخصية، تشمل ما يأتي:
1. المهارات شخصية:
قد تتضمن المهارات الشخصية مهاراتٍ فطرية إضافةً إلى المهارات المكتسبة من خلال التدريب والممارسة، وغالباً ما يشار إليها بالمهارات الناعمة.
من الأمثلة على المهارات الشخصية:
- مهارات اتخاذ القرار.
- مهارات العمل الجماعي.
- مهارات التنظيم.
- مهارات التواصل.
إن كنت تتطلع إلى تنمية مهاراتك في العمل، فعليك تطوير مهاراتك الشخصية، وإنَّ الأفراد الأعلى أجراً في مجالهم هم أولئك الذين يركزون على تنمية مهاراتهم الشخصية، إنَّ معرفة المجالات التي تتفوق فيها، التي تحتاج إلى تطويرها أمرٌ مفيد جداً في حياتك الشخصية والمهنية.
2. النمو الشخصي:
إنَّ وضع خطة نمو شخصي هو من الخطوات الأولى نحو تحسين نفسك وتجاوز مخاوفك، يتطور البشر والعقل البشري باستمرار، فأنت تختلف عما كنت عليه قبل عام، لقد تعلَّمت كثيراً، وتطورت بطرائق عديدةٍ مختلفة، وعشت مزيداً من الأحداث الحياتية التي صقلت شخصيتك ومعتقداتك ونظرتك إلى العالم، وكي تُحقق النمو والتطور الشخصي، عليك أن تسعى إلى أن تكون شخصاً أفضل مما كنت عليه بالأمس.
3. القوة الشخصية:
القوة الشخصية هي السلطة التي يظن الآخرون أنَّك تمتلكها في مواقف معينة، والتي تُعززها علاقاتك ومعرفتك ووضعك المالي، ويؤدي تطوير شبكةٍ واسعة من العلاقات، والسعي إلى تعلُّم المزيد والنمو المالي إلى تعزيز فرص التواصل وبناء علاقاتٍ جديدة.
كما أنَّ توسيع شبكة معارفك وإغناء معرفتك وتحسين وضعك المالي يتيح لك أيضاً مساعدة الآخرين على تحقيق الشيء نفسه، مما يزيد من قوتك الشخصية وفرصك للتطور والنمور الشخصي.
4. التحسين الشخصي:
يتحقق التحسين الشخصي من خلال عادات العمل الجيدة والتحلي بعقليةٍ إيجابية، وإنَّ التفكير في الأمور ملياً قبل التصرف جزءٌ أساسيٌّ من التحسين الشخصي، ولكي تستطيع التفكير أولاً، حاول ترتيب أولوياتك في قائمة وفكِّر في العواقب المحتملة قبل البدء بالتصرف، كما أنَّ العمل على التحسين الشخصي والتحلي بعقليةٍ إيجابية أيضاً يختصر الوقت الذي تستغرقه لتحقيق أهدافك.
5. التمكين الشخصي:
إنَّ التمكين الشخصي مشابه للقوة الشخصية، ويختلف عنها بأنَّه القوة التي تراها في داخلك، بدلاً من نظرة الآخرين إليك، وإنَّ تبني الإبداع والنظرة الإيجابية في حياتك اليومية يختصر الوقت الذي تحتاج إليه لبلوغ التمكين الشخصي وتحقيق أهدافك.
لكي تعزز هذا التمكين الشخصي، ابحث عن طرائق جديدة ومبتكرة تساعدك على إنجاز مشروع ما سريعاً وأسهل وبتكلفةٍ أقل، دون التأثير في النتيجة النهائية.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي
6. التحليل الشخصي:
من الضروري جداً أن تحدِّد المجالات التي تمتلك فيها موهبةً فطرية، وكذلك تحليل المجالات التي تحتاج إلى التحسن فيها، وهذا يسمى التحليل الشخصي، إنَّ تحليل وضعك الحالي بصدق هو الخطوة الأولى للمُضي قُدماً؛ لذا يجب أن تقيم باستمرار مدى التقدم الذي أحرزته نحو أهدافك وطموحاتك.
