قصي رزوق
وضعت الأمانة السورية للتنمية برنامج (التراث الحي) مع المجتمع المحلي بمحافظة حلب المحاور الأساسية لصون القدود الحلبية التي سجلت على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني في اليونسكو نهاية 2021 بهدف الحفاظ على هذا العنصر اللامادي الأصيل.
المحاور الأساسية لخطة الصون جاءت خلال ورشة عمل مكثفة على مدار يومين في سوق الإنتاج في حلب بمشاركة مجموعة من الجهات الحكومية والأهلية وفنانين وموسيقيين وباحثين ومهتمين بالشأن الطربي والموسيقي وفن القدود.
الورشة تناولت بعض المفاهيم العامة والمصطلحات التي يتم استخدامها في منظمة اليونسكو وتسليط الضوء على الاتفاقية الموقعة لعام 2003 والتي تعد البوصلة والمسار الذي يتم العمل وفقها لصون عناصر التراث اللامادي عبر الإدراج والحصر.
ووضع المشاركون في الورشة أربع نقاط أساسية تعكس آلية إدارة خطة صون القدود بإشراف الأمانة السورية للتنمية ركزت على انتقال المعرفة والمهارة للقدود والبحث والتوثيق والترويج والتسويق لمنتجاتها الثقافية وإعادة إحياء الأماكن الثقافية المرتبطة بالقدود وخاصة في مدينة حلب القديمة.
الورشة ركزت على أهمية التناقل الرسمي وغير الرسمي للخبرة والمعرفة لعناصر القدود جيلاً بعد جيل والعمل على التوثيق والبحث وأرشفة الموسيقا التقليدية والتسجيلات والأغاني وتوثيق المعلومات الشفهية لأعلامها والتسويق والترويج للقدود وتعزيز حضورها في الاحتفالات الرسمية والثقافية وإحياء الفضاء الثقافي المرتبط بها.
وفي تصريح لمراسل سانا أوضحت ريم الإبراهيم من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية أنه انطلاقا من اهتمام الأمانة وإيمانها بضرورة مشاركة المجتمعات في جميع النشاطات والفعاليات التي تعنى بتراثها الثقافي المادي واللامادي والذي يعد جزءاً ومكوناً أساسياً من هويتها الثقافية فقد عملت بالتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي على إعداد ملف ترشيح القدود الحلبية خلال عام 2018 ومواصلة العمل لدعمه بعد إدراجه ضمن قائمة التراث الإنساني بمنظمة اليونسكو من خلال إعداد خطة صون لهذه القدود ليتم الالتزام بها بالتعاون مع المجتمع المحلي وبالشكل الذي يعكس رغبته بتطوير وصون وحفظ القدود الحلبية.
الفنان أنس صباح فخري بين أن لورشة العمل أهمية في التصدي للهجمة الشعواء لطمس الهوية السورية الثقافية والعمرانية بكل مكوناتها والتي تم الحفاظ عليها لعدة قرون لافتاً إلى أن القدود تشكل أحد أهم وجوه حلب التي ساهمت بنشر اسمها وهي ذات منشأ عريق نابع من أساس الزوايا والتكايا ومجالس الذكر والمجتمع متمنياً الوصول لوضع منهجية واضحة المعالم ثابتة لصون هذه القدود وتكريس فكرة التنمية المستدامة لها وتحقيق الاستفادة منها.
من جهته الفنان فارس أحمر قال: “نبحث اليوم عن كيفية حماية وصون القدود الحلبية للمرحلة القادمة وإبقائها على لائحة اليونسكو وهذا يحتاج لجهد وتعب كبير حيث تتم الاستفادة من آراء الحضور وكل في مجال اختصاصه” داعياً إلى إقامة مهرجان كبير في قلعة حلب حول القدود الحلبية خلال الأشهر القادمة يطلق عليه صيف قدود 2022 لاستقطاب فئات واسعة من المجتمع والتركيز على الشباب واليافعين في صقل مواهبهم بمجال القدود والموشحات.
ولفت المطرب أحمد خيري إلى أهمية المحاور التي تم تحديدها في ورشة العمل للحفاظ على القدود ومنها إيجاد الأماكن المناسبة لنشر تراثها وآلية العمل لنقلها إلى الأبناء والأطفال بشكل علمي وتعزيز الذائقة السمعية لديهم.
وتحدث الفنان صفوان عابد عن دوره الأساسي في القدود الحلبية والحفاظ على الطرب الأصيل من خلال تناوله الموشح والقد الحلبي والذي يعد موروثاً شعبياً رائعاً لافتاً إلى أهمية الورشة في وضع الأسس المناسبة لاظهار القدود الحلبية للعالم والتي تعد رسالة على الأجيال حملها ونشرها وتناقلها واداؤها بالشكل الصحيح والتوظيف الموسيقي الصحيح لها منعاً لطمسها.
وقال عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب: “إن غاية ورشة العمل هي فهم الأطر المناسبة لوضع خطة عامة لحفظ التراث اللامادي المتعلق بالقدود الحلبية والحرص على استدامتها”.
وبين يمان نصار مدير معهد صباح فخري للغناء والموسيقا أن مشاركته في ورشة العمل تندرج ضمن سعي المعهد لتوريث القدود الحلبية للأجيال القادمة والحفاظ عليها.
وأشار الشيخ أحمد ويسي مدير العلاقات العامة في مديرية أوقاف حلب إلى أن المشاركة بورشة العمل هدفها الحفاظ على الثقافة والتراث حيث تسعى مديرية الأوقاف للحفاظ على هذا التراث السوري الأصيل سواء في الزوايا والتكايا أو من خلال المنشدين والمقرئين.
وتحدث المهندس طلال خضير رئيس غرفة السياحة بحلب عن اهتمام الغرفة بحماية وصون التراث المادي واللامادي السوري حيث يتم تشجيع ودعم بعض الحرف اليدوية والحفاظ عليها من قبل شيوخ الكار وقال: نتعاون مع الأمانة السورية والمجتمع المحلي لصون القدود الحلبية خلال المرحلة القادمة وتعزيز حضورها في الدور الحلبية والمسارح.
وأشارت منى تاجو ممثلة جمعية العاديات بحلب إلى أن التراث يمثل المجتمع واليوم علينا العمل على حفظ التراث اللامادي بمحاوره العديدة من مهن وعادات اجتماعية وغناء وموسيقا.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا