| هناء غانم
بدأت الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية تنفيذ خطتها الإنتاجية للموسم القادم في مشاتل إنتاج الغراس الرعوية الموزعة في المحافظات.
مدير عام الهيئة الدكتور بيان العبد اللـه بين أن خطة الهيئة لموسم 2023- 2024 تبلغ نحو مليون غرسة رعوية في مشاتلها بمحافظات ريف دمشق وحمص وحماة ودير الزور والسويداء، حيث بدأت بتجهيز الخلطة الترابية في المواقع ليصار إلى تعبئتها لاحقاً بأكياس مخصصة لهذا الغرض وتجهيزها على أن يتم بذارها مع بداية كانون الأول بهدف إنتاج الغراس الرعوية اللازمة لإعادة تأهيل وترقيع المحميات وحقول الأمهات في البادية السورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف: إن الهيئة تعمل حالياً على إعادة توطين وتشجيع المربين على العودة إلى المراعي الطبيعية في البادية مع قطعان أغنامهم، مؤكداً أن هذا هو الملجأ الأساس للقطعان في البادية التي تعد الخزان الإستراتيجي للثروة الحيوانية /الأغنام/ بما تحويه من مراع طبيعية الأمر الذي يخفف الكثير من كلف الأعلاف على المربين ويوفر على الدولة تكاليف استيراد العلف.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الماطرة فإن البادية تستوعب من 5 إلى 6 أشهر رعي وفق المساحات أي توفر نحو 60 بالمئة من العلف اللازم للثروة الغنمية.
وأضاف: إن الهيئة تعمل حالياً على إعادة تأهيل بعض الوحدات والمنشآت الخدمية في المحميات وإعادة تأهيل المشاتل الرعوية وحالياً لدينا 5 مشاتل رعوية موزعة في حمص وحماة وريف دمشق والسويداء ودير الزور طاقتها الإنتاجية الحالية / مليون غرسة سنوياً كما تتم زراعة ما يقارب 1.800 هكتار سنوياً، كما يتم تأهيل المحميات والمشاتل بالتشاركية، مشيراً إلى أن زيادة مساحة الرقعة الخضراء في البادية والحد من أثر التغيرات المناخية أمر مهم.
وهناك تجارب ناجحة بهذا المجال، مؤكداً أنه كان هناك نحو 280 ألف هكتار محميات حكومية، وجزء كبير منها تدهور خلال الحرب واليوم يتم العمل على إعادة تأهيلها لوضعها بالخدمة وفق الأولويات.
وقال العبد الله: مع بداية تشرين الأول باشرت كوادر الهيئة في المحافظات بالتحضير لعمليات الاستزراع في الأرض المستدامة من فتح خطوط وتجهيز جور لنقل الغراس المنتجة في الموسم السابق والبالغة نحو 1.07 مليون غرسة رعوية متنوعة مثل روثا ورغل محلي ورغل أميركي وغيرها والتي تم إنتاجها من المشاتل الرعوية للموسم 2022 – 2023 ليتم زراعتها في أراضي البادية لزيادة مساحات المراعي في المحميات الرعوية، لافتاً إلى أن مساحة المحميات الحكومية المزروعة بالشجيرات الرعوية تجاوزت 280 ألف هكتار عام 2012، ولكن تم تخريب الجزء الأكبر وخروج عدد كبير عن الخدمة بفعل عمليات الحرق والتحطيب والرعي الجائر لذلك يتم العمل حالياً بشكل تدريجي على إعادة تأهيل ما يمكن تأهيله وفق الأولوية والأهمية بمعدل 1800 هكتار سنوياً، مضيفاً: وفي السياق نفسه تم إنشاء واستزراع محمية الجلد في بادية درعا على مساحة 70 هكتاراً بالتعاون بين وزارة الزراعة وبرنامج الغذاء العالمي WFP، إلى جانب تقديم 160 ألف غرسة رعوية، لمربي الماشية في المنطقة الهامشية المحاذية لمنطقة الاستقرار الرابعة في باديتي حماة وحمص لإنشاء محميات رعوية خاصة للتخفيف من الاعتماد على العلف الصناعي وتحقيق مورد اقتصادي خاص بهم.
وعن الآبار الموجودة على كامل مساحة البادية قال: 375 بئراً 99 بالمئة منها خارج الخدمة اليوم، وتعمل الهيئة على تجهيز وتشغيل الآبار في المناطق المستقرة والآمنة، تزامناً مع وجود المربين وقطعان الماشية، حيث بلغ عدد الآبار المجهزة حتى تاريخه 86 بئراً تعرض معظمها للأعمال الإرهابية خلال الحرب، وبهدف تخفيف العبء عن المربين وتأمين مصدر مائي مستدام، موضحاً أنه في ظل النقص الحاد بالمحروقات تعمل الهيئة على تشغيل الجزء الأكبر من الآبار على الطاقة البديلة، حيث تم خلال هذا العام تشغيل نحو 8 آبار على الطاقة الشمسية بعضها ضمن اتفاقيات موقعة بين وزارة الزراعة ومنظمة الزراعة والأغذية «FAO» ليصل عدد الآبار العاملة على الطاقة الشمسية إلى 13 بئراً في مختلف المحافظات حتى تاريخه، بكلفة تقريرية بالحد الوسطي 350 مليون ليرة لكل بئر وتختلف من بئر إلى أخرى وهذه التكلفة لا تشمل الغطاس وغيرها من المستلزمات، كما تم إعادة تأهيل وتجهيز عدد من المنشآت الخاصة بالآبار على امتداد البادية السورية بعد تجهيز وتشغيل البئر ميكانيكياً. والهيئة مستمرة بالتأهيل حسب الأولوية وفق تجمعات وجود قطعان الأغنام.
سيرياهوم نيوز1-الوطن