7. الأهداف الشخصية:
يذهب الطموح أدراج الرياح ما لم تُحدِّد أهدافاً واضحة، وإنَّ تحديد الأهداف قصيرة وطويلة الأمد هو خطوةٌ أساسيةٌ لتحقيقها فعلياً ولتنمو شخصياً، إنَّ وضع خطةٍ دقيقة يساعدك على فهم الاستراتيجيات الضرورية للوصول إلى وجهتك المرجوة بوضوح.
لمَ عليك أن تضع خطة تنمية شخصية؟
لأنَّ وضع هذه الخطة يساعد على إرشادك إلى اتخاذ قرارات أفضل ويُذكرك دائماً بالوجهة التي تسعى إليها؛ بمعنى آخر يزيد الإعداد الجيد من احتمالية النجاح ويقلِّل من احتمال ارتكاب الأخطاء، فإنَّ إنشاء خطة للتطوير الشخصي يمنحك إحساساً بأنَّك تتحكم تماماً بحياتك ويُعدِّك إعداداً أفضل لمواجهة التحديات التي تعترض طريقك.
ضع في حسبانك الفوائد الآتية لخطة التنمية الشخصية:
- تحويل رؤيتك إلى واقع.
- ضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة والمنطقية.
- تحسين مهارتك في إدارة الوقت حتى تتمكن من تحقيق أهدافك.
- تتبُّع تقدمك، مما يُحفزك عندما توشك على الاستسلام.
- تقليل التوتر وتحسين التوازن في الحياة وزيادة الثقة بالنفس.
إنَّ تحديد أهداف التنمية الشخصية الخاصة بالعمل هي العامل الفارق بين النجاح والفشل، وإنَّ إنشاء خطة للنمو الذاتي في حياتك الشخصية هو العامل الفارق بين السعادة الدائمة والندم.
المهارات والأهداف:
تشمل أهداف التنمية الشخصية النمو والتطور المستمر، وزيادة احتمالية النجاح واستثمار الفرص المحتملة، يمكنك ممارسة مهارات التنمية الشخصية من خلال تخصيص وقت للأشخاص الهامين في حياتك، وأداء بعض التمرينات التي تجبرك على الحفاظ على أدائك في أعلى مستوى، ودراسة أدائك كي تضمن استمرارك في السعي نحو النجاح.
يجب أن تتضمن خطة العمل أهدافاً قابلة للقياس، حتى تعرف الخطوات الدقيقة التي عليك اتخاذها للوصول إلى أهدافك، كما يتعين عليك تقسيم أهداف التنمية الشخصية الكبرى إلى أهداف أصغر حتى تتمكن من معرفة وجهتك وقياس تقدُّمك.
لا حدود للتطور الشخصي باستثناء الحدود التي تفرضها على نفسك، ثابر على عيش حياة من التعلم المستمر، حتى لو كنت متفوقاً في مجالك، فهناك دائماً شيءٌ جديد يمكنك تعلُّمه، بمجرد أن تتقن مهارةً ما، عليك تعلُّم مهارة أخرى، إنَّ التعلُّم المستمر لمهارات جديدة يبقي عقلك منتعشاً ونشطاً ويفتح أبواباً كانت ستغلق في وجهك لولا ذلك، ستتفوق وسترى آفاق مستقبلك مفتوحةً أمامك عندما تعيش حياةً تركِّز على الأهداف والتطور.
في الختام:
أضحت خطة التنمية الشخصية ضرورةً في عالم اليوم، وقد تعرفنا في هذا الجزء من المقال إلى هذه الخطة، وتحدَّثنا عن معناها وأهميتها البالغة ودورها في تحسين عملية اتخاذ القرار ورفع جودة الحياة، كما تطرقنا إلى الفئات الأساسية السبعة للتنمية الشخصية، فتابع معنا في الجزء الثاني والأخير لمعرفة كيفية إنشاء هذه الخطة، إضافةً إلى بعض الأمثلة والنماذج الممتعة والمفيدة التي تسهِّل عليك وضع هذه الخطة.
سيرياهوم نيوز٣_ النجاح نت